خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

الأرنب لا يعرف القيادة

آراء

قبل يومين قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الصباح الباكر، بجولة في عدد من دوائر حكومة دبي، كانت زيارة مفاجئة لم يتم فيها إبلاغ المسؤولين ليقوموا بترتيباتهم ويكونوا في أهبة الاستعداد لها، كانت زيارة سريعة لها مغزى، فلقد عوّدنا الشيخ محمد بن راشد أنه لا يتحرك عن عبث، في كل حركة هدف، وفي كل زيارة رسالة واضحة يفهمها الصغير قبل الكبير.

عندما شاهدت التسجيل الذي انتشر لسموّه أثناء زيارته المفاجئة تذكرت تعاملي مع مديري السابق، كان يعرف كيف يبث روح التفاؤل في الموظفين، يشاركهم الرأي والمشورة، لا يتردد في الاستماع إلى أصغر موظف في أهم الأمور وأقلها أهمية، كان الأكثر فهماً في كل شيء، لا يكتفي بدور المدير أثناء العمل، ولا يتفنّن في إصدار الأوامر، بل كان مثل أي موظف آخر يؤدي واجبه منذ بداية الدوام إلى نهايته، وربما حتى وقت متأخر من الليل في بعض الأحيان.

عندما يحضر للدوام فعلى الأغلب يكون أول الحاضرين، وعند نهاية الدوام فإنه آخر الخارجين، يعمل بلا رقابة، يمكنه أن يحضر متأخراً، ويمكنه أن ينصرف مبكراً، لكن كانت لديه قاعدة ثابتة في العمل، المدير يجب أن يكون قدوة لبقية الموظفين، وبالفعل انعكس ذلك على بيئة العمل، فتحولت إلى بيئة تشجع على العمل والإنتاج دون أي تذمّر.

نعترف ونقرّ أن الأمور في هذا العالم لم تعد تُدار مثلما كانت تُدار في السابق، هناك تطور وثورة تقنية تساعد على الإنتاج من أي مكان، وهناك عمل يتم عن بعد، وليس بالضرورة أن يتواجد الموظف في مقر العمل ليقوم به، لكن هناك نقطة مهمة جداً، من دون قيادة ورؤية ثاقبة لا يمكن أن تنجح أي إدارة، حتى لو كانت تضم عشرات الموظفين المتميزين، فجيش من الأرانب يقوده أسد خير من جيش من الأسود يقوده أرنب!

أعرف عدداً من المديرين الذين فشلوا فشلاً ذريعاً ليس لأنهم يفتقرون إلى المعرفة، ولا لأنهم لا يفهمون في العمل، بل لأنّهم تجاهلوا أنّ القائد والمدير الناجح لا يتبع الركب.. القائد الناجح يسبق الركب.

المصدر: الإمارات اليوم