فجر أربعة انتحاريين أنفسهم تباعاً فجر أمس في بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا وفق ما أكد مصدر عسكري، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وفق الصليب الأحمر اللبناني، فيما أكد قائد الجيش جان قهوجي أن لدى الجيش كامل الإرادة والقدرة على مواصلة محاربة الإرهاب، بينما أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن العملية الإرهابية تثبت أن استقرار البلاد مستهدف من قبل قوى الظلام، داعياً إلى الوقوف خلف الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، في حين لقيت التفجيرات الإرهابية إدانات محلية وعربية ودولية واسعة تضامناً مع الشعب اللبناني وقواه الأمنية.
وقال مصدر عسكري ان «أربعة انتحاريين أقدموا على تفجير أنفسهم تباعاً داخل البلدة» موضحا أن «الانتحاري الأول اقدم على طرق باب احد منازل المدنيين وبعد الشك به، فجر نفسه، ما أدى إلى تجمع السكان، قبل ان يقوم ثلاثة انتحاريين آخرين بتفجير أنفسهم تباعاً مع تجمع السكان». وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن «عبوة ناسفة انفجرت فجراً في بلدة القاع في منطقة البقاع تلاها اكثر من تفجير انتحاري» إثر تجمع السكان. وأكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة «مقتل 5 أشخاص جراء هذه التفجيرات إضافة إلى ثلاثة انتحاريين على الأقل، ومعلومات غير مؤكدة عن انتحاري رابع». كما أصيب وفق كتانة «15 آخرون بجروح»، لافتا إلى ان عددا من الجرحى «في حالات خطرة». وذكرت المصادر ان ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني هم في عداد الجرحى، مشيرة إلى ان عشر دقائق فصلت بين كل تفجير انتحاري.
ومن جانبه، شدد قهوجي على أن أي عملٍ إرهابي ومهما بلغ حجمه، لن يؤثّر إطلاقاً في قرار الجيش الحاسم في محاربة الإرهاب، وحماية لبنان والحفاظ على استقراره. وكان قائد الجيش تفقّد موقع التفجيرات الانتحارية، حيث أعطى توجيهاته للوحدات العسكرية بوجوب تشديد التدابير الأمنية على جميع المنافذ الحدودية، وتعقّب العناصر المشبوهة في الداخل والعمل على توقيفهم فوراً.
وبدوره، قال سلام، في بيان إن «هذه العملية الإرهابية تثبت أن استقرارنا مستهدف من قبل قوى الظلام، وإن سبيلنا الوحيد لتحصينه هو وقوفنا جميعا صفا واحدا خلف جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية في معركتها مع الإرهاب، وتعزيز وحدتنا الوطنية وتمتين جبهتنا السياسية الداخلية».
وفي السياق، دانت الجامعة العربية التفجيرات «الإرهابية» التي وقعت في بلدة القاع ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم أفراد من الجيش اللبناني. وأعرب الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي في بيان عن ثقته بقدرة الحكومة والجيش والقيادات السياسية في لبنان على «احتواء الموقف والوقوف بحزم ضد محاولات الجماعات الإرهابية الرامية إلى جر لبنان إلى اتون الفتنة وزعزعة أمنه واستقراره». كما استنكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية التفجيرات الانتحارية، مؤكدا وقوف مصر بجانب لبنان حكومة وشعبا في وجه الإرهاب البغيض بكافة أشكاله وصوره. ودانت فرنسا سلسلة التفجيرات الانتحارية التي وقعت في بلدة القاع، وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن فرنسا ستستمر في تقديم حصتها الكاملة من الدعم الذي يوفره المجتمع الدولي للاستقرار والأمن في لبنان وتدعيم مؤسسات الدولة.
المصدر: الخليج