74 في المئة من الشباب العربي يرون أن «الأيام المقبلة أفضل»

منوعات

يبدو أن جرعة الاعتزاز بالهوية الوطنية تزداد لدى الشباب العربي في أعقاب الربيع العربي مع إعراب 87 في المئة منهم عن أنهم «أكثر فخراً بكونهم عرباً» في إشارة تبعث على التفاؤل حيال النظرة إلى مستقبل العالم العربي.

ووفق استطلاع – أجري عبر مقابلات شخصية وجهاً لوجه – مع شريحة من 3 آلاف شاب عربي من الجنسين، أعرب ثلاثة أرباعهم عن شعورهم بأن «الأيام المقبلة أفضل»، وأجمع على هذه النتيجة ثلاثة من أصل كل أربعة شباب عرب (74 في المئة) ضمن الدول الـ15 التي شملها الاستطلاع الذي أجرته «أصداء بيرسون مارستيلر الخامس لرأي الشباب العربي» وصدرت نتائجه أمس.

وتتراوح أعمار المشاركين بين 18 و24 عاماً في دول الإمارات، والسعودية، وقطر، والكويت، وعمان، والبحرين، والعراق، ومصر، والأردن، ولبنان، وليبيا، وتونس، إلى جانب المغرب والجزائر واليمن التي يشملها الاستطلاع للمرة الأولى. وتم إنجاز الاستطلاع خلال الفترة الممتدة بين كانون الأول (ديسمبر) 2012 وكانون الثاني (يناير) 2013.

وثمة نسبة مئوية متكافئة تقريباً بين الشباب العربي في دول الخليج والدول غير الخليجية (76 في المئة و72 في المئة) على التوالي يقولون إن «أيامنا المقبلة أفضل». وعلى نحو مماثل، يعتقد أكثر من نصف الشباب العربي 58 في المئة في الدول التي شملها الاستطلاع أن بلدانهم «تسير على الطريق الصحيح» خلال الأشهر الـ12 الماضية، بينما أشار 55 في المئة من إجمالي المشاركين إلى أن اقتصادهم الوطني يسير في الاتجاه الصحيح. ولفت الاستطلاع السنوي إلى ازدياد الاعتزاز بالهوية العربية الوطنية لدى شباب المنطقة بالتزامن مع ازدياد تبنيهم للقيم والأفكار المعاصرة، لاسيما منذ بداية الربيع العربي.

وأعرب نحو 9 من أصل كل 10 مشاركين من الشباب العرب (87 في المئة) عن موافقتهم على مقولة: «أشعر بمزيد من الفخر لكوني عربياً» بعد الربيع العربي، بينما يعتقد 59 في المئة أن التغييرات الحاصلة أخيراً في بلدانهم ستنعكس إيجاباً عليهم وعلى أسرهم؛ في حين يشعر الثلثان (67 في المئة) بحدوث تحسنٍ على الصعيد الشخصي، بينما يرى 45 في المئة من المشاركين أن حكومتهم غدت أكثر شفافية.

وللسنة الثانية على التوالي، بقيت مسألة «الحصول على أجر عادل» الأولوية الأبرز بالنسبة للشباب العرب، إذ اعتبرها 82 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الأولوية القصوى، تلتها مسألة امتلاك منزلٍ خاص التي وصفها 66 في المئة من الشباب العربي بأنها «مهمة للغاية»، فيما يبدي 15 في المئة من إجمالي الشباب العربي قلقهم من عدم قدرتهم أبداً على شراء منزلٍ خاص.

ويشير الشباب العربي إلى مسألة ارتفاع كلفة المعيشة بصفتها مصدر القلق الأبرز بالنسبة لهم، إذ ذكر 62 في المئة من الشباب المشاركين في الاستطلاع أنهم «قلقون جداً» حيال هذا الأمر. ويبدي الشباب العربي قلقاً أكبر حيال ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنةً بمسائل «الاقتصاد» و«تهديد الإرهاب» و«أحداث الربيع العربي» و«البطالة».

وأجمع الشباب العربي على أن «الصراعات الأهلية» و«غياب الديموقراطية» يعتبران من أبرز العقبات التي تقف في طريق تقدم العالم العربي؛ ومن بين هذه العقبات أيضاً مسائل «الافتقار إلى التضامن العربي» و«الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي» و«الافتقار إلى التوجه السياسي».

وتتساوى المخاوف في شأن «الصراعات الأهلية» في أوساط الشباب العربي ضمن دول الخليج والدول العربية الأخرى، إذ يشير 44 في المئة من كلتا المجموعتين إلى هذه المسألة بصفتها العقبة الأكبر التي تواجه العالم العربي.

المصدر: صحيفة الحياة