شهدت مناطق الدولة، أمس، هبوب رياح شديدة محملة بالغبار والأتربة، ودعت الجهات المعنية سائقي المركبات إلى الحيطة والحذر أثناء القيادة على الطرق، حفاظاً على حياتهم.
ونتج عن سوء الأحوال الجوية وقوع 418 حادثاً مرورياً بسيطاً في دبي، من دون إصابات، خلال سبع ساعات، و16 حادثاً مرورياً على الطرق الخارجية في الشارقة، نتيجة تكوّن كثبان رملية، إضافة إلى سقوط خيام وأشجار ولوحات إرشادية، في عجمان والشارقة.
كما تكبد صيادون في الإمارتين خسائر مالية بسبب تضرر طراداتهم، وتلف معدات الصيد الخاصة بهم، فضلاً عن توقف حركة صيد الأسماك تماماً بسبب اضطراب البحر.
وتفصيلاً، سجلت غرفة القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي وقوع 418 حادثاً مرورياً بسيطاً، من دون إصابات، خلال سبع ساعات، أمس، وتحديداً من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، بحسب سجلات الغرفة.
وحذر مدير الإدارة العامة للمرور بالوكالة، العقيد جمعة سالم بن سويدان، مستخدمي الطريق من تجاوز السرعة المحددة خلال تقلبات الطقس، داعياً إلى توخي الحيطة والحذر، وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة تجنباً للمشكلات التي تنتج عن الزحام، بسبب كثافة المركبات وتدني الرؤية.
كما نصح بعدم استخدام المياه في تنظيف الزجاج الأمامي خلال العاصفة الرملية، لأن الماء مع الغبار يؤديان إلى تراكم الطين، وتالياً صعوبة الرؤية.
ودعا السائقين إلى القيادة بانتباه، بسبب تراكم الرمال على الطرق الخارجية، محذراً من مخاطر القيادة السريعة وعدم التركيز في القيادة.
وأوضح أن القيادة في هذه الحالات تؤثر سلباً في السائقين، في حال إهمال قواعد الأمن والسلامة، والتغاضي عن الخطوات السليمة للقيادة في هذه الأجواء.
ورأى بن سويدان أن القيادة بحذر وانتباه، أو التوقف نهائياً وركن المركبة خارج حرم الطريق، قد يساعدان قائدي المركبات على تجنب الحوادث، مشيراً إلى أن هناك إجراءات يجب اتباعها في هذه الحالات، كخفض السرعة وترك مسافة كافية بين المركبات، وعدم تجاوز المركبات الأخرى، وتجنب تغيير المسارات إلا في حال الضرورة مع الالتزام بالإشارات الدالة.
ومن جانبه، أكد مدير عام الإدارة العامة للعمليات المركزية بالإنابة في شرطة الشارقة، العقيد أحمد سعيد الناعور، وقوع 16 حادثاً مرورياً على شوارع الشارقة، أمس، منها 15 حادثاً على شارع مليحة، وتحديداً من جسر مليحة حتى جسر شارع الشيخ خليفة، بسبب تكوّن الكثبان الرملية على جوانب الطرق، فيما وقع حادث تدهور على طريق المدام الداخلي من نزوى إلى المدام.
وقال إن القيادة نشرت 15 دورية مرورية على طرق الإمارة، إضافة إلى الدوريات التابعة للإدارة، لتنظيم ومراقبة حركة سير المركبات، فضلاً عن تعاون القيادة مع الإسعاف الوطني والبلدية، للعمل على إزالة الكثبان الرملية وتيسير حركة سير المركبات، مطالباً قائدي المركبات بالالتزام بالسرعات المحددة تجنباً لوقوع الحوادث.
وذكرت بلدية الشارقة أن إدارة الهندسة في قطاع الهندسة والمباني، التابعة لها، وجهت المقاولين والاستشاريين بأخذ أسباب السلامة والحماية في المواقع قيد الإنشاء، خصوصاً الرافعات البرجية، وضرورة التأكد من ثباتها أمام حركة الرياح القوية. فيما تولت الفرق المعنية في قطاع الزراعة والبيئة التعامل مع حالات سقوط أشجار، وإزالتها، حتى لا تتسبب في إغلاق الشوارع، فيما تستعد الفرق التابعة لإدارة الخدمات العامة للتعامل مع التجمعات الكبيرة للرمال.
وتابعت أن الخط الساخن (993) يتعامل مع جميع الملاحظات والبلاغات التي ترد إليه، داعية أفراد المجتمع إلى الاتصال للإبلاغ عن أي أضرار أو أي ملاحظات.
بدورها، أكدت جمعية الصيادين في الشارقة التوقف التام لحركة الصيد في الإمارة، أمس، خلال الفترتين الصباحية والمسائية، لافتة إلى أنها تخاطب الصيادين عند ورود أنباء عن توقعات بسوء الأحوال الجوية، لتحذيرهم عبر رسائل هاتفية نصية من خطورة ارتياد البحر حفاظاً على حياتهم.
ولكنها أفادت بأن سوق الجبيل للأسماك لن تتأثر كثيراً بتغيرات الطقس الحالية، لأن لديها مخزوناً من السمك يكفي لأربعة أيام.
وقال الصياد المواطن، علي حسن، إن الصيادين توقفوا عن الصيد تماماً، وتحديداً في الساعات الأولى من صباح أمس، تجنباً للأضرار المحتملة بفعل هبوب الرياح الشمالية، موضحاً أن هذا التوقف يكبدهم خسائر مالية كبيرة، تزيد على 14 ألف درهم، بسبب تضرر معدات الصيد والشباك والطرادات الراسية على الساحل، كونها تعرضت للتلف، فضلاً عن المصروفات اليومية للأيدي العاملة ولمستلزمات رحلات الصيد، كقوالب الثلج وغيرها.
وأضاف: «نتج عن توقف حركة الصيد ارتفاع أسعار أنواع محددة من الأسماك في أسواق البيع، وتحديداً الشعري والصافي، كون الكميات التي تعرض للبيع منهما محدودة، لاسيما بعد انتهاء مدة حظر صيدهما خلال شهرَي مارس وأبريل، من قبل وزارة التغير المناخي والبيئة، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من أسماك الشعري والصافي، أمس، إلى 50 درهماً، فيما كان يباع بـ30 درهماً، فضلاً عن ارتفاع أسعار أنواع أخرى من الأسماك بسبب توقف رحلات الصيد».
وشكا الصياد، عبدالله آل حامد، من الخسائر التي تكبدها، أمس، نتيجة العواصف الرملية الشديدة التي أدت إلى تضرر الطرادات المتوقفة، وأتلفت شباك ومعدات الصيد.
فيما دعت الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان، الآباء إلى مراقبة أبنائهم ومنعهم من اللعب عند الأبواب الخارجية تجنباً لسقوطها عليهم.
وأكد نائب مدير إدارة المراكز، المقدم رائد عبيد الزعابي، ضرورة تثبيت الأجسام القابلة للتطاير، الموجودة على أسطح المنازل، كألواح الصفيح (الزينكو) وغيرها.
كما دعا سائقي المركبات إلى توخي الحيطة، والتأني في القيادة، والتقيد بتعليمات وقواعد السير الآمن على الطرق.
ونتج عن الرياح الشديدة، أمس، سقوط خيمة رمضانية، ومظلة أمام سوق السمك في عجمان، إضافة إلى تكسر أشجار على الشوارع الرئيسة في عجمان والشارقة، وتراكم الرمال على جوانب الطرق.
المصدر: الإمارات اليوم