“الأغذية الصحية” تهدد صحة الإنسان!

منوعات

“يُؤتَى الحَذِرُ من مأمنه”.. مثلٌ عربي قديم يبدو مناسباً للغاية للتعقيب على تحذيراتٍ أطلقها أطباء في بريطانيا، من أن الإفراط في تناول الأطعمة التي تُوصف بـ”الصحية” قد يدمر الصحة وليس العكس.

وأشار خبراء إلى أن “النظم الغذائية الصحية”، التي تلقى إقبالاً كبيراً في الوقت الراهن، إلى حد ظهور متخصصين في تقديم المشورة للراغبين فيها، قد تتسبب في حدوث اضطرابات في التغذية.

ونقلت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية؛ عن الدكتورة إيمي غيلمور، الطبيبة المتخصصة في علاج من يعانون من مشكلاتٍ في هذا الشأن، أن بعض نظم التغذية هذه تؤدي إلى إصابة الإنسان بـ”هوسٍ الطعام الصحي” الذي يُعرف باسم “أوثوركسيا”.

ويقود هذا الهوس المرضي – بحسب د. غيلمور – إلى تزايد معدلات الإصابة باضطرابات التغذية، وهو ما يجعل من هذه “الصيحات الجديدة” في مجال الطعام أمراً خطيراً.

وأشارت “ديلي ميرور” إلى أن النساء الشابات هن من بين أكثر الفئات التي تُقبل على تلك “الأطعمة الصحية”، بسبب حرص الكثيرات منهن على الحفاظ على الوزن.

لكن المشكلة أن هؤلاء النسوة يلجأن في هذا الصدد إلى أشخاصٍ يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء في التغذية الصحية، رغم أنهم غير مؤهلين بالقدر الكافي لأداء هذا الدور.

وفي هذا الشأن، تقول د.غيلمور: “الكثير من خبراء الطعام الصحي لم يتلقوا تدريباً شاملاً في مجال التغذية. هم يدعون إلى التخلص (من مواد أساسية) في الغذاء دون تقديم أي نصيحة بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها ضمان تلبية الإنسان لاحتياجاته من الغذاء والطاقة”.

وأضافت: “نرى تزايدا في عدد الأفراد الذين يتصرفون على نحو فيه هوس (فيما يتعلق بالطعام) مثل الالتزام بنظام غذائي حافل بالقيود، وارتياد المواقع الإلكترونية المعنية بكيفية الحفاظ على صحة جيدة”.

وعلى مدار الشهور الثمانية عشر الماضية، شهد الإقبال على “الأغذية الصحية” في دولٍ مثل بريطانيا رواجاً كبيراً، إلى حد أغرق وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن الوجبات الخالية من مواد مثل الغلوتين والسكر ومنتجات الألبان.

ويتوقع خبراء في المملكة المتحدة أن يصل حجم سوق هذا النوع من الأغذية إلى نحو 650 مليون دولار أميركي خلال العام الجاري، بزيادة 10% تقريباً عن حجمه في العام الماضي.

المصدر: الإتحاد