لم يكن فوز ريال مدريد على برشلونة في «كامب نو» وليد المصادفة أو بضربة حظ، وإنما كانت هناك أسباب واقعية ومفاتيح كثيرة وراء تحقيق هذه النتيجة، بعد أن كان الكثيرون يعتقدون أن الريال لن يستطيع الصمود أمام طوفان هجمات البارسا، بقيادة الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار، مثلما حدث خلال مباراة الدور الأول بالليجا في عهد رافائيل بينيتيز المدير الفني السابق للريال، عندما فاز برشلونة بأربعة أهداف في سنتياجو برنابيو معقل المدريديين. ولكن ما حدث هذه المرة جاء مغايرا تماما لسيناريو المباراة السابقة.. ونسب موقع «ياهوسبورت» هذا النجاح إلى أربعة أسباب، أو مفاتيح رئيسية كانت وراء «ضربة الريال الكبرى»:
1 القرار الشجاع الخاص بالدفع باللاعب كازيميرو أساسياً طوال المباراة من بدايتها إلى نهايتها، حيث لعب الريال بنفس التشكيل الذي خاض به آخر مباراة في الليجا أمام أشبيلية. ولأن كازيميرو يمثل ورقة تكتيكية رائعة في وسط الملعب وفي العملية الدفاعية، فقد استقر زيدان عليه، مضحياً بـ «اسكو» و«جيمس رودريجيز»، وكان قراراً صعباً، ولكن زيدان تحمل تبعاته، ونجح هذا اللاعب في أن يفسد أغلب هجمات البارسا من بدايتها.
2الحذر والصبر اللذان تحلى بهما كل لاعبي الريال.. فرغم أن زيدان يميل بطبعه إلى تغليب الجانب الهجومي على الدفاعي، إلا أنه هذه المرة فضل تدعيم الدفاع أكثر تحسبا لخطورة الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار ومن ورائهم أنيستا وراكيتيش. وقال «ياهو سبورت» إن زيدان كان ماكراً ولئيماً ،عندما لجأ إلى ذلك على عكس ماهو معروف عنه من حب وشغف بالكرة الهجومية، ولكنه فضل الحذر والحيطة والصبر مع تحمل موجات الهجوم البرشلوني في الشوط الأول، على أن يكون هناك تكتيك مختلف في شوط المباراة الثاني، وهو ما كان بالفعل حيث قل مردود لاعبي برشلونة جميعا خاصة خط الدفاع، رغم الهدف المبكر الذي سجله جيرار بيكيه، وحل التعب على بعضهم وعدم التركيز على البعض الآخر، لتنجح بذلك خطة الحذر والصبر «الزيدانية».
3تفوق الـ «بي بي سي» على الـ «ام اس ان» هجومياً ودفاعياً، ولعل السبب الأكبر في ذلك يرجع إلى عودة الثلاثي البرشلوني من رحلة مرهقة في أميركا الجنوبية لعب خلالها كل منهم مباراتين مع منتخب بلاده في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا. وفي المقابل ظهر كريستيانو رونالدو في مستوى أفضل من كل مبارياته السابقة، وشارك بقوة وحماس خاصة في شوط المباراة الثاني، وبدا واضحاً أنه يريد أن يحقق شيئاً، لأن أصابع الاتهام توجه له دائماً بأنه لا يفعل شيئاً في المباريات الكبرى والحاسمة، فكان رده بأن سجل هدفاً جميلًا وأضاع هدفين آخرين، كما كان جاريث بيل مصدر إزعاج دائم في الجبهة اليمني للريال وأحرز هدفاً ألغاه الحكم، وإن بدا صحيحاً. وإذا كان كريم بنزيمة لم يظهر بالصورة المعروفة عنه، إلا أنه عوض ذلك بتسجيل هدف جميل غطى به على تراجع مستوى أدائه بوجه عام، ولهذا كان تغييره ضرورياً.
4المعنويات العالية جدا عند لاعبي الريال، والتي تدعو إلى الإعجاب الشديد، فإذا كان لاعبو البارسا قد هدأوا وتراخوا بعض الشيء بعد هدف بيكيه مع بداية الشوط الثاني، فان لاعبي الريال كانوا أكثر تركيزاً ولم تتأثر- على غير العادة- معنوياتهم بل ازدادوا إصرارا على العودة للمباراة، وهو ما حدث بالفعل بفضل هدف كريم بنزيمة، وتوالت الهجمات بعد ذلك رغم طرد سيرجي راموس نجم الدفاع المدريدي، فلم يتعرض الريال للانهيار وإنما شدد ضغطه وأضاع رونالدو فرصة ذهبية، ولكنه سجل بعدها هدف الخلاص والفوز مستفيداً من الكرة العرضية التي أرسلها له جاريث بيل، ومستغلاً حالة التوهان وعدم التوازن التي أصابت مدافعي البارسا.
المصدر: صحيفة الحياة