الأندية السعودية تصنع مستقبلها بدعم الـ «نصف المليار»

منوعات

أنعش خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – خزائن الأندية الرياضية السعودية البالغ عددها 153 ناديا بأوامر ملكية كريمة، حيث سيدخل خزائنها جميعا نحو نصف مليار ريال سعودي، وتحديدا 466 مليون ريال سعودي.

وسيدخل خزائن أندية الدرجة الممتازة مبلغ 140 مليون ريال موزعة بواقع 10 ملايين ريال لكل ناد، فيما سيكون نصيب أندية دوري الدرجة الأولى 80 مليونا موزعة على 16 ناديا بواقع 5 ملايين ريال لكل ناد، وأخيرا ستحصل بقية الأندية المشاركة في دوري الدرجة الثانية والثالثة أو ما يتعارف عليه بدوري المناطق على مبلغ 246 مليون ريال موزعة بين 123 ناديا بواقع مليوني ريال لكل ناد.

ورفع الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية شكره وتقديره للمقام السامي على الدعم السخي الذي تلقته الأندية الرياضية، مشيرا إلى أن هذا الدعم يعكس مدى اهتمام القيادة بقطاعي الرياضة والشباب.

وجاءت هذه المبالغ المادية الكبيرة بمثابة دعم كبير وبتوقيت مهم لغالبية عظمى من أندية دوري الدرجتين الممتازة والأولى، التي تخضع لقوانين صارمة من قبل لجنة الاحتراف التابعة لاتحاد كرة القدم السعودي والتي تمنع تسجيل لاعبين محترفين جدد في كشوف هذه الأندية خلال فترة الانتقالات الشتوية التي ما زالت أبوابها مفتوحة قبل سداد جميع الالتزامات المادية للأندية من حقوق للاعبين سابقين أو مستحقات لأندية أخرى.

وبعيدا عن الأندية المحترفة ستمثل هذه المبالغ المادية رافدا مهما للأندية التي تقبع بعيدا عن أعين الإعلام والدعم المادي الكبير، والتي غالبا ما تسير أمورها على الإعانة المقطوعة التي تصرف سنويا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمتراوحة بين 120 ألفا حتى 1.5 مليون ريال لكل ناد بحسب الأنشطة التي يقيمها هذا النادي والألعاب الرياضية فيه.

وسيكون مبلغ المليوني ريال بمثابة ميزانية 4 سنوات لهذه الأندية التي يعيش جزء كبير منها على ميزانية تتراوح بين 300 ألف ريال وصولا لمبلغ 500 ألف ريال، مما يعني أنه سيعود على هذه الأندية بالنفع الكبير إذا أحسنت صرف هذه المبالغ بصورة صحيحة.

من جهته، ناشد مريح المريح رئيس نادي العروبة زملاءه في إدارات مجالس هذه الأندية صرف المبالغ بصورة إيجابية تعود بالنفع على النادي لا أن يقتصر الصرف على فريق كرة القدم فقط، موضحا في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى من مجالس إدارات الأندية أن تقوم بصرف هذه المبالغ لاستثمارات دائمة، سواء كانت رياضية أو عقارية، فمثلا في الاستثمارات الرياضية إنشاء الأكاديميات التي لو نفذت بصورة مميزة ستكون رافدا للأندية من خلال تقليل المصاريف للتعاقد مع لاعبين في كل موسم، أو إثراء خزائن هذه الأندية عند بيع لاعبين مميزين للأندية الكبيرة.. فأنا مع تجزئة المبلغ وليس وضعه كاملا للاستثمارات أو لسداد المديونيات، ولكن التنسيق أمر جميل».

وذكر المريح الذي عايش المكرمة الملكية السابقة حيث كان فريقه حينها يشارك في دوري الدرجة الأولى قبل صعوده للدرجة الممتازة، موضحا: «المكرمة السابقة كانت الأندية تحت مديونيات ضخمة وجاءت في وقت مناسب جدا للتخلص من هذه المديونيات التي كانت تحد من عمل الأندية، حيث اختلفت أوجه صرف هذه المبالغ بين الأندية، ولكن الغالبية صرفتها على مديونيات قديمة».

وأشار مريح المريح رئيس نادي العروبة الذي يتخذ من مدينة سكاكا في الجوف شمال السعودية مقرا له، إلى أن الاستثمارات العقارية جانب مهم ولكنه مهمل في الأندية السعودية، موضحا: «لدينا إدارة في رعاية الشباب اسمها إدارة الاستثمار، وهي تمنحك الأحقية باستثمار مساحة من أرض النادي لإنشاء فندق أو صالة أو محلات تجارية، ولكن الأندية غافلة عن هذا الجزء مع الأسف، وأعتقد أن مبلغ 10 ملايين سيكون مساعدا بصورة كبيرة لهذه الأندية لإنشاء هذه الاستثمارات داخل الأندية بحسب النظام وليس خارج المنشأة».

وتمنى المريح أن تكون هذه الملايين العشرة خطوة أولى نحو الخصخصة، فإنشاء فندق أو صالة تجارية داخل أسوار هذه الأندية سيكون مغريا للشركات أو رجال الأعمال حين يتم إقرار الخصخصة.

من جانبه، اتفق فهد المدلج رئيس النادي الفيصلي على أهمية تخصيص جزء من هذه المكرمة الملكية للاستثمار، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد أن هذه المبالغ ستكون موزعة بين سداد بعض المديونيات للأندية، إضافة للتركيز على البنية التحتية ورفع مستواها، مع استثمار ما يقارب 50 في المائة منها».

وأشار المدلج إلى أنهم في النادي الفيصلي قاموا بخطوة استثمارية رائعة عندما تلقى النادي المكرمة الملكية السابقة، وذلك بشراء عمارة سكنية لإسكان للاعبين، موضحا: «هذه الخطوة قلصت نفقات كبيرة وأجورا كانت تدفع سنويا وتثقل كاهل النادي».

وأوضح المدلج أن إدارة ناديه ستقوم بتحسين وسائل المواصلات في النادي: «الوسائل الحالية باتت قديمة وأرهقت خزينة النادي في عملية الصيانة وكثرة الأعطال، والآن في ظل هذا الدعم الكبير سنقوم بشراء وسائل مواصلات جديدة، إضافة إلى توجه إدارة النادي بتخصيص جزء منها لدعم الفئات السنية بالنادي».

وقدم المدلج في نهاية حديثه شكره لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله وللقيادة السعودية على اهتمامها بالشباب والرياضة ودعم المناشط الرياضية وتفعيل دور الشباب في مجتمعنا الرياضي.

من جهته، أوضح فهد الموكاء رئيس نادي الجبلين بحائل أن مجلس إدارة النادي سيعقد اجتماعا قريبا لوضع سياسة خاصة بصرف هذه المبالغ والاستفادة منها على أكمل وجه، مضيفا: «نحن شارفنا على تسلم المنشأة الرياضية الخاصة بالنادي، وخلال 3 أشهر سنتسلم الملعب الرديف».

وأضاف الموكاء: «بإذن الله سيتم الالتفات للجانب المهمل في النادي منذ سنوات، وهي الفئات السنية، وسيكون لها النصيب الأكبر من هذه المبالغ، فهي الاستثمار الحقيقي، سواء من خلال توفير متطلبات كاملة من أجهزة وغيرها أو حتى إحضار أجهزة فنية مميزة»، مشيرا إلى أنه بعد أيام قليلة سيتم الإعلان عن أكاديمية خاصة بالنادي.

وقال الموكاء بأن ناديه الجبلين الذي يشارك في دوري الدرجة الثالثة والهابط أخيرا من دوري الدرجة الثانية يصرف سنويا مبالغ تقارب 3 ملايين ريال موزعة بين الأجهزة الفنية أو التعاقد مع اللاعبين أو حتى إقامة المعسكرات الإعدادية.

وكشف الموكاء عن أن الإعانات المقطوعة المقدمة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب غالبا لا تفي باحتياجات هذه الأندية، موضحا: «في العام الحالي كانت إعانة النادي 280 ألف ريال، ولكن أعتقد أن هذه المبالغ تساعد ولكن لا تكفي للأندية التي تبحث عن منجزات».

وفيما يخص المكرمة الملكية وخطط توجيهها من قبل إدارة نادي هجر قال سامي الملحم رئيس النادي لـ«الشرق الأوسط»: «بكل تأكيد سيكون توجيهها للجانب الاستثماري، حيث إن النادي لا يعاني حاليا أي مشكلات مادية بفضل الله ثم بفضل الدعم من محبي هجر والمداخيل المالية من الرعاة وغيرهم، ومن المهم أن يتم استغلال هذا المبلغ للمستقبل كون الإدارة لا تطمح للنتائج الوقتية، بل للنتائج المتواصلة والمميزة، وهذا لا يمكن أن يكون سوى بفتح نوافذ استثمارية تدر مداخيل مالية غير تقليدية على النادي».

أما أحمد الراشد المشرف العام على فريق الفتح فقال: «الحمد لله ليس لدينا أي التزامات أو ديون تهدد مسيرتنا في أي لعبة، ولذا سيكون الاستثمار في هذا المبلغ هو طريقنا من خلال تعزيز عدد الملاعب الموجودة، والصرف كذلك على كل الألعاب الرياضية، حيث إن الاستثمار سيكون في النادي مباشرة وسيلمسه جميع أبناء نادي الفتح».

أما نزيه النصر نائب رئيس نادي الخليج فشدد على أن هناك خطة صرف سيتم إعدادها برئاسة المهندس فوزي الباشا رئيس النادي، وسيتم إطلاع الجميع عليها وتعتمد على سياسة عدم التبذير.

ومن ناحيته قال محمد الصدعان المتحدث الرسمي باسم نادي الاتفاق: «بكل تأكيد سيكون هناك توسيع لدعم القاعدة الكروية والفئات السنية والألعاب المختلفة بالنادي، وهذا من الأهداف التي يمكن استغلالها بالمبلغ الذي سيؤثر بشكل إيجابي على كل الأندية السعودية».

من جهته، بين رئيس نادي القادسية معدي الهاجري أن هذه المكرمة الملكية جاءت في وقتها؛ كون الأندية تحتاج إلى دعم مالي مستمر، وهذا الدعم تواصل للدعم الذي توليه القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في دعم الرياضة والشباب السعودي كجزء هام وأساسي في هذا الوطن المعطاء.

أما أمين عام نادي النهضة ناصر الهلال فقال: «سنستغلها بشكل عاجل في تدعيم صفوف الفريق الأول لكرة القدم الذي يتصدر دوري الدرجة الأولى ويسعى للمواصلة حتى العودة إلى دوري الكبار، وكذلك سيتم الصرف على كل الأنشطة الرياضية والاجتماعية بالنادي في ظل ارتفاع المصاريف المالية التي تحتاجها الأندية في هذه الفترة».

وقال رئيس نادي الترجي بالقطيف إحسان الجشي: «إن هذه المكرمة الملكية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثلجت الصدور، وستحل بإذن الله الكثير من الأزمات المالية للأندية، خصوصا الأندية التي ليس لديها رعاة ومداخيل مالية مجزية».

ومن جانبه قدم عبد رب الرسول العبيدي رئيس نادي النور بجزيرة تاروت البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، داعيا الله أن يوفقه وعضديه ولي العهد الأمين وولي ولي العهد، متمنيا أن تتواصل مسيرة النماء والاستقرار في هذه البلاد.

وأكد أن هذه المكرمة سيكون لها أثر في دعم الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية التي يقدمها النادي.

وأخيرا قال حمود الخالدي أمين عام نادي الساحل بعنك إن هذه المكرمة الملكية غير مستغربة، مبينا أن أندية الدرجة الثانية والثالثة أكثر المحتاجين للدعم المادي المستمر، وهذا ما عودتنا عليه القيادة الحكيمة.

فيما قال رئيس نادي الشروق بالأحساء إبراهيم الدبل: «في البداية نعلن البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على السمعة والطاعة، وهذه المكرمة جاءت لتحل الكثير من الأزمات الخانقة التي تعانيها أندية الظل».

وأبدى تفاؤله الكبير بأن ترى منشأة نادي الشروق النور في هذا العهد الزاهر بعد أن بدأت لبناتها الأولى من خلال توفير أرض في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله.

الرياض: فهد العيسى – الدمام: علي القطان – الشرق الاوسط