“الإرهاب.. حقائق وشواهد” يكشف الخطط التخريبية بين النظام القطري والكيانات المتطرفة

أخبار

استعرضت أولى حلقات برنامج “الإرهاب.. حقائق وشواهد” الأسبوعي، والتي بثها تلفزيون الشارقة، التابع لمؤسسة الشارقة للإعلام، جذور الإرهاب في المنطقة، وأبرز ممارساته وحوادثه، كاشفة عن الأساليب التي تتبعها الدول الراعية وأبرزها قطر في إذكائه وتوجيهه وتمويله ورعايته والترويج له.

وطرحت الحلقة التي قدمها الإعلامي مصطفي الزرعوني، على مدار ساعة كاملة، شرحاً لتطورات الأزمة الراهنة بين دول الخليج ومصر من جانب، والنظام القطري من جانب آخر لرعايته الإرهاب، وتعنته في الامتثال للمطالب العادلة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وآفاق هذه الأزمة وتطوراتها المتوقعة.

وشارك في حوارية الحلقة الأولى من “الإرهاب.. حقائق وشواهد” كل من مدير مكتب صحيفة جلف نيوز في أبوظبي عبد الله رشيد، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، قدموا خلالها مداخلات حول أسرار العلاقة القطرية مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، والأهداف القطرية الخبيثة وراء دعم أطياف هذه التنظيمات، وتأثيرها على دول المنطقة.

وقال عبد الله رشيد: “سقطت كافة وسائل دفاع النظام القطري عن خططه التخريبية مع التنظيمات الإرهابية، وهي الخطط التي يدعي أنها تأتي لضمان تواصل بنّاء مع أطراف الأزمات، ولا يمكن هنا استيعاب العلاقات الوثيقة للسلطة القطرية مع المتناقضين، مثل حزب الله وإيران و”إسرائيل”، وكذلك علاقاته بالتحالف الدولي ودعمه في ذات الوقت لتنظيمات إرهابية في سوريا ومصر واليمن”.

وحول أهداف النظام القطري في دعمه للإرهاب، أضاف رشيد: “يدرك النظام القطري أن بقاءه مرهون بضعف دول الجوار، وتفتيت الأنظمة القوية، وتقسيم الدول إلى دويلات، تتناسب في المساحة مع قطر، التي تسيطر عليها نزعة الدونية مقارنة بدول الخليج العربي الأخرى، لذلك فهي لا ترى من سبيل لتنامي دورها وتأثيرها، سوى بتقزيم الآخرين وإضعافهم، غير أن السحر لن يلبث إلا أن ينقلب على الساحر”.

وتطرق مدير مكتب صحيفة جلف نيوز في أبوظبي، إلى التحالفات الغريبة التي لجأ إليها النظام القطري في تعامله مع تداعيات الأزمة، والتباينات الجيوسياسية في العلاقات بين دول المنطقة، وما تضفيه التحالفات الجديدة من تعقيدات على المشهد الراهن، مؤكداً أن الدول التي تضررت من الإرهاب القطري عازمة على مواصلة الطريق لنهايته، إلى أن تمتثل قطر للطلبات العادلة، التي تتفق مع نوازع الخير والعقل والحكمة”.

من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، في مداخلته عبر الأقمار الصناعية من القاهرة: “ستتحول قطر خلال فترة قصيرة إلى دولة منبوذة، جراء سياساتها، وستتحاشى الدول التعامل معها مستقبلاً، مثلما فعلت مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قبل عدة عقود، وذلك بعد أن أصحبت الاتهامات للنظام القطري مثبتة بالدلائل والشواهد”.

وأضاف: “من الغريب أن تدعي قطر المظلومية، وتسعى لاستعطاف الرأي العام العالمي باعتبارها ضحية في الأزمة الراهنة، ومن الأغرب أن يتمسك النظام القطري بما يسميه “السيادة” أمام الدول العربية، تهرباً من الالتزام بوقف دعم الإرهاب، وخضوعه أمام الولايات المتحدة التي وقّع معها اتفاقاً في الشأن ذاته، ويعلم الجميع أن قطر لن تلتزم به”.

وأوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الأزمة الأخيرة فتحت عيون العالم على مساوئ النظام القطري بدءاً من دعمه للإرهاب، واحتضان رموزه، ومروراً بمحاولات تقسيم الدول والمجتمعات على أسس طائفية وقبلية، واللعب على كل المتناقضات في المنطقة، وانتهاءً بقضية سخرة العمال في المشروعات التي يجري العمل عليها في الأراضي القطرية”.

وتخللت الحلقة الأولى من برنامج “الإرهاب.. حقائق وشواهد”، ثلاثة تقارير غرافيكية، تناول أحدها تطورات الأزمة الخليجية منذ العام 2013، الذي شهد توقيع النظام القطري على وثيقة التعهدات التي تنصل منها لاحقاً، وحتى تجدد الأزمة مؤخراً.

أما التقرير الثاني، فتركز حول أبرز مظاهر الدعم القطري للإرهاب، كتوفير الملاذ الآمن للإرهابيين المدانين بجرائم في دولهم، مستعرضاً قائمة طويلة من الإرهابيين الذين تستضيفهم قطر، وتمنحهم الحماية والتمويل والمنابر الإعلامية للترويج لأفكارهم المتطرفة.

ورد التقرير الثالث الذي عرضه البرنامج، على الادعاءات الواهية للنظام القطري، ووصفه للإجراءات التي اتخذتها الدول المقاطعة بالحصار، موضحاً الفروق الجوهرية بين المقاطعة والحصار من وجهتي النظر العملية والقانونية، ومؤكداً أن المقاطعة حق سيادي أصيل للدول الراغبة في حماية مقدراتها وأمنها القومي.

وقالت مديرة مركز الأخبار في تلفزيون الشارقة سناء بطي: “انطلاقا من مسؤولية ومهنية مؤسسة الشارقة للإعلام ودورها الأساسي كإحدى ركائز ومؤسسات الإعلام في دولة الإمارات، كان لزاما علينا أن نكون في خط الدفاع الأول مع كافة مؤسسات الدولة، وذلك تأكيداً للمبادئ والأسس التي غرستها فينا قيادتنا الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة للدفاع والتصدي لهذا الإرهاب وفكره الظلامي وتعريته وفضحه لكي نحمي وطننا الإمارات وأبناءنا وارثنا العظيم الذي ورثناه من آبائنا المؤسسين”.

وأوضحت: “برز في الآونة الأخيرة الإرهاب بوحشيته ووجهه الكريه، كرأس حربة في هجمة شرسة تستهدف أمتنا وشعبنا العزيز ولخطورة ما تشكله من استهداف لصلب البنيان والنسيج لمجتمعنا من خلال استخدام كافة الوسائل من إرهاب للفكر والعقيدة واستهداف فئة الشباب من أبنائنا بل ومؤسسات الدولة كافة دون استثناء”.

وأضافت: “برنامج “الإرهاب حقائق وشواهد” هو برنامج حواري نعري من خلاله حقيقة الإرهاب وداعميه وجذوره في المنطقة من خلال الحوار مع نخبة من المفكرين والإعلاميين المخضرمين الذين يسلطون الضوء ويقدمون الحقائق والأدلة الواضحة على الإرهاب ومن يقف وراءه ومن يدعمه، وذلك لنحصن أبنائنا ووطننا ونرد على كل من يحاول النيل منا، ولنسجل للتاريخ حقائق هذه المرحلة وما شهدته من ظلم وغدر وجور حتى ممن هم مع الأسف من ذوي القربى والأهل”.

من جانبه، قال مخرج البرنامج، ونائب مدير مركز الأخبار في تلفزيون الشارقة سلطان السويدي: “تتمحور الرسالة التي يسعى البرنامج إلى توصيلها للمشاهدين في أن الإمارات هي دولة سلام، تسعى لتحقيقه لأبنائها ولكل المنطقة، وأنها لن تتوانَ عن محاربة الإرهاب بكافة أشكاله”.

وأضاف: “تتضافر كافة العناصر الفنية من تقارير وموسيقى وضيوف وجرافيك في إخراج منتج إعلامي جيد ومفيد للمشاهدين، خصوصاً وأن البرنامج يعتمد في جزء كبير منه على الجانب الخبري الحدثي، حيث يتابع الأخبار المتعلقة بالإرهاب ويعلق عليها ويقوم بتحليلها”.

وقال مقدم برنامج “الإرهاب.. حقائق وشواهد” الإعلامي مصطفى الزرعوني: “كانت الحلقة الأولى من البرنامج متكاملة، وتلقينا ردود فعل مشجعة للغاية من المشاهدين، وسنواصل العمل على توفير أفضل تغطية إعلامية ومناقشات حوارية مع أبرز المفكرين وأصحاب الرأي في الحلقات المقبلة، للإيفاء بدورنا كمؤسسة إعلامية في مكافحة الإرهاب وداعميه”.

وأضاف: “ركزنا في الحلقة الأول من البرنامج على تقديم لمحة عامة عن الإرهاب وبداياته وأهدافه، والدول والجهات الداعمة له، فيما ستكون الحلقات المقبلة أكثر تخصصاً، لتركز على جوانب محددة لظاهرة الإرهاب، كالإعلام، والتمويل، وتوفير الملاذات الآمنة، وغيرها من الجوانب”.

من جانبه، قال معد البرنامج عبد المجيد أبوكويك: “يتناول البرنامج الإرهاب وجذوره وممارساته وجوانبه المختلفة في العالم ككل، وكذلك المنطلقات الفكرية التي يعتمد عليها الإرهابيون والمتطرفون، ولجوئهم للعنف واحتضانهم من قبل الدول راعية الإرهاب”.

وأضاف: “أحد الأهداف الرئيسية للبرنامج هو الكشف عن الروابط والعلاقات الخفية التي تربط بين أطراف العمليات الإرهابية بدءً من البناء الفكري، والتجنيد، والتدريب والتسليح والتمويل، والأهداف السياسية التي تحرك كل هذه العمليات”.

ويكشف البرنامج، الذي يبث على مدار 60 دقيقة في تمام الساعة العاشرة مساءً يوم الخميس من كل أسبوع، حقائق مثيرة وشواهد تعرض للمرة الأولى حول الآليات التي تتبعها الدول الداعمة للإرهاب، وعلى رأسها قطر، لإيصال الدعم للمنظمات الإرهابية والمتطرفين حول العالم، والتي يتمكنون خلالها من شن عمليات إرهابية تكون حصيلتها قتل الأبرياء وترويع الآمنين.

المصدر: الإمارات اليوم