يشعر بعض الذين مروا بتجارب عصيبة، حطمت قلوبهم وكسرت نفوسهم، أن تلك التجربة هي نهاية العالم، وعلى النقيض يتعامل آخرون مع ذلك الوضع على أنه نهاية تجربة فقط ويستدعون همّتهم لخوض غمار تجربة جديدة تشعرهم بقدر أكبر من السعادة.
ويشبه خبراء علم النفس التعرض للصدمات النفسية، خاصة التي تشهد انفصالاً اجتماعياً، بأنه كالانتقال لمنزل جديد، فهو يساعدك على التخلص من مخلفات المنزل القديم ويمنحك الفرصة لتقييم المقتنيات الحالية، ويسمح لك بالتخطيط لما هو قادم.
نقدم لكم اليوم مجموعة من الخطوات التي تساعدكم في التغلب على أية عقبات اجتماعية أو عاطفية أو وظيفية، كما يعرضها لنا موقع life hack الاجتماعي الشهير، وهي كما يلي:
1- تذكر شغفك بالحياة:
العلاقات الاجتماعية، في مجملها وبمختلف أنواعها، تستنفد الكثير من أوقات الحياة، فما بالنا بالعلاقات غير الجادة أو غير السليمة، فهي تستنزف ساعات يمكنك أن تقوم خلالها بالكثير من الأشياء المشوقة، كممارسة الرياضة والقراءة والكتابة والسفر والتسوق وغيرها، ونحن نتجاهل تلك الأمور من أجل قضاء مزيد من الوقت مع أناس لا يجلبون نفعاً ولا يدفعون ضرراً.
لذلك، عليك أن تلقي أي نهاية لعلاقة من تلك العينة خلف ظهرك، وتتذكر دوماً حبك للحياة وكن مقبلاً عليها، حتى تبتسم في وجهك وتمنحك المزيد من الأمل، لتمنحك دفعة قوية لتبدأ انطلاقتك نحو تجربة جديدة.
2 – اكتب وسجل يومياتك:
يؤكد الخبراء أن من أفضل الطرق التي تعينك على معرفة نفسك تدوين يومياتك، فعندما نكون في علاقة بغض النظر عن طبيعتها فإننا ننسى أنفسنا أحياناً وتضيع منا تفاصيل جميلة كثيرة، لذا ينصحك أخصائيو علم النفس بتدوين أفكارك ومخاوفك وتطلعاتك وتسجيل ملاحظاتك كافة لتتمكن من الرجوع إليها يوماً ما لتفهم حقيقة ما كنت فيه وما أصبحت عليه.
وتشير الدراسات إلى أن كتابة اليوميات يخفف من الضغوط النفسية ووسيلة ناجعة في تحسين المزاج نظراً لأنها تساعد على صرف ذهن الشخص عن المشكلات التي وقع فيها.
3- ارجع لكل من أهملتهم:
إن كنت صريحاً مع نفسك، ستعترف أنك أهملت العديد من الأشخاص خلال الفترة الماضية، التي شهدت تحول اهتمامك البالغ باتجاه أفراد آخرين، لدرجة أنك ستجد أن المسافات بينك وبين من أهملتهم باتت بعيدة جداً.
وعليك في مرحلة التعافي من علاقة منتهية أن تنظر للخلف وترى من يأملون نظرة منك لتعلقهم بك، هل هم أهلك؟ أم أصدقاؤك المقربون؟ أم أسرتك؟ ارجع إليهم وقدم لهم مشاعرك الحقيقية التي غابت عنهم بغيابك.
واعلم أن خسارتك لأناس في علاقات منتهية، هي فرصة كبيرة لتحسين علاقاتك المهملة بآخرين أكثر استحقاقاً للاهتمام الذي توليه للآخرين دوناً عنهم.
4 – كن متسامحاً مع نفسك:
قبل أن تسامح الآخرين عليك أن تكون أكثر تسامحاً مع نفسك، فالتسامح الذاتي خصلة لا تتوفر لدى الكثيرين ولا يتقنها أي فرد منا، وهو يساعد الإنسان على الوقوف أمام مرآته الذاتية، ليرى حقيقة نفسه الداخلية، فالتسامح مع النفس أول خطوة في سبيل الصفح عن الآخرين وتقبل زلاتهم، وهو ما قد يطيل عمر العلاقات ويحميها من الاندثار.
كن متسامحاً حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، درب نفسك على النقد الذاتي، خالف هواها بتدمير كل ما هو جميل في قلبك، لتحب ما هو حولك، فذلك أفضل من أن تبقى غاضباً كاتماً لضغينتك على نفسك وغيرك.
5 – طور ذاتك وأيقظ حواسك:
عندما تسقط في فخ الفشل، على الصعيد الاجتماعي أو المهني، فتلك فرصة سانحة لتعيد لنفسك قدرها، من خلال معرفة جوانب النقص لديك، هل لديك شخصية وتفتقد الإحساس؟ أم العكس؟ عليك أن تجيب أولاً حتى نتمكن من تحديد فرص نجاتك من طوق الركون للفشل والأسى.
هنا تصبح الأنانية حميدة جداً، لأنك ستخدم نفسك في لحظة هي في أشد الحاجة إليك، إنها فرصتك لاستغلال بعض الوقت للانكفاء على تحسين نواقصك وتطوير ذاتك، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة حافلة بالعلاقات ومليئة بالمنجزات.
6 – سافر أكثر لتنسى ما فات:
إياك والجلوس في غرفتك حزناً على ما فاتك، وعلى علاقة تضررت أو انتهت بسبب أناس لا تستحق فُتاتك، فخبراء علم النفس ينصحونك بشدة بالسفر وخصوصاً إلى بلدان لم تطأها قدماك من قبل، لتتعرف على كل ما هو جديد، وينشغل فكرك بما تراه عينك، ولا يبقى لديك أي وقت لتفكر خلاله فيما فاتك وما أصبحت عليه الآن.
السفر جميل وما تراه خلاله أجمل، السفر ساحر ويأسرك في عوالم تجهلها، كل ذلك سيساعدك على الخروج من كبوتك كجواد عربي أصيل لا تسقطه العقبات بل ينهض بعدها أقوى مما سبق، ويثبت للجميع أنه عاد أفضل مما كان.
المصدر: الإتحاد