يعتبرها البعض سبباً للإزعاج ومصدراً للخطر، فيما يرى البعض الآخر أن عشرات آلاف من الثعالب التي تستوطن المتنزهات والحدائق والشوارع في لندن تضفي جواً ريفياً محبباً على هذه المدينة الكبيرة. وقد يبدو مشاهدة الثعالب في مدينة يقطنها 8 ملايين نسمة وتعتبر أكبر مركز مالي في العالم أمراً غريباً. لكن الثعالب تنتشر فيها بكثرة، بحيث إن 70% من سكان لندن سئلوا عنها في استطلاع حديث للرأي فقالوا إنهم شاهدوا ثعلباً في الأسبوع السابق على استطلاع الرأي.
وتسجل بريطانيا أكبر كثافة للثعالب في العالم، حسبما قال ستيفن هاريس من جامعة بريستول. ويقدر عدد «ثعالب المدينة» بـ33 ألفاً في بريطانيا ثلثها في لندن. وهناك 250 ألفاً منها في الريف البريطاني. ويكره بعض سكان العاصمة البريطانية هذه «الجيران الجدد»، لأنه يفيقون أحياناً على عوائهم، ويجدون سلال المهملات أمام منازلهم قد قلبت ومزقت أكياس النفايات. وينتقدون أيضاً نبشها للحدائق الخاصة، أو العثور على مخلفاتها فيها. وفي يونيو الماضي، دعا رئيس بلدية لندن بوريس جونسون على سبيل المزاح إلى السماح بصيد الثعالب مجدداً في العاصمة، بعد منعه في إنجلترا منذ عام 2005. وقال «إذا أراد بعض الناس التجمع وتشكيل سرب فأنا مستعد».
لكن المدافعين عن الثعالب يعتبرون أنه هذه الشكاوى مبالغ فيها وأحياناً ما تكون قصصاً مختلقة. وقالت كالي بديجنز من الجمعية البريطانية للرفق بالحيوان «إنه حيوان يتكيف بسهولة ويأكل من كل شيء. فلا عجب أن نراه في المدينة». وتتعايش الثعالب مع الإنسان تسير بشكل جيد نسبياً. فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 86% من الأشخاص يحبونها. وأظهرت دراسة أخرى أن 10 % من سكان لندن يقدمون لها «الطعام بشكل منتظم».
وقال ستيفن هاريس «رغم ذلك فإن الثعالب تقف وراء عدد قليل من المشاكل، وغالبية السكان تحب أن تراقبها في الحديقة». من وقت لآخر تتصدر حوادث مثل تعرض طفل لهجوم من ثعلب أخبار الصحف، ما يؤدي إلى إطلاق دعوات للقضاء عليها أو إخراجها من المدينة. وكان آخر هذه الحوادث في فبراير الماضي، عندما تسبب ثعلب في بتر إصبع يد مولود جديد. لكن المدافعين عن هذه الحيوانات يعتبرون أن هذه الحوادث مبالغات. وقال تريفر وليامز مدير «ذي فوكس برودجيكت» لقد «سجلنا 3 هجمات للثعالب في السنوات الـ11 الأخيرة». وأضاف «تبين أن الهجوم الأول من فعل كلب.
وقد يكون الثاني كذلك وفقاً لشهادات الجيران. أما الهجوم الثالث فلا أحد يصدقه بسبب التناقضات الكبيرة في الرواية».
وأكد أن «هذا لا يقارن بـ250 ألف شخص يتعرضون للعض من الكلاب سنوياً في بريطانيا، بينهم 6 آلاف يدخلون المستشفيات». وتشير جمعية الرفق بالحيوانات إلى أن الثعالب هي التي تعيش في خطر. لأن عمرها في المدن لا يتجاوز السنتين مقابل 14 عاماً في الأسر. وتشكل السيارات 60% من هذه الوفيات. أما البقية فتموت بسبب الأمراض ومئات القناصة المرخصين للإجهاز على ثعالب لندن.
المصدر: أ ف ب