ميساء راشد غدير
ميساء راشد غدير
عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان

أين قيادات الصف الثاني والثالث؟!

آراء

“أكثر ما يقلقني في بعض المؤسسات وجود بطل واحد.. نبحث في الصف الثاني والثالث فلا نجد أحداً. ليس بطلاً من يختزل المؤسسة في شخصه”. التقطنا هذه العبارة من التغريدات التي جاءت في حساب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على “تويتر” والتي تحدث بها إلى أكثر من مليون متابع في دول العالم.

الشيخ محمد بن راشد من أكثر القيادات التي حرصت منذ سنوات ونادت بتأهيل قيادات الصف الثاني لأنه يؤمن بأن اختزال القيادة في شخص واحد أمر خطأ، ولهذا نرى سموه يسند الكثير من المهام والمسؤوليات لمسؤولين آخرين وفق الاختصاصات والصلاحيات التي يمنحها إياهم، وسموه في سبيل ذلك وجه بخلق برامج لتأهيل وتدريب القيادات لإيجاد قيادات الصف الثاني والثالث التي خرجت بالفعل على المستوى المحلي في إمارة دبي وبدأت أخيرا على المستوى الاتحادي.

ولكن من خلال ما نسمع وما نشهد من وقائع نكاد نجزم بأن قيادات الصف الثاني والثالث ليست موجودة في كل المؤسسات، بل مغيبة، لتجعل أدوار البطولة قائمة في قيادات الصف الاول التي انتزعت، بل واحتكرت، كل الصلاحيات لنفسها وكأنها تجزم باستمراريتها متجاهلة حقيقة الحاجة لوجود من يقف بجانبها لتقاسم المسؤوليات، ولكي لا يحدث انتقالها إلى مكان آخر، انتكاسة لتلك المؤسسة التي أخذت فيها زمام الإدارة لفترة ليست بوجيزة.

يعتقد للأسف بعض مديري المؤسسات أن تأهيل قيادات الصف الثاني والثالث يكمن في تعيين إداريين في مواقع مختلفة، في حين يتجاوز مفهوم تأهيل قيادات الصف الثاني والثالث إلى ما هو أبعد من ذلك ليشمل الاختيار والتقييم، ثم تخويلهم ومنحهم الصلاحيات ليقوموا ببعض أدوار قيادات الصف الأول في بعض الظروف، والتعاقب الإداري، ومن ثم وضع خطط التنمية للمهارات الادارية والمتابعة وصولاً للتمكن الاداري المطلوب، وذلك في كل إدارة من الإدارات، بدءاً من الإدارة العامة، مروراً بالإدارات الفرعية التي ينبغي أن يكون فيها التأهيل بالقدر والأسلوب نفسه.

أدوار البطولة المحصورة في قيادات الصف الأول موجودة سواء كانت في المؤسسات الاتحادية أو حتى المحلية، وهي التي تسببت في سقوط بعض المؤسسات وتعثر سير الأمور فيها نتيجة أي تغيير إداري فيها يمس الهرم الإداري، وهي التي تسببت في ضعف بعض الإداريين الموجودين في المؤسسات وفشلهم في تحمل مسؤولية بعض المؤسسات التي يعملون فيها عند حدوث أي تغيير نتيجة غياب التأهيل.

الانتباه الى القيادات في الصف الثاني والثالث مسألة هامة، والاهم فيها هو عدم الركون الى أشخاص اختزلوا المؤسسات في أنفسهم، فذلك ظلم للمؤسسات ولقيادات يفترض أن تأخذ دورها في تحمل المسؤولية. هذا هو المأمول والمنتظر من صناع القرار وفق ما يرونه من آليات تتناسب مع واقع بات يقلقنا جميعاً.

 المصدر: البيان