متحف العمارة التقليدية.. عبقرية البنائين
إحدى روائع دبي التراثية

أخبار

متحف العمارة التقليدية في الحي التراثي العريق «الشندغة»، هو تحفة رائعة من تاريخ دبي، التي أصبحت، جوهرة في نظر العالم، احتوى هذا المتحف، على كل أشكال العمارة، في الإمارة والدولة بشكل عام، بل ان زائره، يعود به الزمن إلى سنين مضت، حيث يعيش اجواء العمارة التقليدية، والبيت الخليجي العربي، ومجسمات البنائين والعاملين في البناء والأدوات المستعملة، والزخارف بكل أشكالها.

فن العمارة

متحف العمارة وفنونه الجميلة، تجسد على ضفاف مياه الخور، عندما تطل عليه من الدور الاعلى للمبنى، انه لمنظر بهيج يعكس الاهتمام الكبير، لفن البيت الخليجي التقليدي، هذا المتحف البديع، يعود بك إلى الماضي البعيد، عندما كان الآباء والأجداد يختارون سكنهم بمواصفات، هم يرسمونها على ارض الواقع، وفي هذا الحي التراثي «الشندغة»، ترى الماضي الجميل زاهيا بكل اصالته وعراقته.

وأسهمت ثلاثة عناصر رئيسة في تشكيل فن العمارة في دبي، وهي، التعاليم الدينية، والعادات والقيم الاجتماعية، وتوافر مواد البناء محليا، كانت البيوت تبنى على اساس التقليل من حدة الحرارة، باعتبار المنطقة حارة ورطبة، وكذلك تماشيا مع التقاليد الاجتماعية، اختير بناء البيوت في الماضي بحيث تكون قريبة من بعضها، تتخللها ممرات ضيقة، تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتطل نهايتها على الخور المائي الذي يزين الحي بمنظره الجميل.

تصميم فريد

جدران البيوت المرتفعة، والتي لا يزيد ارتفاعها عن دور واحد، توفر قسطاً كبيراً من الظل لهذه الممرات معظم ساعات النهار، تاركة الهواء يتخللها لتبريد المكان، وأسهم هذا التصميم الفريد للبيوت، في خلق نظام تكييف ذاتي من تصميم البنائين القدامى.

حيث تركت فتحات في غرف الجلوس، تطل على الساحة الداخلية للمنزل، تسمح لنسمات الهواء بالدخول في جميع أرجاء البيت، والعمارة التقليدية وضعت في الاعتبار ايضا التعاليم الدينية، ويعد هذا النمط من التصميم، منسجماً انسجاماً تاماً مع هذه التعاليم الدينية والقيم الاجتماعية، التي راعت خصوصية كل فرد، ويرى الزائر إلى الحي التراثي، والذي اصبح تجسيدا لحياة مجتمع كامل كان يعيش في تلك الفترات، ان هناك جداراً يحول بين البيت والمدخل، يمنع عدم رؤية المارة لسكان البيت.

وتبرز بوابات البيوت بشكلها الجميل، مزدانة بزخارف محفورة ببراعة، معظمها يحاكي فنون النحت، المتحف التحفة الذي يطل على الخور المائي، يروي قصة حياة لمجتمع كان يرى في الجمال حياة لهم، وفي السكن التقليدي راحة لأنفسهم، وفي التنوع وتشكيل البيوت وزخرفتها، تاريخاً لهم ولمن سيأتي بعدهم.

العمارة التقليدية

تقول سميرة يوسف التناك، المشرفة على متحف العمارة التقليدية: من الأشياء الجميلة في الحي التراثي، هذه المباني المتناثرة هنا وهناك، والتي تشكل منظراً جميلاً للعمارة التقليدية، في مجتمع فقير كان يعتمد على نفسه في كل شيء، ومقر هذا المتحف كان في السابق، سكناً للشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، في منطقة الشندغة التراثية، ويقع على ضفاف خور دبي، وشيد في عام 1928، على مساحة 11000 متر مربع، ويتكون البيت التحفة من طابقين بارتفاع 9 امتار، يزين هذا البيت التقليدي فناء جميل، تطل عليه الغرف والأيونات من كل جانب.

وله مدخلان، الأول وهو المدخل الرئيسي، والآخر مدخل خاص بالنساء، لقد حرصنا من خلال هذا المتحف، ان نعكس البناء التقليدي في الإمارة، والدولة بشكل عام، والزائر للمتحف سوف يشاهد حصن الفهيدي، والمدرسة الأحمدية، كذلك وضعنا نماذج من اشكال ومواد البناء للبيوت التقليدية، تبعا لعوامل البيئة والتقاليد الاجتماعية والحالة الاقتصادية للسكان، ايضا هناك واجهات العمارة التقليدية، وكذلك الزخارف الجصية، والخشبية، والزجاجية.

وجميعها تؤكد روح التراث اثناء بناء البيوت، ويقال بالعامية لبعض الأدوات التي استعملت في البناء التقليدي مثل، «الجمجة والمالة والبلبل»، ويوجد المزيد منها في المتحف، أما الجميل في المتحف هي تلك الأصوات التي ترافق البنائين اثناء القيام بعملهم، والتي تعيد الإنسان إلى الماضي البعيد، بقي ان نستذكر أن هذا المتحف، شاهد على قصة الأجداد الذين شيدوا هذه العمارة، والتي اصبحت شاهدة على العراقة والأصالة، نعم نحن نعيش في المتحف التحفة بكل محتوياته، تجربة رائعة نستشعر فيها روح التراث وعبق الماضي.

المصدر: البيان