عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«اخرط!»

آراء

غداً ستكون الذكرى السنوية لذلك التقليد السخيف المسمى «كذبة أبريل»، المشكله أننا أصبحنا نقلد حتى في التقليد أو تقليد التقليد.. ومازال هناك من يقول إننا مازلنا بعيدين عن الحديث الشريف: «لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خلفهم»!

لنحاول في هذا العام فرز أكثر «الخرطات» انتشاراً لدينا تزامناً مع هذه المناسبة العزيزة، فستجد في المقدمة، بلا منازع، موضوع «اسمحلي.. خلاصة القيد ضايعة»، وفي هذه الأيام كلما كلفك أحد الزملاء أو الشيبان إنهاء معاملة له فتطلب جوازه وخلاصة القيد الخاصة به يقول لك إنها ضائعة! لا تصدقه أبداً.. خلاصة القيد مثل أوجاعنا وإحباطاتنا وخسارة نادينا المفضل لا يمكن أن تضيع، كل ما في الأمر أن الصفحة الخامسة في خلاصة القيد يتم وضع تفاصيل الزوجة الثانية فيها.. ولا أحد يريد أن تعرف، إما لأنك حسود، أو لأنك محبط، أو لأنك.. صحافي! الكذبة الثانية الأكثر انتشاراً وتسمعها كثيراً في الأندية الرياضية أو قبل القيام بنشاط اجتماعي: «أنا من خمس سنوات مب لا عب كورة»، أو «أنا والله آخر مرة لعبت تنس طاولة أيام الجامعة»، أو يقول لك وهو «يطبشر» مقدمة عصا البليارد «تصدق من أيام أميركا ما لعبت بليارد»، وبالطبع فهو تكتيك نفسي لكيلا تزيد الحمل عليه إذا «شال» الجيم.. بينما يكون الخراط غارقاً في ممارسة اللعبة في كل نهاية أسبوع!

الكذبة الثالثة: «أنا مب متين بس جسمي مليان سوائل».. عجيييييب يعني بقية المتان تكون أجسامهم محشية نشارة الخشب مثلاً! كلما طلبت من أحدهم التخفيف من الإجرام الذي يقوم به تجاه جسده، ليس حباً فيه، لكن لأنه أصبح عنصراً معطلاً لاقتراحات «الحواطة» والذهاب للنادي بدلاً من مشاهدة المباراة منزلياً وغيرها.

الكذبة التي كانت تستفزني كثيراً خلال العام المنصرم هي قصة «لقد عانينا كثيراً وعملنا حمالية في البصرة»، لم يبق واحد من الشيبان لم يقل لي إنه قد عمل حمّالاً في ميناء البصرة، لكي يوفر لقمة العيش في أيام الغوص.. المشكلة أن أحدهم لم يرَ الآخر، والمشكلة الأخرى أن ميناء البصرة كله «ميتين» متر! والمصيبة أن كلنا يعرف أنهم أصلاً مولودون بعد «خراب البصرة»!

المصدر: الإمارات اليوم