احتدم القتال الداخلي بين الفصائل السورية المتشددة في وسط وشمال غربي البلاد، ما أسفر عن سقوط 69 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وفق المرصد السوري، أمس، في وقت تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها من دخول منطقة آبار النفط شمال غرب مدينة تدمر بعد معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، كما تمكنت قوات النظام من استعادة مواقعها كاملة في حي المنشية بدرعا جنوبي البلاد.
ووثق المرصد مقتل «69 مقاتلاً على الأقل في قصف واشتباكات وتفجيرات وإعدامات بين فصيل جند الأقصى وهيئة تحرير الشام» التي تضم كلاً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وحركة نور الدين زنكي، فصيل إسلامي في شمال سوريا. واندلعت الاشتباكات الاثنين بحسب المرصد، إثر توتر ناجم عن «حرب نفوذ» في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي في وسط سوريا. وسرعان ما تطور الأمر ليشمل إعدامات وتفجيرات انتحارية وبعربات مفخخة من جانب جند الأقصى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إنها تصفية حسابات بين أمراء حرب». وكان فصيل «جند الأقصى» الإرهابي الذي تتهمه فصائل عدة بالارتباط بتنظيم «داعش»، انضم إلى جبهة فتح الشام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن الأمر لم يستمر كثيراً بعد إعلان الجبهة الشهر الماضي فصله من صفوفها. وتعكس تلك المعارك الانقسامات الكبيرة في صفوف الفصائل المتشددة، خصوصاً في إدلب.
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري سوري امس إن وحدة من الجيش النظامي ومقاتلين من حزب الله والدفاع الوطني سيطروا على معمل حيان للغاز ومحطة جحار لضخ الغاز بعد انسحاب مسلحي تنظيم «داعش» منهما وفرارهم باتجاه الآبار النفطية غرب تدمر.
وأوضح المصدر أن قوات الجيش لم تتمكن من الدخول حتى الآن إلى معمل الغاز بسبب المفخخات والألغام التي زرعها مسلحو التنظيم في جميع أرجاء المعمل الذي تعرض للتدمير والتخريب بسبب إقدام مسلحي «داعش» على إضرام النيران في تجهيزاته في الثاني من فبراير/شباط الجاري. وذكر المصدر أن القوات المهاجمة لم تتوقف عند معمل حيان بل واصلت تقدمها باتجاه حقول آبار جحار والمهر وجزل وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على عدد من التلال شرقي المعمل والمطلة على آبار جحار.
وأعلن مصدر عسكري حكومي استعادة السيطرة على جميع النقاط التي خسرتها قوات النظام لصالح مقاتلي المعارضة المسلحة في حي المنشية في مدينة درعا. وقال المصدر إن القوات الحكومية «تمكنت فجر أمس من دحر المجموعات المسلحة من جميع
النقاط التي سيطرت عليها في الجهة الجنوبية الشرقية لحي المنشية بمنطقة درعا البلد».
وأضاف المصدر أن القوات الحكومية «تمكنت من تحرير النقاط التي خسرتها، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية وتكثيف الغارات الجوية للطيران المروحي السوري والروسي على مواقع المسلحين وخطوط إمدادهم، حيث نفذ الطيران أكثر من 40 طلعة جوية بين الساعة الخامسة من مساء الاثنين والرابعة فجر أمس».
(وكالات) المصدر: الخليج
