محمد العصيمي
محمد العصيمي
كاتب سعودي

أنقذوا الثقافة والفنون .. والمجتمع

آراء

أنا قلبا وقالبا مع الأستاذ سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة، وأشعر بألمه حين يكون أمامه أفق واسع لتطوير ثقافتنا وفنوننا ثم تقيده مخصصات الميزانية الحكومية لهذا المجال، الذي مضى عليه، في صورته الرسمية، أكثر من أربعين سنة وما زال يعاني الضعف والتقليل من أهميته والنظر إليه باعتباره هامشا وليس متنا في تطور مجتمعنا.
 
المجتمعات المتحضرة كما نعلم، قديما وحديثا، تسير على قدمين: ثقافتها وفنونها. وإذا أصاب الوهن هاتين القدمين تأخر المجتمع وأصبح كسيحا وعاجزا عن التطور، فضلا عن عجزه في تحقيق مشاركة حضارية أممية يؤثر من خلالها بالآخرين ويتأثر. ولا أظن أن بي حاجة للاستشهاد بالأثر المعاصر لثقافات وفنون الآخرين عليهم وعلينا نظير رعايتهم وعنايتهم الفائقة بحضورهم الثقافي والفني، سواء على صعيد تخصيص ميزانيات ضخمة ومحترمة لهذا المجال أو احتضان المواهب التي تتعاقب وتستلم رايات الريادة والتفوق جيلا بعد جيل.
 
ولذلك أستغرب فعلا أن نقصر في شؤون ثقافتنا وفنوننا إلى هذا الحد. وأستغرب أكثر حين يستمر هذا التقصير بالرغم من النداءات المتكررة الأخيرة من أن هناك عجزا ثقافيا وفنيا سعوديا نظرا لأن الميزانيات المخصصة للصرف على الأنشطة لا تكاد تكفي لصيانة مقرات الجمعيات المتهالكة. ومن المهم جدا في هذه الحالة (المستفحلة) أن تتنادى كافة صفوف المجتمع لإنقاذ جميعات الثقافة والفنون مما يتهددها من الإلغاء أو الاستمرار في التعكز على عصا العجز وقلة الحيلة.
 
ولست شخصيا متحمسا للاستفزاع بالقطاع الخاص والمتبرعين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أنشطة ومستقبل هذه الجمعيات، لأن هذا الاستفزاع مهما بلغت نتائجه لن يحدث التأثير المطلوب وطنيا واجتماعيا من وجود هذه الجمعيات. شراكات القطاع الخاص والتبرعات قد تمثل إضافة مهمة لهذا المجال ضمن سياق المسؤولية الاجتماعية لكن الارتقاء بالشأن الثقافي والفني واحتضان المواهب وتطويرها في المجالين الثقافي والفني مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى والأخيرة. والكرة الآن بين ملعبي وزارة الإعلام ووزارة المالية، ونحن ننتظر وصول هذه الكرة إلى المرمى الصحيح.
 
المصدر: عكاظ