توقعت المحامية والخبيرة القانونية الأميركية اليزابيث مايرز أن تلغي هيلاري كلينتون القانون المسمى بـ «العدالة ضد رعاة الإرهاب» المعروف بـ«جاستا» في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثامن من نوفمبر المقبل.
وقالت مايرز إن الذكاء السياسي لكلينتون وخبرتها الدبلوماسية يخولانها إدراك المخاطر الاستراتيجية لهذا القانون على العلاقات الدولية للولايات المتحدة.
وفي تصريحات خصت بها «البيان» رأت المحامية الأميركية أن حصول القانون على أكثرية الثلثين في الكونغرس سببه إثارة المخاوف من الإرهاب وحدة السجالات بين المرشحيْن للانتخابات الأميركية.
تصديق عشوائي
وقالت مايرز: «في ظل السجالات الانتخابية الأميركية وإثارة أجواء الخوف من المخاطر الإرهابية لم أتفاجأ بحصول قانون جاستا على تأييد أكثرية الثلثين للمرور في المجلسين ولاحقا لإسقاط فيتو الرئيس باراك أوباما».
وأضافت: «تم التصديق على القانون بعشوائية ودون أن يأخذ أعضاء الكونغرس بعين الاعتبار التداعيات الدولية لقرارهم رغم تحذيرات البيت الأبيض. تبين ذلك من خلال تعبير عدد من أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لصالح القانون عن بعض الندم والاستعداد لإدخال تعديلات عليه.
وكذلك بإعلان زعيمي الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ استعدادهما لإدخال التعديلات التشريعية اللازمة لضمان حماية الأميركيين من إجراءات مماثلة أمام محاكم الدول الأجنبية. لكن لدي تساؤل عن عدد التعديلات الواجب إجراؤها على القانون من أجل ضمان الحصانة السيادية للمسؤولين والجنود الأميركيين أمام المحاكم الأجنبية».
وترى المحامية الأميركية أن «البدء في تطبيق قانون جاستا لا يعرض فقط علاقات الولايات المتحدة مع حليف قديم كالمملكة العربية السعودية للخطر بل علاقاتنا مع دول أخرى.
وقد تحذو دول كثيرة حذو الولايات المتحدة بإصدار قوانين محلية خاصة مشابهة ستطيح بمفهوم الحصانة السيادية التي تحمي الأميركيين من الملاحقة القانونية. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن نشهد إجراءات من هذا النوع في كل من العراق وليبيا وأفغانستان وباكستان».
نتائج وخيمة
وتابعت المحامية الأميركية حديثها قائلة: «أضف إلى ذلك فإن إصدار القانون الأميركي هز الثقة بالولايات المتحدة خصوصا في العالم العربي ونتائج ذلك ستكون وخيمة على العلاقات الأمنية مع تلك الدول وكذلك على العلاقات الاقتصادية. حيث نشهد حاليا إعادة نظر في الاستثمارات المالية العربية في الولايات المتحدة وفي علاقات الشراكة الاقتصادية الأميركية العربية».
وحول تأثير نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة على مستقبل قانون جاستا قالت مايرز إن «النتائج ستحدد مصير القانون. إذا فازت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهي وزيرة خارجية سابقة ومحامية، فإن ذكاءها السياسي وخبرتها الدبلوماسية سيجعلانها ترى التداعيات بعيدة المدى على العلاقات الدولية للولايات المتحدة .
وأتوقع أن تقوم بإلغاء القانون أما في حال فوز دونالد ترامب فإننا سنشهد سيناريو مختلفاً، إذ إن قانون جاستا يحظى بتأييد كبير من قبل أنصاره وقواعده الشعبية التي تفتقد للحد الأدنى من الثقافة السياسية لمعرفة كيف تسير العلاقات الدولية وكيف تعمل القوانين والدبلوماسية على المستوى الدولي».
المصدر: البيان