اختتمت أمس فعاليات معرض دبي للطيران 2013 الذي عقد خلال الفترة من 17 إلى 21 من شهر نوفمبر/تشرين ثاني بمشاركة 1000 عارض، بصفقات إجمالية وصلت قيمتها إلى نحو 790 مليار درهم (215 مليار دولار)، وهو رقم قياسي في تاريخ معارض الطيران العالمية .
وأسهمت شهية شركات الطيران الخليجية الكبيرة على شراء الطائرات الجديدة من عملاقي القطاع، بوينغ الأمريكية وإيرباص الأوروبية، في تعزيز زخم معرض دبي للطيران الذي انطلق الأحد، وتحول على مدى السنوات إلى أحد اهم الفعاليات العالمية في هذا المجال .
وتجاوزت صفقات معرض دبي للطيران في دورته ال،13 التي افتتحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، توقعات خبراء ومسؤولي صناعة الطيران العالمية، ليحقق أكبر حجم من الصفقات في تاريخه وتاريخ معارض الطيران العالمية، حيث أعلن عن توقيع اتفاقات شراء في اليوم الأول ل573 طائرة “بوينغ” و”إيرباص”، ب 199،4مليار دولار (733 مليار درهم) .
ووقّعت “الإمارات” صفقتين لشراء 200 “بوينغ” و”إيرباص” ب99 مليار دولار، و”فلاي دبي” صفقة شراء 111 بوينغ ب11،4 مليار دولار . و”الاتحاد” 199 طائرة بوينغ وإيرباص، ب67 مليار دولار، و”القطرية” ب21،8 مليار دولار .
وشهدت صفقات اليوم الثاني من معرض دبي للطيران 2013 الذي أقيم للمرة الأولى في “دبي ورلد سنترال”، نحو 13 مليار درهم . حيث وقعت الخطوط الجوية الصربية صفقة شراء 10 طائرات إيرباص (أي 320 ون) بقيمة مليار دولار، وهي جزء من صفقة طيران “الاتحاد” التي أعلن عنها في اليوم الأول من “معرض دبي للطيران 2013″، بينما اشترت الخطوط الجوية العراقية 16 طائرة بومبارديه (س .إس 300) بقيمة تصل إلى 1،26 مليار دولار . كما عقد طيران “نوك التايلندي” صفقة شراء 8 طائرات (كيو 400) بقيمة 258 مليون دولار من بومبارديه أيضاً .
صفقات “مبادلة”
وأعلنت شركة المبادلة للتنمية “مبادلة”، أنها أبرمت على هامش معرض دبي للطيران 2013 عدداً من الاتفاقات الاستراتيجية المبدئية مع كبريات الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة الطيران، وهذه الشركات هي “إيرباص”، و”بوينغ”، و”جنرال إلكتريك”، و”رولز رويس”، إضافة إلى القوات المسلحة الإماراتية . بلغت قيمتها 43 مليار درهم وأبرمت “مبادلة” لصناعة الطيران وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات الدفاعية، التابعة لمبادلة هذه الاتفاقات كجزء من مساعيها لدعم أهداف وطموحات “مبادلة” في أن تصبح شركة عالمية رائدة من الفئة الأولى في قطاع صناعة الطيران، ومورداً مباشراً لكبرى شركات تصنيع المعدات الأصلية في العالم مع التركيز بشكل أساسي على هياكل الطائرات والمحركات ومكوناتها، إضافة إلى سعيها لأن تصبح الخيار الأول للقوات المسلحة الإماراتية كشريك استراتيجي في مجال الخدمات الدفاعية .
وتشمل هذه الاتفاقات التزامات وشراكات، تتضمن ما يلي:
أولاً: تكليف (تعهيد) “ستراتا”، منشأة التصنيع المتقدمة لهياكل الطائرات التابعة لمبادلة بطلبيات لتصنيع هياكل الطائرات، وتبلغ قيمة هذه الطلبيات أكثر من 4 .4 مليار دولار، على أن يستمر التصنيع والتوريد لهذه الطلبيات حتى عام ،2030 ما يدعم مسيرة التقدم المستمر التي تحرزها “ستراتا” لتصبح مورداً عالمياً من الفئة الأولى لهياكل الطائرات .
ثانياً: دعم أهداف مبادلة في تعزيز قدراتها في مجال تطوير وإنتاج المواد الخام من المواد المركبة والألياف الكربونية لهياكل الطائرات وتوسيع سلسلة الإمداد، وبناء وتطوير قطاع متكامل لصناعة الطيران في الإمارات .
ثالثاً: توسيع قدرات “مبادلة” في مجال الصيانة والإصلاح وإجراء العمرة للمحركات بالشراكة مع الشركات الرائدة في مجال تصنيع المعدات الأصلية للمحركات، والاستفادة من الفرصة الناشئة في خدمة الجيل المقبل من محركات الطائرات التي تحتاج عمليات صيانتها وإصلاحها إلى التقنيات المتطورة . بناء الشراكات المناسبة للانتقال إلى قطاع تصنيع مكونات المحركات، مما سيسهم في تلقي طلبيات لتصنيع قطع المحركات، وذلك بقيمة مليار دولار، بهدف تعزيز مكانة “مبادلة” لتصبح مورداً رائداً من الفئة الأولى للجيل الجديد من محركات الطائرات التجارية .
رابعاً: توسيع دعمها للقوات المسلحة الإماراتية من خلال العمل على رفع مستوى الجاهزية لجميع الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، بما فيها الطائرات العسكرية .
وستمكن هذه الاتفاقات شركة المبادلة للتنمية من دفع قطاع صناعة الطيران والخدمات الدفاعية في إمارة أبوظبي نحو المزيد من النمو والتطور، وتوفير فرص متميزة للشركات المحلية عبر مختلف مراحل سلسلة الإمداد وإبراز الإمارة كوجهة جاذبة لكبرى شركات صناعة الطيران العالمية لما تتمتع به من مزايا على صعيد الموقع الجغرافي، والتشغيلي والمالي، وكل ذلك سيسهم في تأسيس مجمع جديد متكامل ورائد لصناعة الطيران في إمارة أبوظبي .
وأعلنت شركة المبادلة للتنمية “مبادلة”، عن إبرام اتفاقية استراتيجية مبدئية مع “رولز رويس” في خطوة ستسهم في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كعضو فعال في الشبكة العالمية ل”رولز رويس” لأنشطة الصيانة والتصنيع .
وستقوم شركة “رولز رويس”، بموجب هذه الاتفاقية بدعم “مبادلة” (من خلال إحدى الشركات التابعة لمبادلة) لتصبح مركزاً معتمداً لخدمات صيانة وإصلاح وعمرة محركات (ترينت إكس دبليو بي) كجزء من شبكتها العالمية لصيانة وإصلاح وعمرة هذه المحركات . وستكون هذه المنشأة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط . حيث التزمت “رولز رويس” بدعم خطط “مبادلة” المستقبلية في مجال تصنيع المحركات، من خلال اعتماد “مبادلة” لتصنيع أجزاء المحركات بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار، على مدى عشر سنوات، فور أن تستكمل مبادلة تطوير قدراتها في مجال تصنيع المحركات .
كما أعلنت “مبادلة”، عن إبرام اتفاقية جديدة مع شركة “جنرال إلكتريك أفييشن” في مجال صيانة وتصنيع الجيل القادم من محركات الطائرات . وكانت تلك الاتفاقية واحدة من اتفاقيات عدة أسهمت مجتمعة في تكريس علاقة استراتيجية بين مبادلة ومجموعة “جنرال إلكتريك”، حيث تضمنت مجالاً واسعاً من المبادرات في قطاعات التمويل التجاري، وأبحاث تطوير الطاقة النظيفة، والتعليم المؤسسي .
ويعد توقيع “مبادلة” و”جي إي أفييشن” هذه الاتفاقية كمشروع مشترك خطوة للارتقاء بالعلاقة بينهما في مجال صيانة وإصلاح وعمرة محركات (جي إي إن إكس)، بما في ذلك بحث فرص إنشاء مركز إقليمي للخدمات اللوجستية لمحركات (جي إي إن إكس) في إمارة أبوظبي، وضخ استثمار مباشر من قبل شركة (جي إي) في ورشة محركات (جي إي إن إكس) الموجودة حالياً في الإمارة .
وإضافة إلى التزامها بتعزيز مكانة إمارة أبوظبي كعضو أساسي في سلسلة الإمداد العالمية للشركة، ستعمل “جي إي أفييشن” مع “مبادلة” على تطوير قدرات تصنيع قطع المحركات في الإمارة بهدف تعزيز مكانة “مبادلة” لتصبح مورداً لقطع غيار المحركات من الفئة الأولى في العقد المقبل، حيث التزمت بمبلغ 500 مليون دولار على شكل طلبات تصنيع .
“أمرك”
وأعلن المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة “أمرك” عن تشييد مرافق خدمات صيانة جديدة في العين على مساحة كيلومتر مربع بقيمة مليار درهم، وتأتي هذه التوسعات في إطار خطط المركز لاستيعاب الخطط المستقبلية المركز ونمو الطلب المحلي والإقليمي على خدمات صيانة الطائرات، وخصوصاً العسكرية منها، لافتاً إلى أن المرافق الجديدة بدأت فعلياً، ومن المقرر إنجازها بالكامل خلال العام 2017 .
ووقع المركز على هامش معرض دبي للطيران عقداً بقيمة 5،8 مليار دولار (21،3 مليار درهم)، مع القوات المسلحة بالدولة لضمان الجاهزية التشغيلية لجميع الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، بما في ذلك خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة للطائرات العسكرية .
ويأتي العقد بداية لعقود أخرى، ضمن خطة تستهدف الوصول بالمركز، وفي إطار رؤية أبوظبي ،2030 تعزيز قطاع صناعة صيانة الطائرات، وتأهيل كوادر وطنية في هذا المجال، تلبية أكبر نسبة ممكنة في هذا المجال للقوات المسلحة الإماراتية، وزبائن آخرين في المحيط الإقليمي .
“بوينغ” تخطف الأنظار
وتقدمت شركة طيران الإمارات التابعة لرمارة دبي بطلبية لشراء 150 طائرة بوينغ 777 اكس البعيدة المدى ضمن صفقة تقدر قيمتها ب76 مليار دولار .
وخطفت بوينغ الأضواء في المعرض، خصوصاً مع إطلاقها طرازها الجديد 777 إكس، وهي النسخة الأحدث من طائرة بوينغ 777 التي أطلقت في 1990 وسلم الطراز الاول منها في 1995 .
وأكدت “بوينغ” أن “معرض دبي سيكون من دون شك لحظة مهمة ل”بوينغ” التي ستطلق الطراز 777 اكس فيما هناك توقعات بحصول الطراز على عدد كبير من الطلبيات” . وباعت بوينغ حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1473 نموذجاً من طراز 777 .
وتعتبر 777 اكس رداً من بوينغ على طراز إيرباص الموسع ايه 350-1000 القادر على حمل 350 راكباً والمصنوع من مواد خفيفة الوزن والمقرر دخوله الاسواق عام 2017 الذي يتوقع ان يهدد التقدم الذي تتمع به بوينغ في قطاع الطائرات البعيدة المدى .
وأعلنت شركة “طيران الإمارات” طلبية لشراء 50 طائرة إيرباص ايه 380 العملاقة بقيمة 23 مليار دولار . وطلبية طيران الإمارات التي أبرمت في اليوم الأول من معرض دبي الدولي، شكلت خبراً ساراً للصانع الأوروبي ايرباص الذي لم يسجل أي طلبية جديدة للطائرة العملاقة هذه السنة .
وتسمح هذه الطلبية لايرباص أيضاً بتحقيق هدفها الذي كانت حددته ببيع 25 طائرة من الطراز العملاق هذه السنة .
إغلاق المعرض بسبب الرياح والأمطار
جرى إغلاق معرض دبي للطيران أمس بعد هبوب رياح شديدة وهطول أمطار غزيرة في المنطقة ليل الأربعاء .
وقال المنظمون على الموقع الإلكتروني للمعرض “معرض دبي للطيران (مغلق اليوم) أمس بسبب سوء الأحوال الجوية القاسية . رجاء عدم الذهاب إلى المعرض” .
وذكر مسؤول أمريكي بقطاع الطيران أنه تم إجلاء المشاركين الذين وصلوا مبكراً في حين أغرقت المياه الشوارع المؤدية إلى المعرض ووسط مدينة دبي .
وقال متحدث باسم سلاح الجو الأمريكي إن الطائرات الأمريكية الاثنتي عشرة المعروضة لم تصب بأي ضرر حيث نقل المسؤولون الأمريكيون الطائرات مساء أمس الأربعاء إلى منشأة قريبة للصيانة تحسباً للعاصفة .
وجلب الجيش الأمريكي مجموعة واسعة من الطائرات إلى المعرض من بينها طائرتا هليكوبتر وطائرة إف-22 من إنتاج شركة مارتن لوكهيد وأربع طائرات في-22 المزودة بتقنية المراوح القابلة لتغيير الاتجاه التي تصنعها شركة بوينغ ووحدة “بل هليكوبتر” التابعة لشركة تكسترون إلى جانب طائرة بوينغ مقاتلة من طراز اف-15إي وقاذفة بي . (رويترز)
المصدر: دبي – صحيفة “الخليج”