7 تقنيات جديدة واعدة في مجالات عدة

منوعات

يطرح خبراء تقنية المعلومات بين فترة وأخرى تصوراتهم حول التقنيات الحديثة التي سيحصل عليها المستهلكون قريبا، ومنها سبع تقنيات ستكون في متناول اليد قريبا.

ترجمة حية:

ترجمة حيّة مباشرة في إطار واجهات التفاعل الطبيعية. كلنا نعرف أن هذه الواجهات أضحت مدار الأحاديث المتكررة، فهناك توجه نحو واجهات تفاعل طبيعية أكثر حدسية مثل الإيماءات والحركات الثلاثية الأبعاد، والصوت، والانفعالات، وحتى التعرف على الموجات الدماغية، التي من شأنها تغيير الأسلوب الذي سيتفاعل به المستخدمون مع التقنية. «وهو تغيير من شيء اعتدنا على القيام به، إلى شيء مساعد ذكي سيبدأ بالظهور»، كما يقول ستيف كلايتون، الخبير في «مايكروسوفت»، الذي يشارك في أبحاثها ومنتجاتها. ويتوقع كلايتون أن تؤسس التقنيات لبيئة تكون فيها ترجمة اللغات أكثر طبيعية.

وفي عرض أقيم أخيرا في الصين، تحدث ريك راشد الباحث في «مايكروسوفت» أمام الجمهور بالإنجليزية، لكنهم كانوا يسمعونه باللهجة الصينية المندرنية. وحصلت تلك الترجمة بالزمن الحقيقي، «ولم تكن الصوت مجرد صوت روبوتي ينقل كلمات المتحدث الأصلية ويعيدها بلغة ثانية، بل إن البرنامج الأولي الذي تم تطوير نموذج ابتدائي له، فهم صوت ريك واستوعبه، وحوله إلى المندرنية»، وفقا إلى كلايتون، «إذ بدا كما لو أن ريك كان ينطق بالمندرنية».

وفي مجال آخر فإن تقنية الإيماءات والحركات التي باتت شائعة حاليا بالأجهزة اللوحية الثنائية الأبعاد، قد تتحول قريبا إلى الأبعاد الثلاثة المجسمة، إذ تستعد «ليب موشن» الصانعة لنظم التحكم بالحركة، لكي تقدم نظام تحكم قادرا على التعرف، حتى على الإيماءات الصغيرة.

«غاميفيكيشن للشركات»:

هنالك ظاهرة باتت تدعى «غاميفيكيشن» gamification (يمكن ترجمتها إلى العربية بتصرف بكلمة «الألعبة») ظهرت أول مرة قبل سنوات، في مواقع الشبكة الخاصة بالمستهلكين، كأسلوب لكسب ولائهم، وبالتالي الحصول على مردود مالي. ويمكن الاطلاع على هذه الظاهرة وهي تعمل على موقع ClubPsych.com، الذي يستخدم منصة «نيترو غاميفيكيشن» من «بانشبول» لجذب المشاهدين في برنامج «سيك» الذي تعرضه شبكة «يو إس إيه نيتورك» التلفزيونية، وذلك عن طريق طرح تحديات للأعضاء المشتركين، مع منح نقاط مكافأة، يمكن استخدامها لتحسين فسحاتهم الافتراضية، أو شراء المواد التذكارية.

ويبدو أن هذه التقنية شرعت تشق طريقها إلى الشركات الكبرى لتحسين المبيعات، أو تعزيز مشاركة الزبائن. وتستخدم دوائر الموظفين في الشركات هذه الأسلوب لتتبع تقدمهم واقترابهم من تحقيق أهدافهم.

واستخدمت «بانشبول» «نيترو» لتطوير برنامج التدريب لخدمة برنامج مشروع «كونيكشنس» التابع لـ«آي بي إم» الخاص بشبكتها الاجتماعية للمشاريع والأعمال. إذ يحول البرنامج التعليم إلى لعبة يقوم خلالها بإرسال المستخدمين في مهمات كلما تقدموا بمستويات تدريبهم.

مساعدون افتراضيون:

صممت برامج المساعدة الشخصية الرقمية مثل «سيري» في «أبل» و«غوغل ناو» لكي تصل إلى منابع مواردك الرقمية الشخصية، وبالتالي فإنها تتوقع حاجاتك وتعمل لمصلحتك. وهي اليوم أكثر من ابتكار استهلاكي، منها إلى أدوات إنتاجية تجارية.

لكن تصور «سيري» مع ذكاء كومبيوتر «واطسون» ذي القدرة العالية من «آي بي إم»، وهذا هو التوجه الذي سينحو إليه المساعدون الشخصيون الذين يدعون أيضا بالمساعدين الافتراضيين virtual assistants. وتكمن «جاذبية (سيري) ليست السؤال عن الأشياء، بل القدرة على تحليلها واستعادة بيانات ذكية ثانية»، وفقا إلى سكوت دايفيز الرئيس التنفيذي في شركة «في إم واير» للعمليات الكومبيوترية الخاصة بطرف المستخدم، في حديث نقلته مجلة «كومبيوتر وورلد». «ولكن ماذا لو كان هذا الطرف ليس جهاز المستخدم، بل موجود ضمن التقنية السحابية؟ وبذلك سنرى المزيد والمزيد من الخدمات السحابية المعقدة في الطرف الخلفي هذا»، كما يتوقع دايفيز.

ويؤيد هذا التوقع سكوت هيبنر نائب رئيس البنية التجارية التحتية السحابية في «آي بي إم» الذي أفاد أن القدرة الفعلية تكمن في الانصهار القائم بين الأجهزة الذكية والطرف الخلفي، وبذلك سيكون هنالك مركز للمعلومات والبيانات على عجلات موجود على هاتفك الذي يتواصل مع خوادم الطرف الخلفي هذا.

إن «غوغل» تعلم اليوم أين أنت موجود، وتريك جدول سفرياتك، وكم يستغرق وصولك إلى المنزل بسيارتك، وفي نهاية المطاف، سيكون للأجهزة الذكية الأخرى التي سيعزز طاقتها الطرف الخلفي السحابي، ذكاء مماثل، لتوقع حاجاتك وتأمين المساعدة التي تحتاجها.

الواقع المعزز:

الواقع المعزز موجود سلفا على شكل تطبيقات جوالة خاصة بالمستهلكين تقوم بتركب البيانات فوق الخريطة، أو فوق صورة الكاميرا الخاصة بشارع في مدينة ما مثلا. وبدلا من وضع البيانات على صورة ثنائية الأبعاد، ستكون الخطوة التالية وضع برمجيات لن ترى العالم الطبيعي فحسب، بل فهمه واستيعابه بالأبعاد الثلاثة أيضا، والتعرف على الأشياء، وفهم خصائصها الطبيعية.

وأحد النماذج الأولية لمسعى كهذا، أداة عرض يمكن ارتداؤها تعمل باللمس المتعدد من «مايكروسوفت» التي تتعرف على السطح الذي ستسلط عليه الصورة، بحيث تعدل الأخيرة لكي تناسب هذا السطح، سواء أكان جدارا في غرفة اجتماعات، أو راحة اليد، «أي تفهم العالم الذي تسلط عليه الصور»، كما يقول كلايتون.

وعلى صعيد المشاريع سيتمكن تطبيق الواقع المعزز في التعرف على الموظفين الذين يزورون المكتب، وبالتالي تنظيم محطة عمل تحاكي بيئة عملهم في مكاتبهم الأصلية. ويمكن استخدام هذه التقنية من قبل الميكانيكيين العاملين على الطائرات، والجراحين خلال إجراء عملياتهم، وحتى المرضى الذين يوجدون في منازلهم. فـ«الهاتف قد يصبح مسجلا ثلاثيا موصولا إلى أجهزة استشعار يمكنها القيام بالتشخيصات الطبية، وفقا إلى إيفانز».

شبكات تواصل تجاري:

مما لا شك فيه أن المستهلكين مطلعون على وسائط التواصل الاجتماعي. لذا تقوم شبكات التواصل التجاري بالتأسيس والبناء على هذه المعرفة مثل السير الشخصية، والتغذيات الإخبارية الجديدة، وغيرها للحصول على نتائج تجارية، وأخرى خاصة بالأعمال. وتقوم الشركات باستخدام منصات التواصل التجاري للتعاون على تقديم العروض والحصول على نتائجها، وتلبية مطالب الزبائن وغيرها. ومثل هذه الأدوات الاجتماعية يمكن أن تحل محل الاجتماعات والمؤتمرات التي تستنزف من الإنتاجيات، مع تقليص سلسلة الرسائل الإلكترونية الطويلة، وتحسين سرعة العمل ونوعيته، كما يقول جيفري مان، المحلل في «غارتنر». وتتوقع الأخيرة أنه في حلول عام 2016 سيكون لنصف الشركات شبكاتها التي تشبه شبكة «فيس بوك» الاجتماعية.

الطباعة الثلاثية الأبعاد:

في الوقت الذي وضعت فيه هذه الطباعة قدمها داخل عالم التجارة والأعمال، كانت هنالك نسخ منها متدنية الكلفة مصممة للهواة تساعد في دفع مثل هذه الابتكارات التي تساعد المستهلكين ورجال الأعمال على السواء. ومثل هذه التقنية يمكنها إنتاج أجسام وأشكال من مجموعة واسعة من المواد، منها البلاستيك، والمعادن، والورق، وحتى الشوكولاته.

وقد دفعت هذه التقنية التي تشبه الطباعة بالحبر النفاث المنتجين والصانعين الآخرين إلى استنباط آلات ومكائن متدنية الكلفة تناسب السوق الاستهلاكية السريعة النمو، في الوقت الذي سهلت فيه أصناف جديدة من العدد والأدوات التي تعمل بالأبعاد الثلاثة الموجهة للمستهلكين، مع توفر المكتبات على الشبكة لتنزيل الأجسام والأشكال الجاهزة للطباعة، إنتاج مساطر وعينات لدى انعقاد الاجتماعات الخاصة بالمبيعات.

خوادم ذكية:

قد يكون رف الخوادم المقبل مشيدا وفقا لتقنية الهواتف الذكية. فقد شرعت كل من «إنتل»، و«غلاكسيدا»، و«إيه إم دي»، وغيرها من صانعي الشرائح بتطبيق تصاميم معالجات «نظام على شريحة» المتدني الطاقة جدا، المستخدم حاليا بالهواتف الذكية في الخوادم التي سيجري إطلاق الدفعة الأولى منها العام الحالي.

لكن المعالجات التي أساسها «إيه آر إم» المستخدمة في الأجهزة الجوالة، تنقصها القوة الحسابية الإجمالية التي تتصف بها «إنتل زيون سي بي يو»، لكنها تستهلك أقل من عشر طاقة الأخيرة، وتقدم الكثير من عرض النطاق I/0. وهذا ما يجعل التصميم مثالي للتطبيقات الواسعة، كقيام خادم الشبكة باستضافة، أو تسليم الخدمات السحابية. وتستعد شركة «إتش بي» لإطلاق «جيميني» من سلسلة الخوادم الجديدة التي تستخدم معالج «إنتل» الأول المنخفض الطاقة «أدام إس 1200»، تحت الاسم الرمزي «سينتريون».

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط