أكبر مائدة في العالم تجمع زوار المسجد الحرام

منوعات

makah

تتسابق الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المحسنين الباحثين عن الأجر خلال شهر رمضان المبارك على خدمة ضيوف الرحمن من قاصدي المسجد الحرام خلال الشهر الفضيل، وتُبذل خلال هذا الشهر مجهودات كبيرة سواء من المكلفين بخدمة المعتمرين أو من المتطوعين الذين يسخرون كافة إمكانياتهم من أجل نيل شرف خدمة ضيوف بيت الله الحرام.

هدية الحاج والمعتمر تقدم مليوناً و300 ألف وجبة إفطار

صورة مُشرفة تعكس أخلاق ومبادئ ديننا الحنيف تنقلها القنوات الفضائية إلى مئات الملايين من المسلمين وغيرهم عندما تسلط عدسات الكاميرات التلفزيونية الضوء على مشروعات إفطار الصائمين في المسجد الحرام بمكة المكرمة سواء داخله أو في الساحات الخارجية.

ويخضع العاملون في هذه المشروعات مع الجمعيات الخيرية المشاركة لدورات تدريبية في التعامل مع ضيوف الرحمن قبل نزولهم إلى الميدان، وذلك لأهمية أن يعكسوا صورة جميلة لبلاد الحرمين.

سُفر ممتدة لعشرات الكيلو مترات يتنافس من خلالها آلاف العاملين والمتطوعين من جهات مختلفة على نيل الأجر المضاعف، تُجهز تلك السُفر قبل أذان المغرب بمدة قصيرة، وترفع خلال ثواني من أجل أداء صلاة المغرب، ذلك المشهد العظيم الذي يسر الناظرين ويعكس أخوة المسلمين وتضحياتهم وحبهم لبعضهم البعض يتكرر خلال الشهر الكريم بشكل يومي.

وتتنوع الوجبات المقدمة لإفطار الصائمين في الحرم المكي، لكنها تشترك في “الجودة” العالية، إذ يُقدم للصائمين أفخر أنواع التمور والقهوة العربية والألبان (في الساحات الخارجية)، بالإضافة إلى ماء زمزم، وتُعد تلك الوجبات تحت إشراف عدد من المتخصصين الذين يحرصون كثيراً على تخزينها وإعدادها ونقلها بشكل صحي في ظل الأجواء الحارة خلال صيف هذا العام، ويأتي ذلك حرصاً من الجميع على سلامة الصائمين.

العمل الكبير الذي نشاهده بصورة يومية في المسجد الحرام من أجل تفطير الصائمين سبقه عمل لا يقل عنه من خلال الاستعداد والتخطيط والتجهيز لمرحلة العمل، فالجمعيات الخيرية التي تبادر في المشاركة تستعد لذلك في وقت باكر وتعقد اجتماعات متتابعة، طمعاً في تقديم خدمة تليق بالمكان والزمان.

جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية إحدى الجمعيات الخيرية التي جندت موظفيها خلال الأعوام الماضية وهذا العام ايضاً من أجل المشاركة في مشروع إفطار الصائمين بالحرم المكي سواء من خلال الوجبات التي توزعها على ضيوف الرحمن، أو عبر السفر التي تمدها داخل الحرم وفي الساحات الخارجية، ويتجاوز عدد العاملين على هذا المشروع 1000 عامل، 700 رجل و300 امرأة، ويتعاون مع الجمعية في تنفيذ المشروع 100 طالب من الكشافة.

ويفوق عدد الوجبات التي توزعها الجمعية في الساحات الخارجية للمسجد الحرام 500 ألف وجبة، أما داخل الحرم والذي تقتصر فيه الوجبات على التمر وماء زمزم والقهوة فيتجاوز العدد 800 ألف وجبة، وتتوزع تلك الأرقام على مدار شهر رمضان المبارك، وتراعي فيها الجمعية عطلة نهاية الأسبوع والعشرة الأواخر وليلة ختم القرآن التي يشهد فيها المسجد الحرام ازدحاماً كبيراً منذ وقت باكر.

وتقدم الجمعية أيضاً مشروعاً خيرياً آخر، تُمكن من خلاله قاصدي الحرم من المشاركة في أجر تفطير الصائمين داخل المسجد، وذلك عبر مشروع توزع من خلاله سلال وجبات على الراغبين حتى يوزوعونها على الصائمين ويتشاركون في الأجر، وتقدم جمعية هدية الحاج والمعتمر ستة آلاف سلة طوال الشهر، وذلك بمعدل 200 سلة في اليوم.

وما أن ينجز الجميع مهمتهم في تفطير الصائمين إلا ويأتي دور النظافة وإزالة المخلفات التي لا تستغرق دقيقتين، وهو وقت قياسي مقارنة بعدد زوار المسجد الحرام الذي يتجاوز مئات الألوف ويكسر حاجز المليون في كثير من الأحيان، تلك المهمة ليست بالسهلة لكن المسؤولين عنها لديهم الخبرة الكافية للتعامل معها بشكل مميز، فالآليات المتطورة المستخدمة تساهم كثيراً في سرعة الإنجاز بجودة عالية حتى تؤدى صلاة المغرب دون أي مضايقة من النفايات.

ولعل الاشتراطات التي وضعتها الجهات المعنية على الراغبين في المشاركة في مشروع “إفطار صائم” بالحرم المكي ساهمت في إنجاز مهمة النظافة بشكل مبهر، ولعل أبرزها أن يكون التمر منزوع النوى، بالإضافة إلى أن تكون السفر ذات سماكة عالية لضمان عدم تسرب السوائل، وتعيين الجهات المشاركة مشرفين من قبلها على مسألة النظافة لمعاونة عمال النظافة والمتطوعين في أداء مهمتهم.

سفر إفطار الصائمين في المسجد الحرام من الصور المشرفة للمملكة العربية السعودية، وواحدة من الأمور التي تعكس دعم حكومتنا الرشيدة للحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين من خلال الجمعيات الخيرية.

المصدر: مكة المكرمة – نوف الغامدي – الرياض