«إساءة واحدة لا تكفي»

آراء

في البدء كل التحية والتقدير للإخوة في وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة لإصدارها ذلك البيان شديد اللهجة حول «المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي»، مؤكدة رفضها التام لأي أعمال فنية تتضمن إساءة للبلاد أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي.

وتعهدت الوزارة في بيانها بأنها «ستتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي لأي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي». وقالت إنها «باشرت اتخاذ إجراءات عدة تجاه المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي، ومنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة، ومطالبة جميع المعنيين باحترام القوانين واللوائح والمواثيق، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض مثل هذه المشاهد مستقبلاً».

وأكدت الوزارة ضرورة أن تحمل الأعمال الفنية رسائل أخلاقية راقية، وتحترم خصوصيات المجتمعات كافة، وأن تبتعد عن المساس بالثوابت.

ورغم أن البيان لم يذكر اسم المسلسل صراحة، إلا أنه كان واضحاً العمل المقصود، والذي لا يمكننا أن نطلق عليه عملاً فنياً؛ لأن به من التردي والهبوط والانحلال ما يفوق كل تصور، وكأن مضمونه يقول: «إساءة واحدة لا تكفي» ليستفز كل خليجي وغيور؛ لأنه استهدف القيم الأصيلة لمجتمعاتنا الخليجية، والمستمدة من عقيدتنا السمحاء وعاداتنا وتقاليد العربية المتوارثة. قدم ذلك العمل الهابط بما يحمل من خواء وإسفاف ممارسات وسلوكيات لا تمت لقيم منطقتنا ومجتمعاتنا المحافظة.

ندرك جميعاً أن هذه المجتمعات ليست المدينة الفاضلة، وأن هناك سلوكيات وممارسات غريبة عليها ظهرت فيها، ولكنها محدودة للغاية، وذلك بعد التطورات والتغيرات الهائلة التي شهدتها خلال العقود الخمسة الماضية وأثر الطفرة النفطية فيها، وبالتالي لا يجوز أن تعمم تلك الحالات الشاذة -إن وجدت- لتقدم على أنها صورة من صور نمط الحياة الاجتماعية للمجتمع الخليجي الذي يرفض ويلفظ تلك الأشكال والممارسات والسلوكيات المقززة التي يريد المسلسل المسيء الترويج لها والتبشير بها لصورة الأجيال القادمة في منطقتنا التي تعج بالقصص والأحداث والشخصيات الجديرة بالإبراز والتعريف بها، ولكن للأسف تجار الخواء والإسفاف يتمسكون بتجارتهم وعلى حساب القيم والأخلاقيات التي جبلنا عليها وتوارثناها على امتداد مختلف العصور المتعاقبة.

لقد كان لافتاً أيضاً في بيان وزارة الإعلام الكويتية الإشادة بدور جمعيات النفع العام التي استنكرت ما جاء في المسلسل المسيء، بما يعبر عن الوعي المجتمعي الرافض لأي مشاهد تمس أخلاقيات المجتمع ومبادئه الثابتة وتتعارض مع أعرافه وعاداته وتقاليده وفي هذا الموقف رفض تام لمحترفي دس السم في العسل.

المصدر: الاتحاد