مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

أوكرانيات

آراء

مجموعة أصدقاء ظرفاء معظمهم من المبدعين، أسسوا مجلة ساخرة وصفحة على “فيس بوك” من أجل أن “يكشفوا” الطاغية القابع على أكوام الدمار في وطنهم. وما إن اشتعلت الثورة الأوكرانية حتى صبوا جام سخريتهم على الواقع السوري من باب أوكرانيا، فجادت قرائح أبو دومان، وخطيب بدلة، وماهر حميد، وبشر إمام، ووافي بيرم، وهادي كيوان، ومحمد الحديدي، ودريد جحا.. والآخرين.. بما يخطر ولا يخطر على البال من مقارنات ومفارقات لاذعة كانت هي عزاءهم لشعورهم بتخلي العالم عن حماية وطنهم وأهاليهم.

أحدهم يسال صاحبه عما يقترح على أهل أوكرانيا لتسمية “جمعة الأحد” المقبل، وآخر يتحدث عن إعلان القائد العام للفرقة الرابعة الأوكرانية عن “شلح” البيجاما ولبس البدلة العسكرية.. وغيره يؤكد أن يانكوفيتش كان بخيلاً لأنه لم يشترِ “بيجاما” لأخيه.. في تلميح إلى العبارة التي شاعت عن شقيق طاغية بلدهم.

وفي خبر عاجل من كييف، ينقل كاتب ساخر أن الفنانة الأوكرانية رغدوشكا ناناوفسكي طالبت الرئيس الأوكراني بضرب المتظاهرين بالكيماوي، بينما “باس” جورجيو واسوفكوف قدمي ابن خال الرئيس طالباً منه شيئاً ما. ويشرح غيره تفاصيل بيان الجيش الأوكراني الذي ينفي أي نية للتدخل في الأزمة السياسية في البلاد، مستغرباً ومتسائلاً عمن سوف يدافع عن “الممانعة”.

أما خبر عزل البرلمان الأوكراني للرئيس فيكتور، فجاء للمقارنة مع البرلمان السوري الذي أدمن التصفيق لحاكم مستبد. وهناك من خاب أمله بالأوكرانيين لأنهم أزاحوا النظام قبل أن يغنموا عتاده وأملاكه. فيما يقول آخر إن الرئيس الأوكراني طلب من بوتين فتح باب التطوع للمقاتلين الروس للمشاركة بالقضاء على الثوار وحماية مقام (ناتاشا) في كييف، ليغمز بذلك مزاعم حزب الله حول أسباب إرسال مقاتليه إلى سورية.

وهذا الأخير يذكر بآخر يعترف بهزيمته أمام ابنه حين ذكره بأنه قبل ثلاث سنوات وقت كان يحرمهم يوم الخميس من قناة المصارعة الحرة إذا خرج حسن نصر الله ليخطب ويتكلم..

السخرية فن قائم بحد ذاته، وإذا كان “شر البلية ما يضحك” فإن المقولة تنطبق فعلاً على الشأن السوري في ظل التخاذل الدولي عن الضغط على نظام الأسد وكف يد روسيا عن حمايته لإنهاء الأزمة، فالروس حاولوا حماية النظام الأوكراني لكنهم عجزوا فصاروا يكيلون اتهامات عبثية لن تفيد في إعادة الوضع إلى سابق عهده في أوكرانيا.. أما في المشكلة السورية فمازالوا متمسكين بخطاب النظام، ويدعمونه.. ولذلك جاءت السخرية، ليس من الروس والنظام السوري فحسب، بل من الواقع المر والمجتمع الدولي العاجز.

المصدر: الوطن أون لاين