اتحاد الكرة والشنب

آراء

رغم أن سرطان البروستاتا أقل شيوعاً مقارنة بأنواع كثيرة من السرطانات الأخرى، إلا أن التداعيات النفسية لهذا المرض لا تتطلب قدراً كبيراً من الخيال لفهم آثارها النفسية العميقة لدى الرجال، وبفرضية نجاة الرجل من شر هذا المرض، إلا أن الإحباط الجنسي، والشعور بعدم القدرة على تحقيق متطلبات الزواج، يتحولان إلى كارثة في معظم الزيجات.

هذه المشاعر مألوفة لكثير من النساء المصابات بسرطان الثدي، للشعور القاسي للغاية الذي يخلّفه المرض، الأمر الذي تنشط لأجله الجمعيات المتخصصة في سرطان الثدي، وحملات التوعية الصحية، لمساعدة النسوة على تخطي الجانب النفساني الحساس للغاية.

الملاحظ هنا أن الحملات الوردية المتعلقة بسرطان الثدي تنشط بشكل كبير في دولة الإمارات خلال شهر أكتوبر، ولا أحد يلتفت إلى الرجل في شهر نوفمبر، وهو الموعد الذي تبدأ فيه عالمياً الحملات التوعوية المسماة «موفمبر»، نسبة إلى كلمة مركبة من شهر نوفمبر وكلمة «شنب» بالإنجليزية، ونتيجة لضعف حملات التوعية للرجال، تشتكي الجهات المعنية في الدولة المقاومة العنيفة التي يبديها الرجال في إجراء الفحوص المبكرة للكشف عن سرطان البوستاتا، أما الأدهى فهو أن شريحة كبيرة من الرجال المصابين بالمرض يرفضون العلاج.

في الواقع، هناك القليل من التركيز على قضايا صحة الرجل في مجتمع اليوم، وليس ذلك مقصوراً على مجتمعاتنا فقط، فالدراسات توضح أن الرجال عالمياً هم أقل رغبة في زيارة الطبيب أو التحدث عن أمورهم الصحية بشكل عام، ولعل ذلك ما تفسر الوفاة الفجائية للرجال، بسبب جلطة في القلب أو غيره، وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الكبير الذي يقدمه اتحاد كرة القدم الأميركي في التوعية بسرطان البروستاتا، مستغلاً ما تحظى به كرة القدم من شعبية كبيرة بين الرجال، إضافة لذلك، تنشط المؤسسات الإعلامية الأميركية في التوعية بسرطان البروستاتا، من خلال تقديم مواد إعلامية تتسم بالسخرية والفكاهة، بغرض استدراج الرجال نحو إجراء الفحوص المبكرة، يتزامن ذلك مع حملات دعائية تشجع الرجال حول العالم، في شهر نوفمبر، على إطلاق شواربهم، بهدف توعيتهم بمخاطر سرطان البروستاتا، ولتسويق فكرة الفحص المبكر.

أخيراً، أتمنى من اتحاد الإمارات لكرة القدم إدراج مثل هذه البرامج التوعوية في أجنداته، خصوصاً أننا معشر الرجال نحس بالغبن عندما نقارن نصيبنا بنصيب المرأة في حملات التوعية الصحية.

المصدر: الإمارات اليوم