ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

احتفاء بالعربية.. ورفع شأنها

آراء

من الأخبار الجميلة الباردة على القلب، والبشارات المحفزة لطاقة الروح في خضم ما يدور حول عالمنا العربي، وغياب البوصلات الحقيقية الموصلة للتنمية الشاملة، والنهوض بالإنسان، ودعم مقومات الهوية الوطنية له، وليس مثل اللغة تُعنى بالهوية وتمثلها، إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وراعي الثقافة العربية، وسلطانها، الاحتفاء بمشروع اللغة العربية المتكاملة، والانتهاء من طباعة «المعجم التاريخي للغة العربية» الذي استمرّ العمل به طوال سبع سنوات متتالية، شارك في إنجازه والعمل عليه ليل نهار أكثر من 300 عالم، وما يقارب من 200 من الباحثين والمدققين والمراجعين، والمختصين في مجمع اللغة العربية، ومنشورات القاسمي، وأنه في 17 أكتوبر الحالي سيكون هذا المعجم المطبوع متاحاً على الشبكة العنكبوتية ليستطيع كل إنسان في العالم من محبي اللغة العربية والدارسين لها ولآدابها أو من أبنائها تعلم هذه اللغة بكل سهولة ويُسر من خلال جهازه النقال، وهذا أمر كان دونه خرط القتاد، ولم يأت سهلاً طيعاً، فقد بذلت فيه الأموال والجهود، وحظي بالمتابعة والإشراف، وتذليل كل العقبات، ليظهر في حلة قشيبة تُسر الناظرين، وتفرح الدارسين، وتزين مكتبات العالم بإرث إنساني كان في وقته الذهبي منارة إشعاع وتنوير سطعت على أوروبا الغاطسة في عصورها الوسطى المظلمة بالجهل ومقومات الحضارة.

ولأن مكرمات سلطان الثقافة والمعرفة لا تتوقف، فبعد البشارة بشارة أخرى، والطريق الحضاري لا يتوقف عند محطة، لذا بشرنا بعمل معرفي موسوعي آخر جديد، وهو العمل على إطلاق «الموسوعة العربية الشاملة»، وكما قال سموه: «المعجم التاريخي كان الجذور، والآن يجب أن نصل إلى الثمار بإنجاز الموسوعة العربية الشاملة»، والتي متوقع لها أن تصل إلى 500 مجلد، لتكون الوعاء الحاضن لكل ما يخص هذه اللغة الثرية الحيّة بروحها، العميقة في معانيها، الغنية في مفرداتها.

الإمارات كثيراً ودائماً ما تعد بالجديد، وتقدم المفيد، وترسي قواعد لأعمال الخير، ومشاريع المنفعة، ودروب المعرفة، فواجب الدول الصادقة والمخلصة لعروبتها وإسلامها وللإنسانية أن تقدم فعلاً حضارياً في مسيرتها، بعيداً عن لغو الحديث، وخطابات المزايدة، وهرف الكلمات المزيفة بشأن النهضة والاستدامة وخدمة الإنسان، ورفع قيم الحضارة.. الحضارة فعل الكلمات، وكلمات الفعل، عدا ذاك هو قبض الريح!

أدام الله على سموكم موفور الصحة، وكمال العافية، ورغيد العيش، وأجر المحسنين المتفانين، وبركة الولاة الصالحين، ونفعك ثواب ما قدمت، وأجر نيات ما أخّرت، ولا بكت عين.

المصدر: الاتحاد