أجواء الحرب تخيم على جبــــهات اليمن مجدداً.. واستنفار في صنــــعاء

أخبار

تجددت المواجهات المسلحة بين قوات الجيش اليمني والمقاومة من جهة وبين ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية في جميع جبهات القتال في اليمن، في ظل مراوحة المشاورات الجارية في الكويت بين طرفي النزاع مكانها، فيما فرضت الميليشيا حالة من الاستنفار العسكري في صنعاء، تحسباً لعمليات تحرير من جانب قوات الشرعية، التي حاصرت العاصمة من جميع الجهات.

وفي التفاصيل، شهدت العاصمة صنعاء حالة من الاستنفار العسكري في صفوف ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، وشوهدت عشرات نقاط التفتيش في شوارع المدينة التي انتشرت على مسافات متقاربة ومن جميع فصائل الأجهزة الأمنية الموالية للميليشيا، التي قامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات.

وأكد مصدر مقرّب من الميليشيا أن تلك الإجراءات جاءت عقب معلومات تفيد بأن العاصمة باتت محاصرة من جميع الجهات من قبل قوات الجيش والمقاومة، وأن تلك الجهات قامت بإدخال عدد كبير من الأسلحة المضادة للدروع وعناصر تابعة لها إلى وسط المدينة، في إطار الاستعدادات المكثفة لها لاقتحام العاصمة في حال فشلت مشاورات الكويت.

وأكد المصدر أن المواجهات المقبلة في حال حدوثها ستكون عنيفة بشكل غير مسبوق، وستسفك فيها دماء كثيرة من الطرفين اللذين باتا مستعدين لخوضها بشكل كبير هذه المرة وعلى مختلف الجبهات، ولكن التركيز سيكون على صنعاء وتعز بشكل خاص.

وفي جبهات نهم شمال العاصمة، قال مصدر في المقاومة إن 21 انقلابياً سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة تصدي قوات الجيش والمقاومة لعملية عسكرية واسعة قامت بها الميليشيا باتجاه مناطق مبدعة والمدرج ومسورة، فيما تم تدمير عدد من آليات الميليشيا في منطقتي بران وضبوعة.

وأكد المصدر  قيام الميليشيا باستقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط تلك المناطق، بينها أسلحة ومعدات ثقيلة، متوقعاً أن تكون المواجهات قريبة وعنيفة جداً بين الجانبين، خصوصاً أن الميليشيا تحاول تحقيق انتصارات على أرض المعركة، مستغلة تمسك قوات التحالف والشرعية بالهدنة، وصمت الدول الراعية على خروقاتها السابقة في جميع الجبهات، وعدم اتخاذ أي إجراءات ضدها.

وأشار المصدر إلى أن مواقعهم تتعرض بشكل متواصل لقصف عنيف من قبل الميليشيا بمختلف أنواع الأسلحة، مؤكداً أنهم في حالة استنزاف من قبل تلك الميليشيا، رغم امتلاكهم الإمكانات التي تقودهم إلى تحقيق انتصارات واختراق صفوف الميليشيا والتوجه صوب قلب العاصمة، لكنهم ينتظرون القرار من القيادة العليا والسلطات الشرعية والتحالف العربي.

وفي إطار استمرار التحشيد والاستعدادات العسكرية في محيط صنعاء، قام رئيس هيئة أركان الجيش اليمني اللواء الركن محمد المقدشي، ومحافظ صنعاء عبدالقوي الشريف، بتفقد الصفوف الاولى لمقاتلي الجيش والمقاومة في مديرية نهم.

وكشف مصدر في المقاومة عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات الشرعية برفقة اللواء المقدشي إلى نهم، لتدعيم صفوف الشرعية التي تلقت ضربات موجهة من الميليشيا خلال فترة الهدنة، ولمواجهة الحشود التي تدفع بها الميليشيا إلى جبهات القتال هناك، ويتوقع أن تدور حرب طاحنة بين الطرفين خلال اليومين المقبلين.

في الأثناء، دفعت الميليشيا بتعزيزات بينها مدرعات ودبابات وأطقم عسكرية إلى منطقة الرجم بمحافظة المحويت التي تشهد اضطرابات لأول مرة ضد الميليشيا، وهي جبهة مهمة يتم التحرك في إطارها، بحيث أصبحت جهات العاصمة الأربع، الغرب المحويت وحجة، والشمال نهم، والشرق خولان والجوف، والجنوب ذمار والبيضاء، تشهد تحركات للمقاومة والجيش والقبائل الموالية للشرعية، ما يعد ضغطاً كبيراً على الانقلابيين التي قامت أيضاً بتعزيز جبهاتها في تلك المناطق بمختلف انواع الأسلحة.

وفي جبهات مأرب الممتدة إلى نهم، تواصلت المواجهات في أكثر من جهة بين قوات الجيش والمقاومة من جهة وبين الميليشيا من جهة ثانية، وسط استمرار الميليشيا بالدفع بتعزيزات عسكرية على جبهات المشجح وهيلان والمخدرة ومحيط صرواح. وتبادل الجانبان القصف في منطقة الأشقري وهيلان والمخدرة وحريب القراميش، بعد وصول تعزيزات للميليشيات إلى المحجزة ومنطقة الجمايم.

في الأثناء، تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة في الشارع العام وسط مأرب، ما يعد نجاحاً آخر تحققه تلك الأجهزة التي أفشلت عدداً كبيراً من العمليات الإرهابية، وكشفت خلايا كثيرة للميليشيا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل من مأرب وجهة لسكان اليمن الهاربين من الأوضاع الأمنية المتدهورة في أكثر من منطقة إليها.

وشهدت منطقة سد مأرب عودة كبيرة للسياحة الداخلية ومثلت قبلة للمواطنين، وسجل السد، الذي تم تحريره العام الماضي بمشاركة فاعلة لقوات الجيش الإماراتي الباسلة، ارتفاعاً كبيراً في عدد زواره وعاد إلى الواجهة كوجهة سياحية، خصوصاً أنه ممتلئ بمياه الأمطار التي شهدتها المنطقة أخيراً.

وفي محافظة الجوف، أكد مصدر في السلطات المحلية أن ميليشيا الحوثي وصالح تحاول شق صف النسيج الاجتماعي بين أبناء المحافظة والقاطنين من محافظات أخرى، وزرع الفتنة بينهم من خلال تحريض البعض على استهداف أبناء مناطق أخرى متواجدين في الجوف. وحذّر المصدر الجميع وعلى رأسهم المسؤولون والقيادات العسكرية من الانجرار نحو التحريض والسماع له، والعمل على وحدة الصف والنسيج الاجتماعي اليمني الواحد، مؤكداً أنهم في السلطة المحلية سيعملون جاهدين لإفشال تلك الدعوات المناطقية التي بدأت تنتشر في المحافظة، كما حرروها من الانقلابيين.

وفي محافظة المحويت، شهدت منطقة ملحان حالة من التوتر بين السكان نتيجة قيام الميليشيا بعملية مداهمة لقراهم واعتقال عدد من أبناء المنطقة وجرهم الى مناطق غير معروفة دون توجيه أي تهم.

وفي محافظة البيضاء، واصلت الميليشيا قصفها على قرى قيفة رداع بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، بعد انتشارها واستحداثها مواقع جديدة بالمنطقة بعد وصول تعزيزاتها إليها أخيراً.

ووفقاً لمصدر محلي بالمنطقة فإن مناطق صرار الجشم والفلكة والاعرام برداع تعرضت لقصف هستيري من الميليشيا التي تتهم قرى تلك المنطقة باحتضان عناصر من المقاومة وقوات الجيش تم الدفع بها أخيراً إلى تلك المناطق في إطار الاستعداد لتحرير المحافظة، وفتح جبهات جديدة ضدهم في المنطقة.

وفي الضالع المجاورة للبيضاء، أكد مصدر في لجنة التهدئة والمراقبة أن الميليشيا تواصل عملياتها العسكرية وحشد عناصرها في مناطق التماس، حيث خارم والعرفاف في جبهة مريس – دمت، فيما قصفت مناطق وقرى في يعيس بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف سكان تلك المناطق.

وفي تعز، اندلعت مواجهات عنيفة في مديريات الوازعية وذوباب جنوب غرب المحافظة، بين الميليشيا من جهة والجيش والمقاومة من جهة ثانية، عقب قيام الميليشيا بالتحرك من المواقع التي استحدثتها أخيراً، ودفعت إليها بتعزيزات صوب مناطق حيوية باتجاه المضاربة ورأس العارة جنوباً وذوباب غرباً.

وذكرت مصادر متعددة في المنطقة أن ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح بدأت عمليات عسكرية واسعة في الشريط الساحلي الممتد من المخاء إلى باب المندب غرباً والوازعية وجبهات لحج جنوباً، بهدف قطع الإمدادات على قوات الشرعية ومحاصرة تعز من أطراف تلك المناطق والعودة للهيمنة على مضيق باب المندب.

وأشارت المصادر إلى أن محيط معسكر العمري في ذوباب شهد مواجهات عنيفة بين الجانبين عقب قيام عناصر الميليشيا بعملية عسكرية لاستعادة المعسكر والسيطرة عليه، إلا أن قوات المقاومة والجيش المتمركزة فيه تصدت لها وأجبرتها على التراجع في ظل تحليق مكثف لمقاتلات التحالف ودخول قطع بحرية إلى منطقة باب المندب لتعزيز الجبهات الساحلية.

المصدر: الإمارات اليوم