أم القيوين.. مواقع أثرية وقصص يعود تاريخها الى العصر الحجري

أخبار

أكدت دائرة السياحة والآثار في أم القيوين ضرورة المحافظة على المكتشفات الأثرية والتوعية بأهمية الآثار، وذلك لحفظ حق الأجيال القادمة في التعرف عليها وحمايتها.

وقالت الدائرة بمناسبة اليوم العالمي للآثار الذي يصادف 17 أكتوبر هذا العام.. أن هذه المناسبة التي تحتفل فيها الكثير من الجهات على المستوى العالمي، في شهر أكتوبر لأن معظم البعثات المتخصصة بالآثار تبدأ عمليات التنقيب والحفريات في هذا الشهر.

وتولي دائرة السياحة والآثار في أم القيوين أهمية كبيرة لمشاريع التنقيب عن الآثار تماشيا مع استراتيجية حكومة أم القيوين، الرامية الى تشجيع عمليات البحث والتنقيب عن الآثار ودعمها وتنظيمها في مختلف المناطق الأثرية في الإمارة، بهدف كشف المزيد من المراحل التي مرت في تاريخ المواقع الأثرية.

وكشفت التنقيبات الأثرية في إمارة أم القيوين عن العديد من القصص التاريخية المهمة منها ثاني أقدم لؤلؤة طبيعية في التاريخ والتي يعود تاريخها الى العصر الحجري الحديث، ويبلغ عمرها حوالي 7500 سنة، بالإضافة الى العثور على العديد من اللقى الأثرية التي يعود تاريخها الى 7000 سنة في موقع أم القيوين 2، والاكتشافات الأخرى في موقع تل أبرق والتي يعود تاريخها الى 5000 عام.

ومن المواقع الأثرية في أم القيوين موقع “الدور” الذي يعد من أهم المواقع الأثرية في دولة الإمارات بشكل خاص ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، وذلك لتعدد فترات الاستيطان البشري فيه والتي يعود أقدمها للألف الثالث قبل الميلاد واستمرت حتى منتصف القرن الثالث الميلادي، وتعمل دائرة السياحة والآثار على إدارج الموقع ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.

وأوضحت الدائرة أن الزائر لموقع “الدور” سيتعرف على تاريخ الاستيطان الذي شهدته المنطقة، من خلال ما يضمه من عناصر معمارية شاهدة على حضارة المكان وقصص الاستيطان من خلال معالمه المشيدة من الحجر البحري، ومن أهمها معبد الدور الأثري “معبد إله الشمس”.

وقالت دائرة السياحة والاثار إن معبد “إله الشمس” أو معبد الدور الأثري يقع في حوض تحيط به كثبان رملية من الناحيتين الشرقية والجنوبية فهو المعبد الوحيد الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، ووصف بأنه معبد الإله السامي “شمش”، استناداً للحوض الحجري المكتشف فيه وهو حوض مستطيل الشكل يوجد عليه تسعة أسطر من اللغة الآرامية من بين الكلمات يظهر اسم “شمش” باللغة الآرامية ومن الاسم تم الافتراض أن المعبد كان مكرساً لعبادة إله الشمس.

يذكر بان موقع “الدور” الأثري تم اكتشافة عام 1973 من فريق آثار عراقي عمل على إجراء مسوحات أثرية في الدولة، وأسفرت نتائج المسح عن اكتشاف عدد من اللقى الأثرية على سطح الموقع إضافةً إلى بقايا بعض المباني والمدافن من أهمها بقايا قلعة صغيرة مربعة الشكل ذات جدران مبنية من الحجر البحري يبلغ طولها نحو 20 متراً ولها في كل زاوية من زواياها الأربع برج دائري. كما عثر الفريق على مجموعة من الكسر الفخارية والمسكوكات منها ما يعود إلى مركز سك محلي.

وفي عام 1980 -1981 قام عالم الآثار جين فرانسوا سال بمسح أثرى مكثف في موقع الدور وقد نشر دراسة خاصة عن الفخاريات التي عثر عليها خلال المسح.

وقامت بعثة أثار بلجيكية في عام 1986 بقيادة عالم الآثار أرني هنرك بالتنقيب في الموقع لعدة مواسم وأسفرت التنقيبات التي قام بها عن اكتشاف العديد من المباني الحجرية مثل معبد مربع الشكل غُطيت جدرانه بمادة الملاط، ويعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي ويتجه نحو الشرق، وقد أقيم أمامه عدد من المذابح والمدافن الحجرية.

ويقع موقع الدور الأثري على الجانب الأيمن لشارع الاتحاد المؤدي من الإمارة إلى رأس الخيمة، ويرتفع نحو 7 أمتار عن مستوى سطح البحر ويطل على خور البيضاء مباشرة، وتبلغ مساحته الكلية نحو 3 كم مربع وتغطي الكثبان الرملية المتوسطة معظم أجزائه التي تنتشر فوقها أشجار الغاف والسنم.

وام/محمد إسماعيل/عبدالناصر منعم