فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

أقمار تتلألأ

آراء

مضت نهارات وليال الشهر الفضيل سريعاً محملة بالخير الذي جادت به الأرض والسموات السبع على البلاد والعباد، أيام لم تكن كسائر أيام السنة، تسابق خلالها الناس والمؤسسات وتنافسوا في مد يد العون وفعل الخير، فكانت بحق أيام عمل وعبادة.

ولعل ما يستوقف المرء طويلاً في هذا السباق الإيماني الإنساني الخيري طمعاً في الثواب والجزاء الحسن من المعبود ليس التنافس على إطعام الفقراء والمساكين في أنحاء الدول، وداخل الدولة على وجه الخصوص، وإيصال الصدقات والزكوات إلى مستحقيها فحسب، بل تدافع المجتمع بأسره في مجموعات منظمة وأفراد نحو فعل الخير ليصبح السمة الرئيسية والعنوان الأكبر لفضائل الشهر الكريم.

صور ظهرت جلية في الطرقات وأماكن توقف المارة والأحياء السكنية والخيام الرمضانية بل وأكثرها تأثيراً عند المساجد منابر الخير الأشمل والإشعاع الأكبر، أمر لم يقتصر على المساجد الكبيرة فقط بل النور يسطع من كل مكان، أينما وطئت أقدام المرء في المدن الكبيرة أو القرى الصغيرة قريبة كانت أم بعيدة وتوقف لأداء الصلاة وجد المساجد رحبة تحتضن المصلين ليؤدوا الفريضة في أجواء هادئة وقد هيأت السلطات لهم أسباب الراحة.

أجواء كان لإسهامات العلماء والخطباء وأئمة المساجد المحليين أو الذين حلوا ضيوفاً كراماً على رئيس الدولة الدور الكبير والمؤثر لأدائهم الرائع في إحياء ليالي الشهر الفضيل، حيث امتلأت المساجد وساحاتها الخارجية وخيام مكيفة إضافية أقيمت من أجل راحة المصلين والمصليات، وآلاف المتطوعين والمتطوعات قاموا على خدمة ضيوف بيت الله.

مشهد يتكرر يومياً في كل المساجد، تتلألأ فيها أقماراً، يتجلى كذلك في صورة بهية في جامع الشيخ زايد في أبوظبي الذي يشهد إقبالاً كبيراً من جموع المصلين من كل أنحاء الدولة قبيل المغرب ويستمر العطاء والتسهيلات وتقديم الخدمات حتى الفجر.

خدمات شاملة تتعاون جهات عدة في تقديمها، سواء كانت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أو الهيئات المحلية، التي تعمل جاهدة على جعل المساجد على الرغم من زيادة الأعداد التي تتوافد عليها المحافظة عليها نظيفة على مدار الساعة ومكيفة تفوح منها روائح العود والطيب، المياه الباردة متوفرة للمصلين، جهات أخرى مثل الشرطة وشرطة المرور تنظم الحركة عند المساجد والطرق المؤدية إليها، وأروع من كل ذلك الأمان والاستقرار اللذان تنعم بهما البلاد جعلت النفوس مطمئنة راضية بما حباها الله من خير قلما توفر في غير هذه الأرض.

المصدر: البيان