عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

أفكار لشراء أغلى شيء في الدنيا

آراء

لـ”أديسون” مقولة مشهورة جدا عرفت باسمه كفهم جديد للعبقرية والتي هي حسب رؤيته: “1% نبوغ و99% عمل شاق”، ولعل ما أعطى المقولة مصداقيتها وشهرتها أنها صدرت من واحد من أذكى الناس الذين عرفهم التاريخ، حيث استطاعت اختراعاته أن تغير العالم بما في ذلك اختراعه للكهرباء والسينما وشبكة الهاتف وصناعة الألمنيوم وغيرها كثير.

في زمننا هذا صارت نظرية أديسون أكثر مصداقية، ببساطة لأن طرق النجاح صارت معروفة وواضحة لمن يريد سلوكها، وتبقى المسألة متوقفة على من يعمل أكثر من الآخرين، وهذا ينطبق طبعا بدرجة أعلى على المجتمعات التي تتوفر فيها العدالة، ويقل فيها تأثير الواسطة والعلاقات الاجتماعية.

من يريد أن يعمل أكثر يحتاج بالتأكيد وقبل أي شيء إلى إدارة فعالة للوقت. الوقت أصبح من أثمن الأشياء في الحياة، فهو كالألماس نادر ومحدود مع حاجة ماسة إليه، حتى نستطيع أن نلبي طلبات الحياة الكثيرة والمتعددة جدا.

معظم الناجحين الذين قابلتهم في السنوات الأخيرة ومنذ أن بدأت أهتم بهذه القضية شخصيا يعانون من هذه المشكلة، ويبحثون بشكل دائم عن الحلول، فما يمكن عمله كثير، ولو عمل كله فالإنسان سيصعد للقمة بلا شك وسيصبح السيد بين أقرانه، ومن يستطيع إدارة وقته بشكل فعال، فإنه بالتأكيد لو توفر له الذكاء والتعليم فإنه سيحول هذا الوقت إلى ذهب خالص.

فيما يلي بعض الأفكار السريعة التي تعلمتها عبر التجربة، ومن يريد التوسع في هذا المجال لأنه حريص على كل دقيقة ثمينة من حياته يمكنه أن يذهب إلى الإنترنت ويبحث عن مصطلحTIME MANAGEMNET أو “إدارة الوقت”.

– استخدم التكنولوجيا في تنظيم وقتك: ستفاجأ بما يمكن لتطبيقات الموبايل الذكية فعله من أجل تنظيم وقتك. اختر البرنامج بدقة حسب ما يتوافق مع احتياجاتك. ادرسه بعناية. قرر كيف ستسخدمه لتنظيم وقتك. مع الزمن سيتضح لديك ما تحتاجه تماما، وستجد التطبيق الذي يناسبك.

– لا تسمح للأمور الجديدة بالتراكم عليك: من أكبر مشكلات تنظيم الوقت “الأمور المستجدة”، فأنت تصلك عشرات أو حتى مئات الإيميلات كل يوم، وتتلقى اتصالات على الجوال وهاتف المكتب، والعديد من الأوراق، والأسرة في البيت يخبرونك بطلباتهم، وفي نفس الوقت تأتيك الكثير من الأفكار والخواطر التي تحتاج إلى تنفيذها، وهذه المستجدات تحتاج إلى نظام صارم في التعامل معها، نظام يتضمن إنهاء الأمور التي يمكن إنهاؤها مباشرة باتصال هاتفي أو كتابة إيميل أو رسالة جوال، كما يتضمن جدولة الأمور الهامة لتنفيذها في وقت ما، وكتابة ذلك في مفكرتك مباشرة، إذا كنت تتمتع مثلي بذاكرة “مثقوبة”، ويتضمن الاعتذار عن بعض الأمور التي لا تدخل في أولوياتك، وستشغلك أكثر من اللازم حتى لو كنت تحب عملها أو حاول الآخرون إحراجك والضغط عليك لأجلها.

– قسم وقتك: هذه نصيحة قديمة جدا ومعروفة ولكنها هامة فعلا، ومعظم الذين يخالفونها يدفعون الثمن غاليا. تحتاج أن تحدد وقتا للعمل، وربما وقتا لكل نوع من المهام في العمل، وإذا كانت لديك مهام عملية أخرى خارج إطار العمل الأساسي فتحتاج إلى وقت خاص. حدد وقتا للأسرة ووقتا لنفسك وعلاقاتك الاجتماعية، ووقتا حرا تفعل فيه ما يخطر ببالك حينها، وبذلك تضمن التوازن في حياتك بشكل تلقائي دون أن تفكر في هذا الموضوع كل يوم.

– حدد أولوياتك: أيضا نصيحة قديمة، ولكنها ليست سهلة التنفيذ، فنحن نطالب بالكثير من الأمور من الآخرين، وطبيعتنا العربية تتطلب منا الكثير جدا جدا من المجاملة، فتتداخل الأمور علينا، ولكن نصيحتي العامة هي تجنب عمل الأمور غير المهمة كلما أمكن ذلك، لأنه بالتأكيد هناك أمور مهمة يمكن عملها في الوقت نفسه. كيف تحدد الأمور المهمة والأمور غير المهمة؟ الجواب ليس سهلا كذلك، تحتاج إلى تفكير متواصل في أهدافك في الحياة والعمل، وهذا التفكير سيعطيك قدرة تلقائية على تحديد المهم من غير المهم. لا تكن نمطيا في تحديد المهم وغير المهم، فالبعض يعتبر كل الإجراءات الرسمية مثلا أمورا غير هامة رغم أنها قد تضر بسمعتهم العملية كثيرا.

نصيحة أخيرة: لا تحرم نفسك من الأمور السعيدة من أجل نظام الوقت، فحين يتصل بك صديق له مكانة خاصة جدا عندك ويقترح عليك أن تغادروا خلال ساعة لقضاء وقت جميل استثنائي، فلا ترفض بسبب النظام، فالنظام وضع ليحقق سعادتك، ولو أصبح سببا لتعاستك، فستكرهه عبر الزمن وتكره نفسك، وأنا لا أريد أن أتحمل مسؤولية أي عواقب وخيمة قد تنتج عن ذلك!

المصدر: الوطن أون لاين