قمة المناخ (3)

آراء

«ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته ولا يمكن تحسينه». بيتر دراكر- كاتب اقتصادي وخبير إداري عالمي.

إن الاحترافية والمهنية المؤسسية – التي تتطلب بناء مهارات غير تقليدية تشمل فن صياغة مؤشرات الأداء القياسية، والمؤشرات البيئية أو المتعلقة بالتنمية المستدامة – جزء أصيل من التحديات العالمية اليوم.

وجاء إعلان مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، عن إطلاق الأداة المتكاملة لحساب الانبعاثات في الدولة، بهدف رصد انبعاثات الغازات الدفيئة، وجرد ملوّثات جودة الهواء، ودعم جهود التخفيف منها، ضمن مبادرات الطموح المناخي الوطني، لتصبح نموذجاً للالتزام والابتكار، كون تطوير سجل متكامل للانبعاثات، المبادرة الأولى على مستوى المنطقة، لتحقيق مستهدفات الطموح المناخي الإماراتي.

إن هذه الأداة المتقدمة ستسهم في تقدير وتسجيل انبعاثات الغازات الدفيئة وملوثات جودة الهواء، ودعم جهود التخفيف منها، وتعد ركيزة للنظام الوطني لشفافية القياس والإبلاغ والتحقق (MRV)، الذي أعلنت عنه الدولة عام 2021، بما يتماشى مع إطار الشفافية المعزز (ETF)، بموجب اتفاقية باريس.

إن هذه المنصة المناخية الطموحة إحدى أهم المبادرات المناخية الرائدة، ستصبح الأداة الوطنية المتكاملة لحساب الانبعاثات، وتم تطويرها بهدف ضمان شفافية القياس والإبلاغ والتحقق، ليتحول الجرد الوطني للانبعاثات عملياً للقطاعين الحكومي والخاص، ويعزز رصد التقدّم المُحرز في تحقيق أهداف التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من تلوث الهواء.

هل نحتاج إلى المزيد؟ بكل تأكيد. فرحلة ألف ميل تبدأ بخطوة، تليها خطوات متوازنة ومتكاملة باتجاه الهدف الأسمى، وتشمل إطاراً مؤسسياً وتصنيفاً معتمداً للإسهامات الخضراء والاجتماعية، بتعامل مؤسسي يعزز جودة الحياة، ويقيس أثر المبادرات الحكومية والخاصة، ويعيد تعريف الجيل المقبل للشراكة (Public Private Partnership PPP2.0).

كما يعزز إسهامات ومبادرات تحقق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وتعيد البوصلة عالمياً للإنسان كمحور للتنمية، ناقلة النموذج الإماراتي للعالم كمنارة إشعاع حضاري، ورسالة سامية للاقتباس والنهل منها.

هل نتطلع للمزيد؟

نتطلع إلى تطوير خدمات تنبئية استباقية برحلات سلسة متكاملة ومترابطة، تقيس النطاقات الثلاثة للانبعاثات، وتستحدث فئات للتميز الحكومي للجهات الأكثر إسهاماً أو ابتكاراً في هذا الصدد.

المصدر: الامارات اليوم