د. عبدالله المدني
د. عبدالله المدني
أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين

إبراهيم العريض.. شاعر البحرين الأكبر

آراء

في البحرين قديماً ما كانت كلمة «الأستاذ» تُذكر مجردة إلا والمستمع يعرف تلقائياً أن المقصود بها الشاعر الكبير المرحوم «إبراهيم عبدالحسين إبراهيم العريض المنامي». ذلك أن البلاد حتى ثلاثينيات القرن العشرين لم تكن بها قامة فكرية متبحرة في فنون الأدب العالمي، وملمة باللغات الأجنبية تحدثاً وقراءة وكتابة، وعالمة بتفاصيل الحياة خارج نطاق منطقة الخليج سواه؛ لذا لم يكن مستغرباً أن يطلقوا عليه لقب «الأستاذ». وفي هذا السياق، كتب صديقه الشاعر السعودي الراحل الدكتور غازي القصيبي قائلاً: «كنت في السابعة أو نحوها حينما رأيته أول مرة في مكتب أبي، رحمه الله، ولاحظتُ أنّ الجميع بلا استثناء يسمونه الأستاذ ويعاملونه باحترام بالغ».

فقدت البحرين الشاعر إبراهيم عبدالحسين إبراهيم العريض المنامي، في 29 مايو 2002 عن 94 عاماً. كانت وفاته في ذلك اليوم مناسبة حزينة أدمعت عيون كل أطياف المجتمع البحريني والخليجي؛ لأن من كان مثله في الريادة الثقافية والعلمية والفكرية يستحق أن تبكيه المآقي طويلاً، إلى جانب أسباب كثيرة أخرى، مثل رفع اسم البحرين والخليج عالياً في المحافل الشعرية الخارجية من خلال نشر أعماله في دول عربية وأجنبية، وإقامة الصلات مع كبار شعراء ومفكري عصره، فضلاً عن سبب جوهري أهم وهو حبه لبلده، وإخلاصه لقيادته، واعتزازه بعروبته، وروحه الوطنية النقية التي تجاوزت الحسابات الطائفية والمذهبية والجهوية.

دور تربوي

لم يكن العريض شاعراً وأديباً فحسب، وإنما كان أيضاً صاحب دور تربوي مهم في تاريخ البحرين. ذلك أنه بدأ حياته العملية بافتتاح مدرسة أهلية خاصة للبنين تحت اسم «المدرسة الأهلية» في المنامة؛ بهدف تزويد أبناء وطنه بالعلم الحديث المواكب لعصر اكتشاف النفط والتجارة الحديثة مع العالم الخارجي، بدلاً من علوم الكتاتيب والماضويات. وفي مدرسته هذه، حرص الرجل أن يغرس في طلابه، الذين صاروا لاحقاً مفكرين ووزراء وتجاراً، مواهب فنية كحب المسرح والتمثيل المسرحي، بدليل أنه ألف وأخرج وقدم من على خشبة مسرح مدرسته بعضاً من أوائل المسرحيات، التي عرفتها البحرين مثل مسرحتي «وامعتصماه» عام 1932 و«بين دولتين» عام 1934، فضلاً عن مسرحية باللغة الإنجليزية من تأليفه عن «وليم تل» بطل استقلال سويسرا.

كان من الممكن أن يصبح العريض، بفضل موهبته المسرحية المبكرة، أحد أبرز رواد المسرح في الخليج والعالم العربي لولا أنه وزع اهتمامه ما بين الشعر والنقد والتأليف والترجمة، طبقاً لأستاذ الأدب المسرحي الدكتور محمد الخزاعي في كتابه «دراسات في الأدب المسرحي»، (ص 32).

وللعريض دور في رفع اسم ومكانة البحرين والخليج الثقافية في المحافل الخارجية، عبر حضور مؤتمرات أدبية عديدة عُقدت في دمشق والقاهرة وبغداد والإسكندرية والكويت، فضلاً عن حضوره مؤتمر الدراسات العربية الرابع لجامعة بيروت الأميركية عام 1954، والمؤتمر الرابع للكتّاب الآسيوأفريقيين في نيودلهي عام 1970.

إشعاع ثقافي

شملت مراسلات العريض عدداً كبيراً من أبرز الأسماء الشعرية والأدبية والفكرية في القرن العشرين، وما تلقاه من هؤلاء من كلمات إشادة بشخصه وشعره وجهوده. وهذه المراسلات تم جمعها في كتاب حمل اسم «إبراهيم العريض وإشعاع البحرين الثقافي»، نشرته دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع بالكويت.

في هذا الكتاب، نجد رسائل إطراء وصلت للعريض من الشاعر أحمد زكي أبوشادي رائد مدرسة «أبوللو» الشعرية، الذي وضع عام 1951 دراسة عن العريض قال فيها، إنه «منصف العربية وطاقتها الحضارية، كما ينصف عصره ونفسه، وهو واحد من كثيرين يكاد كل منهم بتنوعه واستقلاله يكوّن مدرسة خاصة به». كما نجد رسالة ثانية من الشاعر المهجري ميخائيل نعيمة كتبها عام 1962، وقال فيها: «أنت تأخذ بيد القارئ برفق لتسير به في شعاب يطل منها على مواطن الجمال في الشعر، وأنعم بك من رفيق ودليل، ولولا أنك اهتديت إلى مواطن الفتنة في الشعر من زمان ما كنت ذلك الرفيق الأنيس، والدليل الأمين»، ورسالة ثالثة من الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري مؤرخة في عام 1952 ويقول فيها مرسلها: «ولكم أنا معجبٌ بأناملك الصنّاع تنسجُ هذا المطرف الفضفاض من سبعة خيوطٍ من الشعر»، ورسالة رابعة من الشاعر نزار قباني أرسلها في عام 1950 وجاء فيها: «قال لي شاعر دمشقي صديق، إنّ كتاب إبراهيم العريض يقصد كتاب الأساليب الشعرية أغناني عن الرجوع إلى عشرات الدواوين. فلقد التقط إبراهيم العريض أجمل ما في الشعر العربي قديمه وحديثه، وعلى اختلاف ألوانه ومشاربه، وركزه في هذه الباقة. وهكذا يا إبراهيم كنتَ سباقاً فاتحاً. فإن كتابك الصغير يعتبر (دائرة معارف) للشعر العربي منذ أنْ كان حداً ودمدمة إلى أن صار همساً وهوساً وفتونا. لقد كان التقسيم الكلاسيكي قبل (الأساليب الشعرية) يفلقني. فالشعر في نظر هؤلاء المدرسين، إما أنْ يكون هجاء أو مديحاً أو نسيباً أو (علاكاً مصدياً). وجئت أنت يا إبراهيم، فقوضت هذا التقسيم المهلهل، وتسلحتَ بسلاح علم النفس وتجاربك ومواهبك، ورأيت في (النسيب) وحده ألف مدرسة وألف درب وألف أسلوب، وأقمتَ بناءك على حقائق روحية ثابتة، لا على مواضيع اجتماعية متحركة».

ومن بين الذين تحدثوا عن العريض وجمال تراثه الأدبي أيضاً المفكر والناقد التونسي عبدالسلام المسدي، الذي علق على ظهور كتاب العريض الموسوم «فن المتنبي بعد ألف عام»، قائلاً: «كتابه حديقة من النقد الأدبي، سياجها التاريخ، وأرضها تربة فنية زرعت إرهاصات من الحداثة كأوضح ما تكون الإنباءات، وهو كتاب ألف في مطلع العقد السادس ليُقرأ بعد أنْ يكون الوعي العربي قد استوعب الغزارة الفكرية التي زودت بها المناهج الحديثة العملية النقدية».

اعتزاز بالقومية

كان العريض معتزاً كثيراً بقوميته العربية. وقد جسد ذلك في القبلة الشهيرة التي طبعها في عام 1957 باسم البحرين والخليج العربي على جبين الرئيس عبدالناصر، الرجل الذي عُرف ذات يوم بـ «رائد القومية العربية». كما جسده في مواقفه من القضايا القومية لأمته العربية. تلك المواقف التي تجلت بأفضل الصور والمعاني في ملحمته الشعرية المكونة من 875 بيتا، والتي أصدرها في عام 1951 تحت عنوان «أرض الشهداء» مع إهداء إلى شعب فلسطين.

وحول هذه الملحمة كتب الأمير الشاعر عبدالله الفيصل آل سعود إلى العريض قائلاً: «إعجابي الكبير بقدرتك الشعرية الفذة لا يقل بحال من الأحوال عن إعجابي بقوميتك الكريمة. وإني لأرجو أنْ يكون رد الهدية ممن أهديتْ اليهم، غسلاً بالدماء لعار الأبد ولعنة الأجيال، فتعود إلى فلسطين العربية حياتها الحرة الكريمة».

بعيداً عن دوره الأدبي والتربوي، لعب العريض دوراً سياسياً وطنيا، من خلال مساهمته في وضع لبنات الدولة البحرينية الحديثة بُعيد أنتهاء معاهدة الحماية البريطانية في عام 1971. فقد لبى نداء وطنه بتعيينه ضمن آخرين في المجلس التأسيسي، الذي انحصرت مهمته في وضع أول دستور للبحرين، ففاز برئاسة المجلس ولعب دوراً مهماً في قيادة معظم جلساته إلى بر الأمان بحكمته المعهودة، كما لعب دوراً محورياً في صياغة الدستور. وفي عام 1974 اختارته البحرين ليكون سفيراً متجولاً لها، فكان ذلك نعم الاختيار؛ لأنه صار ينقل معه في تجواله شعر البحرين ويُعّرف به. بعد ذلك عين العريض سفيراً مفوضاً فوق العادة في وزارة الخارجية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى آخر يوم من حياته.

عوامل الاستثنائية

نأتي الآن إلى سؤال لا بد من طرحه: «ما هو يا ترى العامل الأهم الذي لعب دوراً في تكوين الشخصية الاستثنائية للعريض وتنمية مواهبه الثقافية، وتأصيل النزعة الوطنية المتسامحة فيه، وتمكينه لاحقاً من الاضطلاع بمهامه الرسمية خير قيام؟»، أو بعبارة أخرى «ما الذي أثرى شخصية العريض وأثر فيها وجعلها فريدة في تسامحها وتواضعها وشاعريتها؟».

يجيبنا على هذا السؤال الدكتور محمد جابر الأنصاري بقوله: «إنّ حياته في الهند وسعت من أفقه الإنساني وجعلته في شعره وفكره يتجاوز الحدود الفاصلة بين البشر لينظر إلى الأمور نظرة إنسانية شاملة متحررة من قيود البيئة الضيقة». وهذا صحيح، فشاعرنا ولد في الثامن من مارس 1908 في «بمبي»، ميناء الهند الأشهر وقبلة أهل الخليج للتجارة، لأب من تجار اللؤلؤ البحرينيين وأم عراقية كربلائية كان والده قد اقترن بها في البحرين قبل انتقالهما معاً إلى «بمبي»، لكنها توفيت بعد ولادته بشهرين ودفنت في مدينة «بونا»، الأمر الذي اضطر معه الأب إلى تكليف جارة هندية لهم برعايته ورضاعته. وحينما كان في سن الرابعة توفيت تلك الجارة الطيبة فانتقل إلى يد خادمة كانت تعمل لديهم. وهكذا أبصر العريض النور وتفتح ذهنه في مجتمع ملون منفتح على مختلف الأفكار والصرعات والمذاهب والثقافات، ألا وهو المجتمع الهندي ذو الحضارة العريقة والفنون الغزيرة والأساطير الملونة، وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي هناك أي في بيئة غريبة عن بيئته العربية، ولم ينتقل إلى البحرين إلا عام 1922 حينما كان في سن الـ 14. حيث وصلها وهو يجيد «الإنجليزية» و«الأوردية» و«الفارسية» بطلاقة من دون لغته الأم.

إلى ذلك، كتب العريض شارحاً «لقد جئت من الهند، وأنا لا أعرف كلمة عربية واحدة، ولم أكن أستطيع الكلام ولا فهم ما يقوله الناس في البحرين. كنت في البداية أبكي بسبب عدم معرفتي بلغتي الأم، ومع الأيام وجدتُ أنّ البكاء لن يفيدني، وقررتُ أنْ أتعلم هذه اللغة وكأنني مستشرق.. وتعبتُ كثيراً أثناء ذلك، فلا مناهج موجودة، ولا دروس معدة لذلك، ولا مدرسون متخصصون، غير أني قبلت التحدي وتعلمت وتفوقت».

تعدد اللغات

استغل العريض ذكاءه ونجابته وتلهفه، ومساعدة الأديب الشاعر سليمان التاجر له، فنجح في إجادة العربية إجادة تامة خلال ثلاث سنوات، بل وراح ينظم الأشعار بها بدليل ظهور ديوانه الأول «الذكرى» بعد ست سنوات من تعلمه العربية، كما راح يتبحر في قراءة وحفظ ودراسة الأعمال الشعرية لأبي تمام، وأبي فراس الحمداني، وإيليا أبي ماضي، إضافة إلى أبي الطيب المتنبي الذي وصفه العريض بأنه «أكبر عبقري في الشعر العربي؛ لأن قدرته بلغت حد تطويع اللغة وإخضاعها للمعنى الذي يريد».

أما إجادته للغة الإنجليزية، فقادته إلى الانعكاف على دراسة أشعار ثلة من كبار الشعراء العالميين من أمثال وليم شكسبير، توماس إليوت، جورج بايرون، إضافة إلى الشاعر والفيلسوف الهندي الكبير رابندرنات طاغور، الذي كانت لأشعاره أثر كبير في تغذية العريض بنزعة جمالية وفلسفية وفنية طغتْ على أعماله الشعرية التي تميزت بوصف الطبيعة، فضلاً عن تميزها بالرومانسية العميقة إلى درجة أن الكثير من النقاد أكدوا أن العريض هو رائد الاتجاه الرومانسي في الخليج، أي الاتجاه الذي جاء بمثابة رد فعل تجاه الكلاسيكية بوقارها ورزانتها، وإيمانها المطلق بالشكليات على حساب الجوهر الإنساني. إلى جانب تأثر العريض بطبيعة الهند الخلابة، وفصولها المختلفة. كما أن تعمقه في اللغة الإنجليزية فتح أمامه أبواب الرزق، حيث التحق عام 1937 بشركة «امتيازات النفط المحدودة» العاملة في منطقة الخليج رئيساً لقسم الترجمة، وقد ظل في هذه الوظيفة شطراً كبيراً من حياته عدا فترة قصيرة أثناء الحرب العالمية الثانية زاول خلالها التدريس في المدرسة الثانوية بالمنامة، إلى جانب العمل في «إذاعة البحرين اللاسلكية»، ما اكسبه خبرة جعلت الحكومة الهندية تستعيره للعمل في إذاعتها ما بين عامي 1943 و1945.

أما تبحره في الفارسية، فجعله يُقْدم على دراسة رباعيات الخيام وترجمتها إلى «العربية» ما بين عامي 1933 و1934، ثم يطبعها في عام 1966. وقد عمد في ترجمته إلى اختيار طريق غير الذي سلكه وديع البستاني ومحمد السباعي وجميل صدقي الزهاوي وأحمد رامي، وأحمد الصافي النجفي في نقل الرباعيات من الفارسية إلى «العربية».

وباختصار أثرت الهند في ضمير العريض ووجدانه، فنشأ بعيداً عن التزمت والتطرف والتعصب، وبعيداً عن التجريح والتشهير والتورط في مماحكات ومعارك وهمية مع أقرانه، حيث كان متسامحاً، منفتحاً على مختلف أطياف مجتمعه البحريني.

فخر خليجي

وبقدر حب العريض للبحرين، فإنه كان محباً للخليج ومؤمناً بوحدته ومبتهجاً بإنجازاته ومعتزاً بقياداته. وفي هذا السياق، يمكن استعراض ما جاء في الكلمة التي ألقاها عن الكويت أثناء حضوره مؤتمر الأدباء العرب بمدينة الكويت عام 1958. إذ قال: «إننا بني البحرين لنعتز بإخوتنا أبناء هذا البلد المضياف، الذين يبادلوننا وداً بود، ويشاطروننا صفاء بصفاء، ويفسحون لنا المجال كلما ضاقت بنا المجالات، ويوسعون لنا الدرب كلما ضاقت بنا الدروب».

كما يمكن الاستشهاد بالقصيدة التي كتبها تحت عنوان «خادم الحرمين» ومما جاء فيها:

يا خادم الحرمين حسبك سؤودا في العُرب انك خادم الحرمين

دأب الملوك صغارهم لكبارهم وكأنما هم يزلفون بمَيْن

حتى كشفتَ إلى الحقيقة حالهم ما أكفر الإنسان في الحالين

آثرت لله «الجلالة» وحده وحملت عبئك حافي القدمين

فهد وخالد للخلود وفيصلٌ ما عطّر الذكرى كعقل الزين

ألقاك من سبقوك أعظم منهُمُ ويراك من تبعوك قُرة عين

ولئن خصص العريض بعضاً من قصائده للتغني بوطنه البحرين مثل قصيدته «الوطن المفدى» والتي من أجمل أبياتها:

سَقَتِ الغادياتُ أرضاً رعتْني طاب للظبي في رُباها المقامُ

ورعى اللهُ تربةً أنشأتْني وعهودُ الصِّبا بها أحلام

لا أرتْني الحياةُ بعدَكِ أرضاً موطنَ الدُّرِّ لا علاكَ مقام

تلك أرضُ الجدودِ أرضُ أَوالٍ حلّ مغناكِ نَضْرةٌ وسلام

فإنه لم ينس الهند التي ربته طفلاً وصبياً، ومنحته خيالاً واسعاً وفكراً ناضجاً وروحاً موسيقية وعقلاً منفتحاً فخصص لها ديوانه الرابع «شموع»، الذي اشتمل على رسائل شعرية كتبها لفتاة هندية مهم بها عشقاً.

ولا يكتمل الحديث عن «الأستاذ» إلا بالإشارة إلى تواضعه وزهده في الألقاب. فحينما بايعه على إمارة الشعر مواطنه الشاعر عبدالرحمن المعاودة الذي كان ينافسه في الشعر والفن المسرحي، كان رده: «تقدمتَ لي عزيزي كما تقدم المرحوم حافظ إلى شوقي مبايعاً بالإمارة.. وأي إمارة. فأنا لا أنظر إلى الشعر إلا أنه مرآة كل نفس صافية، وأنّ كل شاعر له ذات مستقلة يشف عنها شعره على قدر صفائه. سواء في قديم العمر أو حديثه. ولا يمكن تخصيص الفضل فيه إلى زيد دون عبيد إلا فيما تنفع به الأمة. والحمد لله أنّ عهد الإمارة قد انتهى بموت شوقي».

وحينما وصلته رسالة في مايو 1967 من سكرتير حكومة البحرين حول قرار الحكومة بترشيحه لجائزة نوبل للآداب بناءً على اقتراح من الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية، كان رده، بعد تقديم عبارات الشكر، أنه لا يرى من وجهة نظره أن آثاره الأدبية مؤهلة للحصول على مثل تلك الجائزة، مضيفاً: «إن كل إيضاح حول هذه الآثار غير ذي موضوع».

المصدر: الاتحاد