الإمارات تواصل استثمارات رفع إنتاج النفط إلى 3.5 ملايين برميل

أخبار

رسخت الإمارات خلال عام 2016، دورها الريادي في دفع أسواق النفط العالمية نحو المزيد من الاستقرار، وأكدت الدولة التزامها ودعمها الكامل لقرارات منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبك»، بخفض الإنتاج بدءاً من يناير المقبل، كما واصلت بقوة تنفيذ مشاريعها العملاقة في قطاع النفط لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 3.5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2018.

وأثبتت التطورات الكبيرة التي شهدها قطاع وأسواق النفط العالمي خلال العام الجاري، صواب رؤية حكومة الإمارات وأبوظبي، بالاستمرار في تنفيذ المشاريع العملاقة الجديدة في قطاع النفط والغاز، دون الانتظار لعودة الأسعار نحو الارتفاع بمعدلات كبيرة، كما حدث خلال النصف الأول من عام 2014.

وأكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، تمسك دولة الإمارات بقرار منظمة «أوبك»، بقرار تخفيض الإنتاج، مشدداً على أنه لا يوجد أي توجه للتراجع فيه، وأن الإمارات تدعم القرار، وأخطرت الأسواق العالمية والمشترين بحصصها الجديدة بعد التخفيض مبكراً.

وشدد على أن تطورات قطاع النفط في العالم خلال العام الجاري، أكدت للجميع صواب وصحة رؤية حكومة الإمارات وأبوظبي، بضرورة الاستمرار في تنفيذ خططها ومشاريعها الاستثمارية في قطاع النفط والغاز دون توقف أو تأخير، لرفع قدرتها الإنتاجية إلى 3.5 ملايين برميل يومياً بحلول 2018، ورصد الاستثمارات لذلك.

مشاريع أدنوك

وخلال عام 2016، تواصلت مشاريع النفط والغاز العملاقة لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، حيث دخل أكبر مشروع للغاز الحامضي في منطقة الشرق الأوسط «مشروع حقل شاه»، مرحلة التشغيل الكاملة بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار، كما اقتربت عمليات حق امتياز شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة «أدكو»، أكبر شركات النفط في الدولة من الاكتمال.

وتشكلت إدارة جديدة لشركة أدنوك، بقيادة معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة المدير العام للشركة، وطرحت خطة استراتيجية طموحة، وأعلنت عن تغييرات هيكلية كبرى، ظهرت واضحة في دمج العديد من الشركات.

ووفقاً لأحدث تقرير لشركة أدنوك، فإن الشركة تحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم، وتستحوذ على حصة تعادل 12 % من إمدادات النفط والغاز العالمية، وتنتج يومياً أكثر من 3.15 ملايين برميل نفط، وأكثر من 9.8 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز، وتمتلك 151 ناقلة توصيل بترول عملاقة.

وتدير وتستثمر أدنوك 95 % من احتياطي النفط في دولة الإمارات، و92 % من احتياطي الغاز، من خلال عمليات تشغيلية تشمل سلسلة القيمة الهيدروكربونية بكاملها، وذلك من خلال 19 شركة ومؤسسة متكاملة، تتنوع عملياتها التشغيلية، لتشمل الاستكشاف والإنتاج والتخزين والتكرير والتوزيع، وصولاً إلى تطوير مجموعة واسعة من المنتجات البتروكيماوية.

استراتيجية متكاملة

وأعلنت الشركة خلال العام الجاري لأول مرة عن استراتيجية متكاملة لعام 2030، تشكل نقلة نوعية في جهودها الهادفة لتعزيز المرونة والتركيز على زيادة الربحية واستشراف المستقبل وامتلاك القدرة على التكيف مع المتغيرات، للحفاظ على المزايا التنافسية في المشهد المتغير لقطاع الطاقة، مع استمرار التزامها التام والراسخ بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة، وسلامة كافة الأصول والعمليات التشغيلية في كل المواقع والأوقات.

وتركز الاستراتيجية الجديدة لأدنوك، على استمرارية النجاح ضمن متغيرات أسواق الطاقة العالمية، كما تعزز دور أدنوك كمسهم أساسي في تحقيق أهداف التنمية والتنويع الاقتصادي المستقبلي في دولة الإمارات، وذلك من خلال التركيز على قطاعات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والبتروكيماويات، وضمان توفير إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز.

وتتضمن الاستراتيجية، إطلاق استثمارات استراتيجية مدروسة وذات جدوى اقتصادية، تستفيد من الخبرات الكبيرة والمتنوعة لأدنوك، وتهدف إلى تعزيز النمو المستدام، ومواصلة الجهود للارتقاء بمستوى الكفاءة التشغيلية، واستثمار الفرص التي تسهم في تعزيز القيمة.

وأكدت الشركة على أنها ستستمر في التركيز على تلبية احتياجات العملاء المحليين والدوليين من النفط والغاز، وتعزيز القيمة والأداء في قطاع التكرير والبتروكيماويات، للاستفادة من الطلب المتنامي على المنتجات ذات القيمة الإضافية، موضحاً أن الهدف الاستراتيجي هو مواصلة دور أدنوك كمسهم فاعل في اقتصاد الدولة، ولاعب أساسي في تطوير هذا القطاع الحيوي.

أدما وزادكو

وظهرت التغييرات الهيكلية الجديدة في مجموعة أدنوك، في عزم إدارة المجموعة في دمج عمليات شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية «أدما العاملة»، وشركة تطوير حقل زاكوم (زادكو)، في شركة جديدة ستتولى مسؤولية تعزيز الكفاءة وتوحيد العمليات والإشراف على تشغيل كافة الحقول والامتيازات البحرية التابعة للشركتين، بما في ذلك حقل زاكوم، الذي يعتبر أكبر حقل نفط بحري في العالم من حيث الاحتياطي.

وأكدت أدنوك على أن الاندماج سيحقق فوائد مالية وتشغيلية كبيرة، وستكون الشركة الجديدة الناتجة عن هذا الاندماج، أكثر مرونة واستعداداً للتعامل مع متطلبات السوق المتغيرة، فضلاً عن امتلاكها القدرة على الاستفادة من الفرص الاستراتيجية للنمو المستقبلي.

دمج 3 شركات

كما أعلنت أدنوك عن عزمها دمج ثلاث من شركاتها المتخصصة في الشحن والنقل البحري والخدمات لتأسيس شركة واحدة عالمية المستوى، وتشمل الشركات المقرر دمجها، شركة ناقلات أبوظبي الوطنية «أدناتكو»، وشركة الخدمات البترولية «إسناد»، وشركة أبوظبي لإدارة الموانئ البترولية «إرشاد»، للارتقاء بمستوى الكفاءة التشغيلية والاستفادة المثلى من الموارد والأصول، وتعزيز قيمتها وأدائها في مختلف العمليات.

وستشرف الشركة الجديدة على تشغيل أسطول يضم أكثر من 165 سفينة، بما فيها تلك الخاصة بالغاز الطبيعي المسال، وناقلات النفط والكيماويات والحاويات، والناقلات متعددة المهام، وسفن لخدمات الدعم.

حقل شاه

وافتتحت أدنوك رسمياً، حقل شاه للغاز، خلال شهر أبريل الماضي، أول وأكبر مشروع غير تقليدي لتطوير مكامن الغاز الحمضي في منطقة الخليج العربي، ينتج مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام الحامض يومياً، ولديه احتياطيات تصل إلى 27 تريليون قدم مكعبة.

وتتولى المشروع شركة الحصن للغاز، وهي شركة تم تأسيسها بين أدنوك بنسبة 60 %، و«أوكسيدنتال بتروليوم» بنسبة 40 %، وبلغت تكلفته 36.7 مليار درهم (10 مليارات دولار)، ويسهم الحقل بنحو 10 % من إجمالي إنتاج دولة الإمارات من الغاز الطبيعي، ويفي احتياجات إمارة أبوظبي ودولة الإمارات من الغاز خلال فترة الثلاثين عاماً القادمة على الأقل.

وينتج الحقل حالياً ما يعادل أكثر من 150,000 برميل من النفط المكافئ يومياً، و5 % من إنتاج العالم من مادة الكبريت.

ويسهم المشروع في إنتاج طاقة كافية، تمد أكثر من 200,000 منزل بالماء والكهرباء، وتتوزع الطاقة الإنتاجية الحالية للحقل يومياً، على أربعة منتجات رئيسة، أولها 504 ملايين قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، يتم إرسالها إلى شبكة شركة أدنوك، ليتم توزيعها إلى شركة أبوظبي للماء والكهرباء، بهدف توليد الطاقة، وإلى الشركات العاملة (أدكو وبروج وتكرير وفرتيل)، للحصول على الوقود.

وثانيها 33 ألف برميل يومياً من المكثفات، يتم إرسالها إلى شركة تكرير لإنتاج البنزين والكيروسين (وقود الطائرات)، وثالثها 9090 طناً يومياً من حبيبات الكبريت، وقد شارك أكثر من 40 ألف موظف وعامل في إنجاز المشروع.

استمرارية

تتعاون شركات «إكسون موبيل» و«توتال»، و«بريتش بتروليوم»، وشركة تطوير النفط اليابانية المحدودة (جودكو)، وهي شركات النفط الأجنبية العاملة حالياً مع أدما وزادكو، خلال مرحلة الدمج مع أدنوك، لضمان استمرارية العمليات التشغيلية، وتعزيز حجم الإنتاج والمحافظة على أفضل مستويات الأمان والسلامة.

أول منشأة لالتقاط الكربون في الشرق الأوسط

نجحت شركتا أدنوك ومصدر في تشغيل أول منشأة من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري.

وتستخدم المنشأة التابعة لشركة الريادة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع «حديد الإمارات»، الأكبر من نوعه في دولة الإمارات، من أجل حقنه كبديلٍ عن الغاز المشبع بالسوائل في حقول النفط في أبوظبي لتعزيز الإنتاجية، وتسهم المنشأة في التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويجري العمل على رفعها إلى 5 ملايين طن خلال الأعوام العشرة المقبلة.

ويسهم المشروع في الاستغلال الأمثل لموارد ثمينة، مثل الغاز الطبيعي، سواء لتوليد الطاقة أو كمادة خام في الصناعات البتروكيماوية، أو حتى للتصدير، وتوفير إيرادات محتملة أخرى في القطاع الصناعي، من خلال تحفيز تطوير مشروعات أخرى في العالم، تستفيد من التكنولوجيا المجدية تجارياً لالتقاط الكربون، واستخدامه وتخزينه على نطاق واسع.

ويلتقط المشروع كميات من ثاني أكسيد الكربون، تعادل انبعاثات كربونية من 170 ألف سيارة حالية في أبوظبي. وتعمل شركة الريادة على عقد شراكات مع شركات ومصانع أخرى، أبرزها «جاسكو» لالتقاط الكربون، وشركات مجموعة أدنوك، إضافة إلى شركات من مختلف أنحاء العالم. وتم إنجاز وتشغيل منشأة الريادة، بتكلفة 450 مليون درهم (122 مليون دولار).

1.600.000

شهد العام الجاري تطوراً كبيراً في عمليات حق امتياز شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة «أدكو» أكبر شركة منتجة للنفط في الدولة والتي تخطط لرفع إنتاجها إلى 1.6 مليون برميل يوميا بحلول 2018.

وشهد الشهر الجاري توقيع شركة أدنوك لاتفاقية امتياز مع شركة بي بي BP البريطانية (بريتيش بتروليوم سابقاً) مقابل رسم مشاركة يبلغ 2.22 مليار دولار، تحصل بموجبها شركي بي بي على 10% من امتياز حقول أدكو البرية في أبوظبي، وبالتالي ستمتلك بي بي 10% في شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة «أدكو» التي تتولى إدارة هذا الامتياز.

وستكون بي بي القائد الفني لمجموعة الأصول المتكاملة لحقل «باب» البري ضمن «أدكو»، وكانت حصة بي بي في الامتياز السابق لشركة أدكو 9.5%. وتم طرح امتياز جديد في يناير 2015، وإنضمت بي بي إلى توتال الفرنسية وإنبكس اليابانية وجي إس إنرجي الكورية الجنوبية.

120

تشهد الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن تفاصيل اندماج شركتي الاستثمارات البترولية (آيبيك) ومبادلة للتنمية (مبادلة) في عملاق استثماري جديد بأصول تصل إلى 120 مليار دولار. ويركز العملاق الجديد مشاريعه وأنشطته في صناعة البتروكيماويات لعوائدها المجزية، ونقل التكنولوجيا الجديدة للإمارات، وتوفير فرص عمل للمواطنين.

ويفتح الاندماج أسواقاً جديدة أمام الشركتين، ويرفع عدد الأسواق فيها من نحو عشرين سوقاً حالياً إلى أكثر من ثلاثين سوقاً.

ويسهم الاندماج في دعم جهود حكومة أبوظبي لتنويع الاقتصاد، انسجاماً مع رؤيتها 2030 ورؤية الإمارات 2021 على المدى الطويل، إضافة إلى تأمين فرص عملٍ مرموقة وطويلة الأمد خاصة للمواطنين، وتنمية رأس المال البشري في القطاعات الحيوية في الدولة.

650

دشنت الفجيرة أول رصيف بترولي في الدولة وأعمق رصيف بالعالم، لتحميل ناقلات النفط العملاقة «فئة الـ VLCC» والمطل على ساحل المحيط الهندي خلال شهر سبتمبر الماضي، بكلفة 650 مليون درهم. ويمكن الرصيف الجديد عملاء ميناء الفجيرة من تحميل أو تفريغ حمولة حتى مليوني برميل من النفط الخام خلال 24 ساعة، إضافة إلى استقبال ناقلات حتى طول 344 متراً وبحد أقصى 363 ألف طن حمولة ساكنة للسفينة الواحدة.

ويمكن الرصيف ميناء الفجيرة من تطوير خدماته في ظل تنامي الاستهلاك العالمي للنفط، وتعزيز مكانة الإمارات باعتبارها أحد أكثر اللاعبين المؤثرين في سوق النفط العالمي.

ويعد ميناء الفجيرة حالياً ثاني أكبر ميناء لتزويد السفن بالوقود في العالم ويخطط لزيادة سعة تخزين المنتجات النفطية بنسبة 55% لتصل إلى 14 مليون متر مكعب بحلول عام 2020، كما أن العديد من الشركات العالمية تستخدم مرافق الميناء، مما أسهم في رفع كمية المواد النفطية المتناولة فيه إلى 56 مليون طن.

3.9

تراجعت خسائر شركات التوزيع في الدولة من 9.1 مليارات درهم إلى 3.9 مليارات درهم بنسبة 57% بعد تطبيق سياسة تحرير أسعار الجازولين والديزل. وواصلت الأسعار في التراجع خلال الأشهر الثلاثة من العام الجاري، بعد تذبذب طفيف بين الزيادة والتراجع خلال عام 2016.

ووفقاً لآخر تسعيرة (شهر ديسمبر) انخفض سعر لتر الجازولين 98 (سوبر) إلى 1.80 درهم وسعر لتر الجازولين 95 خصوصي إلى 1.69 درهم وسعر لتر الجازولين 91 بلس إلى 1.62 درهم، وسعر الديزل إلى 1.81 درهم.

وعلى مدار 17 شهراً هي عمر سياسة تحرير أسعار الوقود في الإمارات لم تتخطَّ فيها أسعار الوقود سواء بنزين أو ديزل تسعيرة شهر أغسطس 2015 أول شهور تطبيق سياسة التحرير الجديدة.

وتذبذبت الأسعار خلال الفترة من أغسطس 2015 إلى ديسمبر 2016 بين الانخفاض الذي وصلت نسبته 52.7% للديزل و21% للبنزين، والارتفاع المحدود لأسعار لتر الديزل والبنزين الذي لم يتجاوز أسعار أول أشهر التحرير، وشهدت فترة التطبيق لأول مرة في الدولة تراجع أسعار الديزل إلى ما دون أسعار البنزين.

11.4

تركز شركة أدنوك خلال السنوات المقبلة على قطاع البتروكيماويات خاصة مع الطلب المتزايد عليه من الأسواق الآسيوية بصفة خاصة، وأكدت أنها تخطط لمضاعفة طاقتها الإنتاجية من البتروكيماويات بنحو ثلاثة أضعاف من 4.5 ملايين طن سنوياً إلى 11,4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025، خاصة.

وأن معدلات النمو الاقتصادي التي تشهدها دولة الإمارات والنهضة العمرانية في مختلف إمارات الدولة تستلزم زيادة في إنتاج الجازولين بواقع 10.2 ملايين طن سنوياً حتى 2022 حتى تتمكن الإمارات من الحفاظ على الاكتفاء الذاتي.

المصدر: البيان