الإخوان وسيناء وإسرائيل

آراء

منذ تسلُّم الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، وشبه جزيرة سيناء باتت محوراً للأحداث والأحاديث بشكل ملحوظ، وكثر الحديث عن مشاريع التنمية القادمة في صحراء سيناء، هذا على الرغم من وجود أماكن ومساحات شاسعة من الأراضي داخل مصر، يمكن إقامة مشاريع التنمية فيها، وجذب الاستثمارات إليها، وستكون أقل تكلفة بكثير من سيناء الخالية من البيئة التحتية، ومن المياه والكهرباء.

وأيضاً من السكان والأيدي العاملة، إلا أن سيناء هي الهدف، وبالتحديد “شرق قناة السويس”.. ولا ندري لماذا بالتحديد شرق القناة وليس غربها، حيث مدن القناة ببنيتها التحتية والطرق الممهدة إليها والأيدي العاملة المتوافرة فيها، وأيضاً المساحات الشاسعة الخالية بين مدن القناة الثلاث بطول الساحل الغربي.

منذ استيلاء الإخوان على السلطة، وعلى قرابة عام، وأحداث خطف وقتل الجنود والضباط من الجيش والأمن لا تتوقف، منهم من تم إطلاق سراحه وعودته من الخطف في أيام معدودة، بتمثيلية لا تقنع أكثر الناس سذاجة، ومنهم من مرت على اختطافه شهور ولم يعد حتى الآن، ومنهم من قتل جماعة مع زملائه بدم بارد في وضح النهار في رمضان الماضي.

وفي كل الحالات المتهم مجهول. وهناك ملحوظة هامة تغيب عن الكثيرين، وهي أن مصر اخترقت اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، بإدخال قواتها الأمنية والعسكرية المسلحة لسيناء، ولم نسمع من إسرائيل أي اعتراض جاد على هذا الاختراق.

ولا يمكن أن نتصور أن شيئاً ما يحدث في سيناء بدون علم تام من إسرائيل ومراقبتها له، وصمت إسرائيل عن كل ما يحدث في سيناء، في حد ذاته، يثير الشكوك، خاصة إذا كان الأمر يتعلق باختطاف وقتل ضباط وجنود.

ولا ننسى أن الإخوان المسلمين أكثر من مرة صدرت عنهم تصريحات تهديدية للمعارضة والثوار، بأن لديهم ميليشيات وكتائب جاهزة للنزول لمصر والدفاع عن بقائهم في الحكم، وسمعنا من الأمن والجيش معلومات بانتشار جماعات من المتطرفين والإرهابيين في سيناء، ومنهم من ينتمي لتنظيم القاعدة، الذي صرح زعيمه أيمن الظواهري بأنه سيدافع بالقوة عن بقاء الإخوان المسلمين في الحكم في مصر.

سيناء ليست مجرد صحراء تحتاج للتنمية، بل هي حاجز أمني استراتيجي بين مصر وإسرائيل، ومشروع شرق التفريعة المفتوح “فقط” للاستثمارات الأجنبية، سيحول سيناء إلى منطقة منزوعة السلاح والسيادة، وهو المشروع الذي تطمح إسرائيل لتنفيذه منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.

ورُفض في عهد السادات ومبارك، لكن على ما يبدو أن فرصتهم جاءت الآن مع أصدقائهم الأوفياء، الإخوان، الأمر الذي يثير الشكوك حول كثرة الاضطرابات والأحداث المفتعلة وغير المفهومة، سوى أن يكون الهدف منها خلق ترحيب شعبي بالمشاريع الاستثمارية الأجنبية، حتى تهدأ سيناء، وتعود للهيمنة الإسرائيلية، تحت مسميات الاستثمارات الأجنبية.

المصدر: البيان