فاز برنامج «اصرف صح» الذي تنفذه «مؤسسة الإمارات» بجائزة خليفة التربوية الدورة التاسعة للعام 2015 – 2016 عن مجال التعليم وخدمة المجتمع/ فئة المؤسسات الداعمة للتعليم.

وقالت الدكتورة صبحا الشامسي مديرة برنامج الدمج الاجتماعي في مؤسسة الإمارات، إن برنامج «اصرف صح» يعنى ببناء برنامج وطني يعالج التحديات التي تواجه الشباب في ما يخص إدارة شؤونهم المالية الشخصية، وتجنب الديون المفرطة، وقد أثبتت البحوث أن الشباب في جميع أنحاء العالم، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يعملون في معظم الأحيان من أجل إدارة مصادر الدين المتعددة، وفي الأغلب فإنهم يفتقدون إلى المعرفة الكافية لإدارة أصولهم المالية المستقبلية.

أضافت الشامسي أن إطلاق البرنامج «اصرف صح» جاء في إطار جهود الدولة الحثيثة لمواجهة التحديات والقضايا التي تتعلق بالديون بين الشباب والتي قد تؤدي إلى آثار اجتماعية سلبية، حيث أظهرت العديد من الدراسات الإحصائية أن نحو 70% من الإماراتيين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة قد وقعوا في الديون، الأمر الذي دفع المؤسسة لإطلاق هذا البرنامج ليكون أول برنامج وطني لمعالجة هذه المسألة.

وأشارت إلى أن البحوث التي قامت بها مؤسسة الإمارات خلال سنة واحدة أظهرت الحاجة الواضحة إلى تأسيس برنامج قابل للتوسع، يكون قادراً على تعليم الشباب الإماراتي وتزويدهم بالمهارات المتعلقة بالإدارة الصحيحة للشؤون المالية الشخصية، بحيث يقوم هذا البرنامج على دمج وإشراك جميع الجهات الفاعلة الرئيسية والفاعلة في هذا المجال، وقد شملت تلك الجهات كلاً من البنك المركزي، واتحاد مصرف الإمارات العربية المتحدة، ووزارة التربية والتعليم، وصندوق الزواج (وتم تحديد المشكلات المالية كسبب رئيسي في حالات الطلاق).

وأكدت الشامسي أن مؤسسة الإمارات تقوم بإعداد خطط مستقبلية للبرنامج، للوصول إلى الشباب في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة في الدولة، إضافة إلى السعي لطرح منتجات متعلقة بالبرنامج في العام المقبل ببرامج وتطبيقات متعددة الأغراض، تهدف إلى الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الشباب وتشجيعهم على إدارة أمورهم المالية بفعالية، حيث تنتقل بين أماكن تجمعات الشباب، بما في ذلك المؤسسات التعليمية ومراكز الأنشطة المجتمعية ومراكز التسوق في جميع أنحاء الدولة.

وذكرت الشامسي أنه تم تطوير حافلة «اصرف صح» المتنقلة وهي إحدى مبادرات هذا البرنامج التي جاءت لتعزز من تأثيره وتقوي الروابط الاجتماعية للمؤسسة عن طريق تقديم دورات تدريبية في الإدارة المالية الشخصية، والقيام بأنشطة مختلفة للشباب على مستوى إمارات الدولة حيث تنظم تلك الدورات داخل الحافلة المتنقلة، مشيرة إلى أن الورش تستهدف الشباب في سن 15 الى 20 سنة وقد استفاد منها نحو 47170 طالباً وطالبة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأوضحت أن البرنامج يتعامل مع جهات حكومية في تطوير البرنامج ومن أهمها وزارة التربية والتعليم، من خلال مشروع طموح يقوم على دمج موضوعات الثقافة المالية في المناهج الدراسية على مستوى الدولة ابتداء من مرحلة الصفوف الأساسية إلى الصف الثاني عشر، لافتاً إلى أن البرنامج بصدد التعاون لتدريب المعلمين لتأهيلهم لتوصيل وتدريس موضوعات الثقافة المالية بالطريقة المناسبة للطلبة عن طريق أنشطة وفعاليات يتم طرحها وتقديمها باللغتين العربية والانجليزية، مبينة أن الحافلة في الفترة الحالية تواجه إقبالاً كبيراً، ما يستدعي من بعض المدارس والجامعات القيام بحجزها بصورة مسبقة كي تكون متواجدة وتفيد الطلبة من الأنشطة والتطبيقات المهمة والهادفة التي تقدمها لهم.

وكشفت الشامسي عن اعتزام البرنامج لطرح مشروع جديد يقوم على التعاون مع البنوك، حيث يهدف المشروع إلى تطوير منهج متكامل خاص بالمصارف في الإمارات، على أن يتضمن المنهج بصفة أساسية تدريب موظفي البنوك ليقوموا بدورهم بتقديم المشورة والاستشارات المصرفية لعملاء البنوك من الشباب في ما يتعلق بالخدمات والمنتجات التي يعرضونها لهم، وبالأخص القروض وبطاقات الائتمان التي لا بد إيضاح مدى استفادة البنوك منها، وكيفية التعامل في معها.

وأضافت أن المؤسسة أطلقت في نهاية عام 2015 مشروعاً جديداً يسمى نادي شباب الـ100 في إطار الإدارة المالية الشخصية الذي يعد أحد برامج المؤسسة التي تهدف إلى تثقيف الشباب وتعزيز قدرتهم على تخطيط وإدارة شؤونهم المالية بصورة صحيحة وفعالة، موضحة أن البرنامج يهدف إلى تدريب 100 شخص من الشباب الإماراتي ليكونوا مخططين ماليين واستشاريين في الثقافة المالية الشخصية، حيث تصل فترة البرنامج إلى سنة كاملة.

وبينت أن البرنامج في الفترة الحالية انتهى من تدريب 50 شخصاً، ومن المتوقع الانتهاء من تدريب وتخريج الـ 50 شاباً وشابة الآخرين في الفترة المقبلة، مضيفة أن الهدف من البرنامج تقليل نسبة الديون لدى الشباب الإماراتي من الجنسين، من خلال نشر الوعي لدى الشباب والأهالي والأقرباء والأصدقاء ليكونوا جزءاً من استدامة المشروع.

كما تشمل المبادرات نادي شباب «اصرف صح» الذي من خلاله يتم تدريب وتأهيل الشباب من قبل خبراء ومختصين في القطاع المالي على طرق إدارة الشؤون المالية الشخصية ليصبحوا بمثابة مرشدين ماليين لأقرانهم من خلال تقديم دورات تدريبية وورش عمل تنظم لهم في اماكن العمل، الجامعات والمدارس، لتثقيف الشباب حول الطرق الصحيحة لإدارة شؤونهم المالية الشخصية، وأساسيات التمويل الشخصي، كإعداد الميزانيات، الادخار، الإنفاق والديون، وقد أنجز البرنامج التدريبي التطوعي خلال السنوات الثلاث الماضية تدريب نحو 153 من فئة الشباب في سن 20- 35 سنة.

ومن مبادرات البرنامج أيضاً مشروع إدخال مفاهيم الإدارة المالية الشخصية في المناهج المدرسية بهدف تضمين التمويل الشخصي في المناهج الوطنية للدولة، حيث تم تطوير هذا المنهاج مع الأخذ في الاعتبار مفاهيم «اليونسكو» للتعليم من اجل التنمية المستدامة، الذي يسعى الى مساعدة الناس على امتلاك المواقف والمهارات والمعارف اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة والتصرف على اساسها لتحقيق الفائدة لأنفسهم ولغيرهم، الآن وفي المستقبل، حيث إن التعليم من اجل التنمية المستدامة يساعد مواطني العالم على التعلم من اجل الوصول الى مستقبل مستدام، وأحد هذه المكونات الأساسية لمشروع «اصرف صح» هو تعزيز الثقافة المالية الشخصية كعامل اساسي للحصول على الاستدامة.

وقالت الشامسي إن مبادرة «ورش عمل التمويل الشخصي» التي تندرج ضمن مبادرات برنامج «اصرف صح» تستغرق من 2 – 3 ساعات لطلبة الجامعات والمدارس، حيث تتضمن تلك الورش أنشطة تفاعلية يتم فيها تسليط الضوء على المواضيع الأساسية للتعليم المالي، كالادخار والإنفاق والميزانية والقروض والاستثمار والتسوق الذكي، حيث انجز البرنامج تدريب 560 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين سن 18 إلى 35 سنة.

المصدر: الخليج