إطلاق النسخة الأولى من «أوسكار الصحافة» قبل قرن

أخبار

كانت نقطة البداية لافتة للنظر ومثيرة للاهتمام، إذ صعدت 3 صحفيات أمريكيات إلى منصة التتويج فائزات بعملهن التوثيقي للسيرة الذاتية لسيدة رابعة، لتصبح البداية «نسوية» بامتياز لواحدة من أهم وأقدم جوائز الصحافة العالمية، ليسجل مثل هذا اليوم في التاريخ من العام 1917 كمناسبة سنوية للاحتفال بالنسخة الأولى من توزيع جوائز بوليتزر التي تعد «أوسكار» الصحافة الأمريكية. 

وعن قصة حياة الشاعرة والناشطة الحقوقية الأمريكية جوليا وارد هاو، توّج الثلاثي الصحفي لورا ريتشارد ومودي إليوت وفلورانس هول بأول جوائز بوليتزر عن فئة «السيرة الذاتية»، كما توّج هيربرت بي سواب بجائزة أفضل صحفي عن سلسلة تحقيقاته في صحيفة «نيويورك ورلد»، وحصل جيان جيسراند على جائزته عن فئة التاريخ عن عمله «مع الأمريكيين في الماضي والحاضر».

نجحت «بوليتزر» منذ انطلاقها قبل قرن من الزمان في تسجيل مكانتها المتميزة كواحدة من أهم المنافسات الصحفية السنوية التي أصبح الفوز بها تكريماً خاصاً لمن يحصدها، وعنواناً على الجهد الاستثنائي المبذول في سبيل اقتناصها.

موّلت الجائزة في بدايتها بمنحة من رائد الصحافة الأمريكية جوزيف بوليتزر، ولهذا تحمل اسمه، وتمنحها اليوم جامعة كولومبيا بنيويورك بتوصية من هيئة خاصة للجوائز تتشكل من محكمين تختارهم الجامعة عن الفئات ال 21 الممنوحة سنوياً وهي: 14 جائزة في مجال الصحافة، و6 في مجال الآداب، وواحدة في الموسيقى، إضافة إلى 4 منح في مجالات متعددة، منها جائزة الصحافة الدولية، والكتابة غير الخيالية، وكتابة الخيال العلمي، وجائزة الخدمة العامة التي يمنح الصحافي الفائز بها ميدالية ذهبية، بينما يحصد الفائزون عن الفئات الأخرى على شهادات تقدير وجوائز نقدية تصل قيمة كل منها إلى 10 آلاف دولار.

ولا تمنح الجائزة تلقائياً إلى أي عمل في الصحافة ما لم يتم تسجيله لدى هيئة جائزة بوليترز، ويجب أن يكون العمل مناسباً لإحدى فئات الجائزة، ولا يتم تسجيل العمل الواحد في أكثر من فرعين من فروع الجائزة.

كل عام يتم اختيار 102 محكم من قبل مجلس جائزة بوليترز للعمل في 20 لجنة مستقلة لفروع الجائزة الواحد والعشرين (لجنة واحدة لفرعي التصوير على حد سواء). كما يضم مجلس الجائزة عشرين عضواً دائمين هم: مديرو التحرير في الصحف المحلية وستة أكاديميين، من ضمنهم مدير جامعة كولومبيا، وعميد كلية الصحافة في جامعة كولومبيا ومدير الجوائز.

تختار اللجان 3 أعمال في كل فرع من فروع الجائزة، ويفوز العمل الحاصل على أعلى نسبة أصوات من المجلس أو إذا جاوز التصويت نسبة 75% على استبدال الأعمال وإدخال أخرى، أو يصوّت المجلس بعدم أحقية أي عمل بالجائزة.

ويحصل أفضل أربعة خريجين في مجال الصحافة تختارهم جامعة كولومبيا على منح دراسية، ثلاثة منهم لمواصلة الدراسة خارج الولايات المتحدة، ورابعة لمواصلة الدراسة في مجال المسرح أو الموسيقى أو الآداب أو السينما أو النقد التلفزيوني.

وتمتاز الجائزة بالتنوع الكبير في الأطياف الصحفية الفائزة كل عام، إذ تجاوزت منذ عدة سنوات الانتقادات التي وجهت إليها باهتمامها بالصحف الأشهر مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» وغيرها، وأصبحت تمنح اليوم لعدد هائل من الصحف المحلية المغمورة في الولايات والتي نجحت في لفت الانتباه إليها بما تقدمه من قضايا ومعالجات خاصة تهم مجتمعاتها المحلية.

المصدر: الخليج