أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) محمد الشريف سعي الهيئة إلى طرح نظام التشهير بالفاسدين في وسائل الإعلام بعد صدور الأحكام القضائية ضدهم.
وقال محمد الشريف في افتتاح ندوة: «تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أمس: «ساعين إلى تطبيق نظام التشهير بالفاسدين، وسنمضي في الأمر بعد صدور الأحكام من المحاكم ضدهم، وتنشر أحكامهم بأسمائهم في وسائل الإعلام، وهذا بحد ذاته تشهير».
ودعا رئيس «نزاهة» المؤسسات التعليمية إلى الالتزام بدورها في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، مطالباً إياها باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ ما نصّت عليه الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في هذا الخصوص، لاسيما في ظل احتضان المؤسسات التعليمية داخل أروقتها أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام والعالي، وهو ما يضاعف مسؤوليتها في تكثيف برامج مكافحة الفساد وحماية النزاهة.
وأوضح أن المؤسسات التعليمية من أهم شركاء «نزاهة» في تعزيز السلوك الأخلاقي لتربية النشء على القيم لمحاربة الفساد، من خلال وضع مفردات في مناهج التعليم العام والجامعي، وتنفيذ برامج التوعية عن أهمية حماية النزاهة والأمانة ومكافحة الفساد.
وأفاد بأن واجب تنمية الوازع الديني واستنهاضه في سبيل إحياء قيم النزاهة يستدعي التزاماً في مواجهة الفساد من المؤسسات التعليمية والخطباء ورجال الفتوى ووسائل الإعلام والكتّاب، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تناشد الجميع القيام بدورهم الديني والوطني الذي يتجاوز الإسهام إلى الالتزام.
من جانبه، أكد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والبحوث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في كلمة مسجلة عرضت خلال الندوة، أن «لا دين لمن لا ذمة له، وأن من خصال المنافقين خيانة الأمانة، ولفظ الفساد لفظ قبيح وشنيع في جميع التعاملات الشرعية أو غيرها، وأن عدم المبالاة من البعض في كيفية كسب المال وكسبه بطرق غير شرعية بالتحايل دليل على ضعف الإيمان وعدم تقوى الله».
وأشار المفتي العام للمملكة إلى أن الإسلام يجرّم ويحرّم مثل هذه الأفعال، ويكون التشديد في العقوبة على من يغل في الأموال العامة للمسلمين، وعدم حفظ وصيانة الأموال العامة، والإثم أكبر على من يغش في تعاملاته الأخرى، وعليهم تقوى الله ومراقبته، وعدم التحايل في استحلال الأموال العامة.
بدوره، شدد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة المستشار في الديوان الملكي صالح بن حميد خلال الندوة، على وجوب تعزيز وتنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد لمراقبة الذات، مضيفاً: «هي من أكبر المقامات التي أسسها علماء المسلمين منذ الأزل، ومن أهمها مقامات مراقبة النفس ومحاسبتها كما ورد في الآيات من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية التي تنص على ذلك».
من جانبه، أعلن مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سليمان بن عبدالعزيز أبا الخيل نجاح الجامعة في مواجهة الفكر المتطرف وأرباب الفتنة ودعاة السوء والفساد أياً كان نوعهم ومهما كان جنسهم، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال فلا غلو ولا تفريط، انطلاقاً من كتاب الله وسنة نبيه، وأنها تفاعلت مع قضايا المجتمع التي تحقق الأمن الفكري والعقائدي والمادي والحسي.
وأكد أبا الخيل أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كل وحداتها ومعاهدها ومراكزها وأقسامها ومقرراتها ومناهجها تعمل على تربية الطلبة والطالبات على النزاهة والشفافية والبعد عن الفساد والإفساد في المعتقد في الفكر والمال والإدارة، ولجميع منسوبي الجامعة على حد سواء ذكوراً وإناثاً.
المصدر: الرياض – إبراهيم الزاحم – الحياة