أعلنت دائرة الثقافة والإعلام صباح أمس خلال مؤتمر صحفي في مقرها في الشارقة، عن انطلاق فعاليات الدورة السادسة لملتقى الشارقة للخط بعد غد الأربعاء حتى 2 يونيو/ حزيران المقبل، تحت عنوان “تعارف” بمشاركة أكثر من 700 فنان من 36 دولة، وأكثر من 50 معرضاً، يتخللها عشرات الورش والندوات والدورات التعليمية وعروض الأفلام .
تحدث خلال المؤتمر عبدالله العويس رئيس الدائرة، رئيس اللجنة العليا للملتقى، وهشام المظلوم، مدير إدارة الفنون، المنسق العام، وعائشة ساعد السقطري نائب المنسق العام، مستعرضين أهم محاور الملتقى ورؤيته، وثيمة الدورة الجديدة .
وقال عبدالله العويس “تأتي الدورة السادسة من الملتقى بدعم كبير ورعاية متواصلة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للارتقاء بفن الخط العربي، وإعلاء شأنه وتكريم الراسخين من الخطاطين والمشتغلين بهذا الفن الإنساني الجامع لرونق الشكل وفرادة المعنى وبلاغة التصوير” .
وأضاف العويس: “تمتاز هذه الدورة بحضور لافت ل174 فناناً من مختلف أرجاء العالم، سعوا للمشاركة في المعرض العام ضمن التيارين الرئيسيين اللذين يدعمهما المعرض، وهما التيار الأصيل الراكز على قاعدة البناء والتأليف، والتيار المعاصر الذي يتناول عالم التشكيل والصورة ببعديها: الثنائي أو الثلاثي، حيث تتجاور الحروف في هيئات عدة خلال فعاليات الملتقى لنراها عبر اللوحة والمنحوتة والأعمال التركيبية، والمعلقات والصورة المتحركة الفيلمية، عاكسة لثقافة الفنان ومحاورة لبصر وبصيرة المتلقي” .
وأوضح هشام المظلوم: “سيفتتح الملتقى في ساحة الخط في قلب الشارقة برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، وسيقام معرض عام للفنانين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، وتسعة معارض دولية لفنانين دوليين يقدمون أطروحات بصرية، عربية وأجنبية” .
وتابع المظلوم: “إضافة إلى ذلك ستكون هناك معارض مصاحبة أخرى مثل معرض “نبض على جدار” ينال فيه الفن الغرافيتي المزيد من الاهتمام والتركيز، ومعرض خارجي يحمل عنوان “تعانق الحروف” في السوق القديم، إضافة إلى معرض “بكور” الذي تنطلق من خلاله أولى فعاليات جمعية الإمارات لفن الخط والزخرفة التي أبصرت النور مؤخراً، واختارت ملتقى الشارقة للخط موعداً لانطلاقها” .
وبيّن المظلوم أن الملتقى يتضمن معرضاً خاصاً بعنوان “آيات بيّنات” وهو من مقتنيات محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، لافتاً إلى أن الملتقى سيكرم يوم الافتتاح ثلاثة من الخطاطين المبدعين وهم: حسن المسعود (العراق)، خضير البورسعيدي (مصر)، رشيد بت (باكستان)، كما ستعرض أعمال المكرمين في معرض خاص ضمن فعاليات الافتتاح .
وأشار المظلوم إلى عنوان الدورة وما يحمله من دلالات بقوله: “إن الملتقى يجعل من الخط بأشكاله كافة المعاصرة، والأصيلة، والحداثية وغيرها، مساحة لتلاقي الثقافات، وللتعريف بالثقافة الإسلامية وفنونها، إذ يأتي الملتقى مع إعلان الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، فالخط يعبر عن هوية الشعوب وتطور إرثها الحضاري ومن خلال مفردة “تعارف” تزداد أواصر المعرفة ونكون قد وصلنا للآخر عبر هذه الفنون” .
وكشفت السقطري عن إحصائية الفعاليات التي ستقام خلال أيام الملتقى، إذ يتضمن الملتقى 56 معرضاً فنياً، و1218 عملاً فنياً مشاركاً، و737 فناناً مشاركاً، ويستضيف 50 فناناً، ويقدم 123 ورشة فنية على مدار شهر من الفعاليات، وينظم 43 فعالية بين محاضرة وندوة وأمسية، إضافة إلى 6 عروض أفلام، و45 رحلة تعليمية وغيرها من الفعاليات .
إضاءة
تجربة الخطاط حسن المسعود فريدة ولافتة في العالم العربي والغربي، حيث لاحظ المسعود أن الخط العربي جزء منسي من تاريخ الفن العالمي، فأصدر كتاباً تحت عنوان “الخط العربي” عن دار نشر فلاماريون في باريس، عام 1981 باللغتين العربية والفرنسية . ليسد الفراغ في المكتبة الغربية في ما يتعلق بالخط . وما زال يعاد طبعه حتى اليوم، ومارس المسعود باستمرار الخط أمام الجمهور منذ عام 1972 بمعدل لقاء واحد كل أسبوع . جعل الكثيرين من أبناء المجتمع الأوروبي يتعرفون إلى الخط لحظة ولادته، وهو يحاضر في دورات تدريبية عن الخط العربي واللاتيني منذ سنوات الهدف منها استعمال الخط كوسيلة تعبير عن العالم الداخلي للإنسان .
أما مسعد خضير وشهرته خضير البورسعيدي نسبة إلى محافظة بورسعيد في مصر، فخطاط ورسام، يلقب بشيخ الخطاطين المصريين، تعلم الخط العربي على يد شقيقه الأكبر محمد خضير (خطاط) بينما كان يقوم بكتابة الشعارات المناهضة لقوات الاحتلال على جدران المنازل والأبنية وعلى طرق الإسفلت، ويعتبر أخاه أستاذه الأول في تعلم الخط، ومنح جائزة الكوفة التقديرية في الخط العربي عام 1995 والوسام الذهبي لمهرجان كاظمة العالمي في الكويت عام 1996 وجائزة الصين في الفن الإسلامي عام .1996
اشتهر الخطاط الباكستاني رشيد بت على مستوى العالم بمخطوطاته الإسلامية المذهبة، وعلى الرغم من غياب الاهتمام بما يخط، فإن بت يفتخر أنه عمل لمدة عام كامل في خط مجموعة من الآيات على بوابة مدينة مكة المكرمة في عام ،1987 وتناثرت أعماله ومخطوطاته الذهبية في أنحاء العالم عند محبي الخط ومن بينهم رؤساء دول حصلوا على أعماله كهدايا من الحكومة الباكستانية، يقول حول ذلك “يوجد 25 رئيس دولة في العالم يعلقون أعمالي على جدران مكاتبهم، ولا أعتقد أن خطاطاً في العالم حصل على هذه الفرصة العظمى” .
المصدر: الشارقة – محمد أبوعرب – الخليج