تصاعدت المواجهات بين المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين أمس في عدن، وسط تحذير اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المدنيين يواجهون تناقصاً متزايداً بإمدادات الوقود والغذاء، وأن الجوع والأمراض يهددان مليون شخص على الأقل داخل المدينة. في وقت دعت الأمم المتحدة منظمات الإغاثة للاستعداد لهدنة لأغراض الإغاثة تبدأ اليوم الجمعة، سعياً لتسليم مساعدات لبعض المحتاجين.
وأكد مسؤول عسكري مقتل 7 من «الحوثيين» و5 من أنصار المقاومة في معارك جديدة اندلعت شمال عدن، وقال «إن الحوثيين حاولوا التقدم في حي البساتين، لكنهم اصطدموا بعناصر لجان المقاومة الشعبية»، فيما قتل مدنيان بسقوط صواريخ كاتيوشا أطلقها المتمردون على عدد من المساكن غرب المدينة. وقال المسؤول في مصفاة عدن ناصر شايف، «إن المصب النفطي القريب استهدف بنيران المتمردين لليوم الخامس على التوالي، بينما النيران لا تزال مشتعلة في خزانات نفط في مصفاة المدينة التي أصيبت بنيران المتمردين السبت الماضي».
واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمتمردين في جبهة الجفينة غرب مأرب استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. في وقت قصف طيران التحالف منصة إطلاق صواريخ وتجمعات للمتمردين في عدن ولحج وشبوة وصعدة، كما قصف عددا من المواقع في صنعاء بينها مسكن القيادي الحوثي علي الكحلاني، ومراكز في وادي ظهر، ومخازن أسلحة للمتمردين وحلفائهم من العسكريين المناصرين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح غرب العاصمة وجنوبها. وقال سكان وشهود «إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 10 آخرون في الغارات»، وأضاف هؤلاء «إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مسجد أمام مقر البنك المركزي وسط صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
إلى ذلك، نبهت الأمم المتحدة منظمات الإغاثة للاستعداد لهدنة لأغراض الإغاثة تبدأ اليوم الجمعة سعياً لتسليم مساعدات لبعض المحتاجين البالغ عددهم نحو 21 مليون شخص. وقال مسؤول كبير عن المساعدات، «إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا إلى بدء التوقف عن القتال يوم الجمعة الثالث من يوليو على أقرب تقدير». وأضاف «إن المبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد موجود حاليا في جدة لدعم توقف القتال لأغراض إنسانية خلال رمضان والسماح للهيئات الإنسانية بتكثيف جهودها في توفير المساعدات».
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها بدأت توزيع المواد الغذائية عبر خطوط الجبهة في عدن، مشيرة إلى شحنة من 160 طناً ينبغي أن تغطي الاحتياجات الطارئة لـ17500 شخص. وقال المسؤول الكبير في اللجنة برتراند لامون،«إن الجوع والأمراض يهددان مليون شخص يسكنون عدن، حيث المستوى العام لمخزونات الغذاء تقلص بشدة بسبب انخفاض الواردات عبر البحر وصعوبة نقل السلع برا من صنعاء».
وكان المبعوث الأممي أعرب عن ثقته حيال تحقيق هدنة إنسانية خلال الأسبوعين المتبقيين من شهر رمضان، ما يتيح نقل المساعدات إلى السكان، وقال في ختام اليوم الثاني من المحادثات مع الحكومة اليمنية في الرياض «نحن متفائلون حيال فرصنا وتحقيقها..يوم الأحد سأكون في صنعاء من اجل أن نصل إلى ورقة موحدة»، معرباً عن أمله في أن يحصل هذا الأمر قبل نهاية رمضان». وأضاف«لدينا بعض الضمانات بأن الهدنة القادمة سوف تحترم بطريقة اكثر مما حصل في الهدنة الأولى، وما يكون مثالياً هو أن تكون لدينا اتفاقية شاملة، بما فيها مراقبون يسمحون بالتأكيد بأن الهدنة محترمة».
عقيل الحلالي، الاتحاد ، وكالات (صنعاء)