يأتي هذا الكتاب أقرب إلى صيحة تحذير، من منظور الدرس والتحليل العلمي، بشأن ما قد ينتظر العالم خلال عقود مقبلة من هذا القرن الجديد، من أزمات تتصل بالمياه من حيث توافرها وارتفاع معدلات استخدامها، فضلاً عن تفاقم عنصر الشحّة أو الندرة في مجال الموارد المائية.
ويحرص الكتاب على تأكيد البديهية التاريخية والعملية التي تنطلق من المبدأ السماوي الكريم: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ومن ثم يتوقع الكتاب تزايد الحاجة إلى المياه الصالحة للاستخدام مع تزايد حجم سكان كوكب الأرض، وهو ما قد يؤدي، في تصوّر مؤلف الكتاب، إلى ما يصفه بأنه الصراعات الهيدروليكية التي تدور بداهة حول الموارد المائية في كثير من مناطق العالم، يستوي في ذلك عدة قارات بقدر ما تستوي أيضاً دول نامية ودول متقدمة، توشك في مجموعها على مواجهة تلك الأزمات في توافر مصادر المياه.
وهو ما يدفع إلى تصنيف الماء في المراحل الزمنية غير البعيدة على أنه الذهب الأزرق، أسوة بما سبق من تصنيف البترول على أنه الذهب الأسود، فضلاً عن المعدن النفيس الأصل، وهو الذهب الأصفر بطبيعة الحال.
ويحرص الكتاب أيضاً على التنبيه إلى أن اتفاقات استخدام مياه الأنهار المشتركة بين عدة أقطار مختلفة في عدة قارات، تجاوزها زمن التطور، بعد أن سبق إبرامها والتوقيع عليها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في منتصف عقد الأربعينيات من القرن الماضي، وهو ما يستوجب مراجعة بنودها وتقوية مضمونها، وبما يمكن أن يقي العالم من صراعات في المستقبل.
معروف طبعاً ماذا يقصد الناس بالذهب الأصفر، هو بداهة معدن الإبريز، النفيس الذي تحال إليه كل النفائس، وكل ما هو قيّم وغال وثمين في حياة البشر.
معروف أيضاً ماذا يقصد الناس بالذهب الأسود: هو بدوره ذلك السائل المستخرج من باطن الأرض أو من قاع البحر، البترول الذي لا يقل عن قرينه، الأصفر اللامع من حيث نفاسته التي يترجمها الناس في طول عالمنا وعرضه إلى وقود وطاقة تدار بواسطتها عجلة الحياة فوق سطح كوكبنا- إنتاجاً ونقلاً وحركة وحضارة فما بالنا أيضاً بما يسفر عنه هذا الأسود النفيس من مشتقات متعددة الوجوه والقيمة والاستخدامات.
ماذا إذن عن الضلع الآخر، الأخير من الثالوث، ماذا عن الأزرق، وبالتحديد عن الذهب، الأزرق؟
هذا هو المصطلح الذي نراه مستجداً، وإن كان قد شق، ولا يزال يشق، طريقه في أدبيات الفكر والسياسة – ومن ثم، الإعلام في زماننا الراهن.
وببساطة شديدة، فالذهب الأزرق تلخصه كلمة واحدة: الماء.
وبرغم أن الأزرق قد جاء في نهاية المثلث الذي ألمحنا إليه، بعد الأصفر والأسود، ففي تصورنا أن الأزرق ينبغي أن تكون له الأولوية، لا بالنسبة للترف أو الأبهة أو الزينة، ولا بالنسبة للطاقة والإنارة والصناعة والنقل، ولكن الأولوية هنا تتصل أساساً بالحياة في أصلها وفي جوهرها.
هنالك نتفهم بعمق ويقين ما ينصّ عليه الكتاب الأكرم حين يقول: “وجعلنا من الماء كل شيء حي” (سورة الأنبياء).
والمعنى، بالطبع، أن الماء هو أصل الحياة، وهو بهذه الصفة يتجلى في نظر الدارسين المعنيين بأهم القضايا الجوهرية التي تسيطر على حياة سكان العالم بشكل عام، وفي طليعتها قضية الحرب والسلام.
عن الماء والحرب والسلام
هذا المعنى بالضبط هو الذي اختاره مؤلف الكتاب الذي نعايشه في هذه السطور، واختار له من ثم العنوان التالي: الماء والسلام والحرب.
والمؤلف هو المفكر الهندي براهما شيللاني الاختصاصي في مجال الجغرافيا السياسية والقضايا الاستراتيجية وفي طليعتها، كما أسلفنا قضية المياه، بكل ما استجّد عليها من أهمية ومن تطورات مع هذه المرحلة من مطالع القرن الواحد والعشرين.
من هنا، لا يكتب هذا المفكر الآسيوي دراسته التي نحن بصددها من منظور التحليل السياسي، وكأنه لا يملك مثل هذا الترف الفكري، ولكنه يكتب، في تصورنا، من منظور ما سيؤول إليه مستقبلاً أمر المياه ومشكلاتها السوبر- خطيرة على سطح كوكبنا، لذلك يشفع مؤلفنا عنوان كتابه عن المياه بين السلام والحرب بعنوان فرعي، يقول فيه بغير مواربة: مواجهة الأزمة العالمية (يقصد الكوكبية) للمياه.
ولأنها كوكبية، فهي أزمة جديرة في رأي المؤلف بأن تهّدد سلام العالم وأمنه، ومن ثم فقد كرسّ الرجل فكره وكتاباته الراهنة، بل والسابقة، في محاولة لرسم السبل الكفيلة بإدراك أبعاد الأزمة وسبل مواجهتها، باعتبارها مواجهة لنذر الحرب أو الصراع الدولي.
سعر الماء والبترول
هنا يعمد المؤلف مع افتتاحيات الكتاب إلى تبيان حقيقة بالغة الأهمية، حين يقول إن سعر التجزئة الذي تباع به قنينة المياه المعبأة ما زال أغلى من السعر العالمي لزجاجة النفط الخام.
مع ذلك – يضيف المؤلف – فليس لنا أن نركن إزاء هذه الميزة إلى حالة من الغفلة أو السبات العميق. لماذا؟، ببساطة لأن ليس هناك بديل أي بديل يمكن أن يحل محل الماء، بينما هناك من يشير إلى مصادر وموارد شتى يمكن أن تشكل في مجال الطاقة بديلاً عن النفط.
هي حقيقة بسيطة مباشرة، لدرجة البديهية بطبيعة الحال، ولكنها كفيلة بأن تفتح كل العيون والأفهام على معنى وجود الماء في حياة الإنسان: توافراً وغزارة أو شحة وندرة على السواء.
في هذا السياق، يوضح المؤلف في الفصول الاستهلالية من كتابنا أن الدنيا تغيرت، فيما تبدّلت الأوضاع التي عهدناها، وهو يرسم الخريطة التي يتصورها في هذا الصدد على النحو التالي:
في الماضي: كانت الدول تخوض غمرات الحرب صراعاً على الأرض.
في الحاضر: يشهد العالم أكثر من صراع على مصادر الطاقة.
أما في المستقبل: فالمسألة سوف تتغير، حيث يتحول العالم إلى الصراع على الميـاه.
وهذا الصراع، كما يتصور المؤلف، كفيل بأن يرسم على الأرجح صورة الزمن الآتي في طول العالم وعرضه. بل على الأرجح أن يشتد هذا الصراع بحكم اشتداد ندرة أو شحة موارد المياه المتاحة لسكان عالمنا.
هنا، يوضح الكتاب كيف زاد سكان هذا العالم بمقدار 3.8 أضعاف على مدار القرن العشرين، فيما زاد معدل استخدامهم للمياه بواقع تسعة أضعاف.
وبالمقاييس نفسها – يضيف مؤلف الكتاب – فقد تجاوز سكان كوكبنا رقم السبعة مليارات، ومن ثم، فالحقيقة الدامغة تقول بأن أكثر من نصف البشر أصبحوا يعيشون في مناطق تعاني بشكل أو بآخر أزمة في المياه، أو هي مصابة بنوع أو آخر من مظاهر الجوع، المائي إن صح التعبير.
تساؤلات عن المستقبل
والأكثر من هذا أيضاً، أن يواصل كتابنا تصوراته المبنية على إسقاطات (توقعات) علمية، حين يضيف موضحاً أن هذا النصف كفيل بأن يصل إلى الثلثين من سكان المعمورة خلال سنوات العقد المقبل، فيما تعاني نسبة الخُمس (20 في المئة) من سكان العالم، بالفعل، ضروب المشقة في الحصول على احتياجاتهم من المياه الصالحة للشرب.
وهذه الندرة تؤدي إلى الإصابة بأمراض شتى، لدرجة لا يتورع فيها المؤلف عن القول في أسى واضح، بأن هذه الندرة المائية التي تعانيها أجزاء محرومة من العالم، أصبحت تمثل أكبر عنصر لإزهاق حياة البشر على سطح الكوكب، وفي هذا المضمار، لا يفوت البروفيسور شيللاني أن يرصد تلك المفارقة المفعمة سخراً ومرارة.
حين يضيف قائلاً: ومن عجب أن هناك عدداً من البشر من مالكي الهواتف المحمولة يفوق نظراءهم ممن لا يزالون محرومين من سبل الوصول إلى خدمات الصرف الصحي التي تحتاج بداهة إلى توافر المياه.
في السياق نفسه، لا يتورع المؤلف أيضاً عن توقع ظاهرة غريبة حقاً، يصف بها جموع البشر المحرومين من الحصول على ما يكفيهم من كميات المياه اللازمة لاستمرار الحياة والحضارة، كما يعرفها البشر، أولئك الذين ستفرض عليهم الظروف عبء التنّقل والنزوح والتحرك بحثاً عما يفي باحتياجاتهم الحيوية، والمؤلف يطلق عليهم الوصف التالي: لاجئو المياه.
هنا أيضاً يوجه المؤلف خطابه التحذيري إلى الأوساط العالمية المعنية بحياة البشر وصحة الكوكب الأرضي الذي يعيشون على سطحه.
يكاد يقول على صفحات الكتاب مخاطباً تلك الأوساط، وفي مقدمها – كما هو معروف – منظومة الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص، الدائرة المعنية بهذا الأمر، وهي منبثقة عن الأمم المتحدة، وتحمل العنوان المطول التالي: فريق الخبراء الحكومي الدولي المعنى بتغيّر المناخ.
يكاد يصارحهم علانية، وعبر فصول كتابنا، قائلاً: أيها السادة: أرجوكم أن تنسوا في هذه اللحظات الفاصلة قضايا من قبيل إزالة – اجتثاث الغابات أو تغيّرات المناخ أو ارتفاع درجة الحرارة أو زيادة منسوب سطح البحر أو انبعاثات البترول وسائر أنواع الوقود الأحفوري، صحيح أنها قضايا لها أهميتها، لكن الأصح والأخطر، ما يتمثل في الأزمة المقبلة والمتعلقة بما وصفناه بأنه الذهب الأزرق.
هيدروبوليتيك
ثم يستطرد المؤلف ليضيف ما يلي: الماء، هذا الأزرق النفيس، انتهى عصره الذهبي الذي نعمت به البشرية في عهود وأحقاب ماضية، ففي أرجاء شتى من العالم، راح عهد المياه المأمونة، الرخيصة، والمتاحة في يسر وسهولة، وأصبح يحل محلها – يضيف المؤلف أيضاً – حقبة جديدة من مشكلات التوافر وعقبات الإتاحة، فضلاً عن قضايا جودة المياه ذاتها، وحسن نوعيتها بطبيعة الحال، ولا تنسوا – يضيف المؤلف موضحاً ومنبهاً أيضاً – فإن تفاقم أسعار المواد الغذائية، وكل هذه الظواهر الواجب التنبه لها، من شأنها أن تفضي بدورها إلى ظاهرة ذات نمط مستجد في أجرومية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويطلق عليه مؤلفنا المصطلح التالي: هيدروبوليتيك، أو السياسات المائيـة، بل إن هذه الظاهرة تستمد أصولها، من مراحل زمنية قريبة نسبياً من مرحلتنا الراهنة.
وفي هذا المضمار أيضاً، يحرص الكتاب على تنبيه قارئيه إلى أن العنصر المائي لم يكن غائباً عن كثير من الصراعات، العسكرية بالذات، تلك التي شهدها العالم، وكابدتها شعوب في مواقع متعددة من خريطته.
وهنا أيضاً يتطرق هذا التذكير إلى ما أورده الإرهابي الصهيوني الذي رحل أخيراً، أرييل شارون، في مذكراته، حين أشار إلى أنه من أهداف حرب عام 1967، ما كان متصلاً بأهمية السيطرة على الموارد المائية، سواء في نهر الأردن أو في مرتفعات الجولان السورية، وينطبق المقياس نفسه على حرب الهند وباكستان في عام 1965 في مناطق جامو وكشمير الجبلية، حيث يصف المؤلف هدف باكستان العسكري، بأنه كان يرمي إلى الاستيلاء على منطقة تتدفق على صعيدها مياه الفيضان المتأتية من ثلاثة أنهار دفعة واحدة.
في كل حال، ينقل المؤلف عن إحصاءات منظمة الأمم المتحدة ما سجلته من وقوع أحداث عنف مرتبطة بصراعات المياه، بلغت 37 حالة صراع بين الدول، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عند منتصف الأربعينيات من القرن العشرين.
الصراع بلغات مختلفة
وقد يسترعي الانتباه ما لجأ إليه المؤلف، وهو بصدد تأصيل الصراع على موارد المياه عبر التاريخ، أنه يتوقف عند كلمة “رافال”(Rival) بمعنى الغريم المنافس (وهي الكلمة نفسها في اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية)، والغريب أن الكلمة تشتق معناها من الأصل اللاتيني (رفاليس) الذي يفيد حرفياً معنى (الفرد الذي يستخدم المجرى المائي نفسه).
على مستوى القانون الدولي، يحرص مؤلف الكتاب على أن يكرّس فصلاً خاصاً لتحليل الاتفاقيات الدولية التي يتم من خلالها تنظيم استخدامات المجاري المائية المشتركة بين جماعات الدول أو الشعوب: يفيدنا عن الفترة الفاصلة منذ انتهاء إبرام وتوقيع ما يصل إلى أكثر من 200 اتفاقية مائية دولية.
ولكنه من منظور الدرس والتحليل، يصف أغلب هذه الاتفاقات بأنها تعاني من الأنيميا الهيكلية، بمعنى أنها لا تضم آليات تكفل حل المنازعات التي قد تنشب، وقد نشبت بالفعل، بين أطراف هذا الاتفاق أو ذاك، بل إنها لا تحتوي القواعد الموضوعية الكفيلة أيضاً برصد مسار التطبيق العملي للاتفاق المبرم بين الأطراف.
فضلاً عن أن معظم هذه الاتفاقات، ما زالت تفتقر – برأي مؤلف الكتاب – إلى أحكام تقضي بتقسيم الحصص المائية بين تلك الأطراف (وهنا نستطيع، كقارئين، أن نشير إلى بوادر الأزمة المحيطة حالياً بما يعرف باسم سد النهضة، الذي ما برح يثير مشكلات حياتية بكل معنى الكلمة، على مستوى حوض نهر النيل، وبخاصة بين ثلاثي الدول النيلية المعنية مباشرة بالقضية، وهي إثيوبيا ومصر والسودان.
وفيما تظل أفريقيا مرشحة لمشكلات مائية يمكن أن تثور ما بين ضفاف أنهارها ومجرى تلك الأنهار، وبخاصة نهر النيل والكونغو، إلا أن مؤلف الكتاب ينبه بالذات إلى أن أفريقيا يمكن أن تتقي نسبياً وقوع أزمات مستحكمة، إن لم تكن خانقة، بالمقارنة مع القارة الآسيوية التي ينتمي إليها البروفيسور براهما شيللاني شخصياً.
وفي أحدث الدراسات التي نشرها المؤلف (في مجلة “وورلد بوليسي”) يصف آسيا بأنها تضم أقل معدل من نصيب الفرد من المياه العذبة في العالم كله، حيث يتدنى نصيبها – كما تقول دراسته – عن المتوسط البالغ 222480 متراً مكعباً للفرد في السنة، ثم يزيد من وطأة هذا النقص، حقيقة أن آسيا تشهد أسرع ارتفاع في الطلب على المياه في العالم.
مع ذلك، وعلى نحو ما ذكرته مجلة “فورين أفيرز”، في إشارتها النقدية إلى هذا الكتاب (عدد ديسمبر 2013)، فإن بوادر الأزمات المائية – الصراعات الهيدروليكية – لن تكون مقتصرة على أفريقيا أو آسيا، بل إن هناك من الدول المتقدمة من بدأ يعاني بدوره في هذا الخصوص، ومنها مثلاً قارة كاملة مثل أستراليا، وأقطار في أوروبا مثل إسبانيا.
المؤلف في سطور
يشتهر البروفيسور الهندي براهما شيللاني بأنه مفكر استراتيجي، ويُعد في طليعة محللي الاتجاهات الجيوسياسية على المستوى الدولي. وهو من مواليد نيودلهي بالهند، ويعنى في معظم إنتاجه الفكري بقضايا الموارد الطبيعية من حيث وجودها وإتاحتها وتوافرها والاحتياجات إليها، وفي مقدمة هذه الموارد المياه.
ويشغل براهما شيللاني منصب الأستاذية في مجال الدراسات الاستراتيجية بمركز البحوث السياسية في نيودلهي، وهو مؤسسة مستقلة معنية بالدراسات السياسية، كما عمل مستشاراً للشؤون السياسية لدى وزارة الخارجية الهندية، وزميلاً للبحوث في معهد نوبل بالنرويج، وهو المؤسسة التي تتولي أمر البحوث المفضية سنوياً إلى اختيار الفائزين بجوائز نوبل العالمية الرفيعة.
ويلاحظ مترجمو سيرته العلمية، مشاركاته أيضاً في مجال بحوث الطاقة النووية في الهند، وخاصة في فترة تولّيه موقع المستشار لمجلس الأمن القومي الهندي حتي يناير من عام 2000.
يحمل المؤلف درجة الدكتوراه في موضوع الحد من الأسلحة على الصعيد الدولي، وقد تلقى جانباً من تعليمه في جامعات الهند، ثم جامعة كامبردج، كما قام بالتدريس في جامعة هارفارد، إلى جانب مشاركته في البحوث العلمية في مؤسسة بروكنغز بالولايات المتحدة. وقد فاز كتابه السابق بعنوان “المياه: ساحة القتال الجديدة في آسيا” بجائزة برنارد شوارتز في عام 2012.
عدد الصفحات: 424 صفحة
عرض ومناقشة: محمد الخولي
الناشر: مؤسسة روان وليتل فيلد، نيويورك،