سهام الطويري
سهام الطويري
كاتبة سعودية

“الإخوانيون والإخوانيات” في الجامعات السعودية

آراء

وجود قيادات إخوانية رجالية في الجامعات السعودية وفي الملحقيات وفي كل مؤسسات التعليم ليس وليد اللحظة وحان الوقت للتنبه له، ولكن بروزهم العلني على أسطح وسائل التواصل الاجتماعي بعد فوز جماعة الإخوان في مصر، ثم كشفهم لاستعدادهم للتحالف السياسي لإعلان دولة الإخوان الخفية داخل السعودية استعدادا لضمها لدولة الخلافة العظمى بعد أن تتحقق أحلامهم بإشعال الاضطراب الأمني بالبلد! ثم عودتهم مرة أخرى للتقية بعد سقوط رئاسة مرسي، وضع عليهم هالة ضوئية كشفتهم للجميع وبشكل رئيس من خلال «تويتر»

وبالانتقال لكليات البنات، نجد أن تسيد المرأة الإخوانية لمفاصل صنع القرار في كليات البنات في الجامعات يرجع تاريخه إلى مطلع السبعينات وهو تاريخ نشوء هذه الكليات التي أسست للتعليم الجامعي للفتاة حينما كانت كليات البنات تحت إشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات، وقد كانت الرئاسة بدورها وعلى مدى تاريخها محكومة بإدارة دينية تأثرت في بعض الفترات برياح الحركية بحكم الفترة التاريخية

هذا الوضع جعل كليات البنات بالذات في الرياض وجدة وأبها بيئة خصبة لنشوء القياديات الإخوانيات واللواتي انضممن إلى «الداعيات»

وبرزت منهن نجمات معروفات بالمجتمع، فضجت كليات التربية والآداب خصوصا في جميع أنحاء المملكة بهؤلاء الإخوانيات، كما تشكلت لهن أحلاف من أجيال جديدة من طالبات البكالوريوس والدراسات العليا تابعات للقياديات التقليديات من أعضاء هيئة التدريس الإخوانيات
وقد بلغت جهودهن أوجها في قولبة الطالبات من خلال الدعوة والتحشيد عبر المحاضرات والأنشطة اللاصفية المنبثقة من مصليات الكليات حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر ليضيق على أنشطتهن

كما لا نغفل أن هذه الكليات احتوت على اتجاهات إسلامية مناوئة للإخوانيات الأكاديميات: كالسلفيات اللواتي كن يركزن على أمور العبادة والتوحيد والتحذير من الشركيات وكن يتعرضن للحرب الممنهجة من الإخوانيات السروريات والقطبيات فيتم إبعادهن، من خلال السلطة، عن الأنشطة اللاصفية وعن أنشطة المسارح الجامعية والمصليات، كما كان يتم وصفهن بالجاميات لتشويههن في المجتمع الأكاديمي، استمرت هذه الأجواء على مدى عقدين من الزمن لتخرج كليات البنات في عموم المملكة مئات الدفعات المبرمجة على قضايا التغريب والولاء والبراء والجهاد والغزو الثقافي وغيرها من الموضوعات الفكرية التي شكلت قنابل موقوتة بالنظر إلى أن الخريجات هن أمهات المستقبل اللواتي يتربى على أيديهن الأطفال، كما أن اللافت للانتباه أن بعض هؤلاء الأستاذات القطبيات كن يتحصلن على الزكوات المالية من بعض التجار والأسر الموسرة ليقمن بدورهن بإعانة الطالبات بانتقائية معينة تراعي الاستقطاب والتحالف الحركي الفكري مما خلق شبكة حركية هائلة داخل هذه الكليات

وبعد إلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وإقرار دمج كليات البنات في الجامعات الجديدة تجلت أمامنا حقيقة أن الأمر لم يعدُ كونه استمرار ذات النهج السياسي للحركيات ولكن تحت أسقف مبان جديدة

مع ظهور تويتر بشعبيته لدى السعوديين حرصت القياديات الإخوانيات الأكاديميات وغيرهن من الحركيات على احتلال مساحة تويترية عبر الدعوة لمنهجهن في فضاء تويتر، والذي بدوره أتاح لهن التمدد لمواجهة التضييق الرسمي عليهن

كما أن المراقب والمتابع لحركاتهن يرى أنهن يحاربن جامعاتهن والخطوات الإصلاحية فيها

هذا التبؤر النسائي لا بد من فتحه وكشفه ودمج عدد كبير من المبتعثات في الخارج به، ورفع شعارات قيم المواطنة والوطن كنوط شرف على صدر كل أكاديمي يكلف في الجامعات السعودية، لأن استمرار السيطرة الإخوانية، خصوصا في الكليات النسائية، يعني استمرار التسييس الديني وتسمم البيئة الجامعية وانتقال السموم عبر الأجيال وزعزعة الأمن من جماعات تريد إسقاط الحكم ولا يهمها الحفاظ على مكتسبات الوطن

مواجهة المد الإخواني التحريضي في الجامعات السعودية تحتاج إلى صراحة وحزم مع الأخذ بالاعتبار أن الحزبيات الحركية في الجامعات بجميع أصنافها الإسلامية تسعى إلى إبعاد الحقائق عن صناع القرار ويعملون على إعاقتها باسم الدين، كما أن لها دورا ذريعا في تزهيد الطلاب بالتعمق بالعلم والبحث العلمي لأن غاياتها الأكبر إشغال الناشئة بالحروب السياسية المتأسلمة من أجل التمكين السياسي وحشد أكبر عدد من المغيبين الشباب

لم يقتصر تأثير الأكاديمي الحركي على انحراف الهوية الدينية للطالب الجامعي وإنما سعى إلى توريط الدولة السعودية في قضايا الإرهاب الدولي التي كان سببها وضحيتها هو نفسه الطالب الجامعي المدين لهذه الفئات الحركية داخل الجامعات السعودية فعلى امتداد فترات الاضطراب السياسي الإقليمي سعى الأكاديمي الإخواني ونظيرته المرأة لاستغلال عواطف الطلبة وتحريكهم باللعب على وتر العاطفة دون أن يدرك الطالب المغيب أن هدف أستاذه الأساسي زعزعة الأمن وإسقاط نظام الحكم والوصول للسلطة ضاربا عرض الحائط بكل قيم الولاء للملك والوطن والحفاظ على مكتسباته

ولضيق المساحة أقول: القرار السعودي بالمقام الأول يصب في مصلحة الجامعات السعودية وقد جاء ليضع الأمور في نصابها الصحيح ويعين معالي وزير التعليم العالي في مواجهته للمعضلة المهمة (إعادة النظر في الاستغناء عن الأكاديميين المحرضين في الجامعات)

المصدر: مكة اون لاين