أجمل شتاء في العالم (2)

آراء

عرّف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، «الاقتصاد الإبداعي» بأنه النمط من النشاط الاقتصادي الذي يقوم على استغلال الأصول الإبداعية التي يمكن أن تولد النمو الاقتصادي، وتقود إلى التنمية الاقتصادية، حيث يعتمد على توليد وتسويق الإبداع، باعتباره نتاج تفاعل بين ثلاثة عناصر أساسية، هي: الإبداع البشري، واستخدام التكنولوجيا، والاستثمار في المعرفة. ولعل هذا التعريف الذي جاء في التقرير الأول لمؤتمر الـ«أونكتاد» عام 2008، يستحق المراجعة والتحديث، خصوصاً مع ظهور أنشطة إبداعية مكملة، وحرف ثقافية ونشاطات زراعية تقليدية.

‏ودعم هذا الاقتصاد وتكامله في نموذج أمثل للاقتصاد الدائري يربط بين الإبداع والثقافة والأمن الغذائي وحتى قطاع الضيافة والفندقة والمعارض، لن يعظم القيمة المضافة للسلع الغذائية والزراعية المنتجة محلياً، بل سيرفع من ربحيتها، وبالتالي سيجعلها من المهن والأنشطة الأكثر استقطاباً لليد العاملة الإماراتية، ‏وريادة الأعمال على المستوى الوطني، فتحديات الأمن الغذائي تتطلب حلولاً غير تقليدية تدعم السياحة، وترفع الإنتاج المحلي، والتكامل الاقتصادي بين المحاور الاقتصادية الأساسية.

‏إن شمولية الاقتصاد الإبداعي ليتضمن مجموعة واسعة من الصناعات الإبداعية والثقافية، تجعله ركيزة حيوية ورافداً مهماً للاقتصاد العالمي، وأحد المحركات الأساسية لنمو الدول والمجتمعات، فإنتاج المعرفة وتوزيعها، واستخدام واستغلال نتاجها وإنجازاتها، لتشكل مصدراً رئيساً من مصادر الثروة للمجتمع، وتحقيق رفاهيته، وتحويل الأفكار الإبداعية إلى سلع وخدمات قابلة للنشر والعرض والتداول والاستهلاك، أمر أثبت نجاعته وعائداته المهولة، وهو الأمر المثبت، خاصة في القطاعات التكنولوجية، فهل سنشهد نماذج متطورة تحت مظلة الاقتصاد الإبداعي تعزز الأمن الغذائي.

إن مشاركة الجميع معاً في القفز إلى المستقبل، ودعم استخدام التقنيات الزراعية المتقدمة، وتبسيطها أمام شريحة أكبر من المجتمع، لترى بأم أعينها، عائدات الأتمتة واستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات ستسهم (مع الإدارة السليمة والمعرفة القديرة المعزز بالخبرة والحكمة والتخطيط الاستراتيجي السليم)، في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز القيمة المضافة للمنتج الإماراتي، والتسويق محلياً وعالمياً، عبر استخدام أدواتنا السياحية المؤثرة، ممكّن مهم يستدعي توفير التمويل اللازم والتسهيلات الضرورية، ولعل ما نشهده من مبادرات تعكس مستويات جديدة من المسؤولية المجتمعية من عملاق الطاقة الإماراتي (ADNOC)، نموذج يستحق الحذو حذوه، بل مطالبة بقية الجهات بالعمل مثله.

المصدر: الامارات اليوم