إعلامية ومقدمة برامج تلفزيونية – دبي
طموح.. جميلة هي هذه الكلمة وعميقة أيضاً في أبعادها، فعلى الرغم من أنها كلمة من أربعة حروف، إلا أنها قوية في مكنونها اللغوي وتأثيرها النفسي في الوقت عينه.
“تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” أجل،، في كل صباح نسيرّ المركب وجهة واحدة، عمل /جامعة/مدرسة/ترفيه/اجتماع/الخ. قد نتأخر بازدحام، نتعثر بمطب، أو نتوقف لسبب ما خارج عن إرادتنا، فإذ بنا نرسو “لبرهة مصيرية” مع الزمن.. نصمت، نفكر، نتأمل ما هو الحل الممكن أن نحصده بأقل التكاليف قبل المباشرة في التطبيق؟! ..
وعندها تصبح الرؤيا ضبابية، ويشوب العقل شئ من التشويش الأقرب إلى الشلل الدماغي -من غير شر- أو نوبة زهايمر مفاجئة تنسينا وجهتنا الأساسية وما نريد أن نفعل.
إلا أنك وسط التعتيم العقلي اللا إرادي والمفاجئ تبصر شيئاً من الطريق. إنها ليست لافتة إعلانية مزركشة وجذابة هذه المرة، بل لافتة إرشادية يصبغها الأسود،، أحرفها صغيرة تكاد تكون غير مقروءة لبعدها،، ولكن الوهج المبتعث من الأحرف البيضاء ، كافٍ لتزويد العقل مجدداً بوقود الأمل، لتسيير التفكير من جديد … ” اللــه ”
فقط مع الله .. تضاء الشوارع المعتمة، فندرك وجهاتنا الضائعة. نرتب أفكارنا الهائمة ثم نعاود الإبحار من جديد في الدنيا الزائفة.
نناجي الذات في بعض الأحيان، لماذا خلقنا في هذه الدنيا؟ وماذا نريد أن نصبح؟ وكيف نريد أن نكون؟ و إلى أين نريد أن نصل؟ لا نجد إشارة أو جواب فنرجع إلى الله بذل وانكسار … من نحن؟!
“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء 70)
فتُـرَد الروح من جديد وكأنها كانت في سبات لحظي، وفكري وجسدي تعجز عن ايقاظه كل ما في الدنيا من مغريات وأحداث.
فقط مع الله نتنفس القناعة، نلمس الأمل، نعرف الفرح، نغذي الطموح، نصنع التفاؤل وندرك الذات حق إدراك.. “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه”
خاص لـــ (الهتلان بوست)