البريطانيون من اصل عربي 230 ألفاً… والحكومة ترحب بتمثيلهم في مجلس اللوردات

منوعات

في بادرة لافتة من الحكومة البريطانية، أشادت وزيرة الإيمان والمجتمعات البارونة وارسي بـ «المساهمة الكبيرة والإيجابية» للبريطانيين في أصل عربي في مجتمعهم، وأعلنت ترحيب حكومة ديفيد كامرون بضم عضو من أصل عربي إلى مجلس اللوردات، الغرفة الثانية في البرلمان البريطاني.

وجاء موقف الحكومة بعدما أظهر إحصاء سكاني رسمي أن عدد البريطانيين من أصل عربي بات حالياً يبلغ أكثر من 230 ألفا في إنكلترا وويلز وحدهما. وسمحت استمارة الإحصاء السكاني للعام 2011 للمرة الأولى للمواطنين بأن يعرّفوا أنفسهم بوصفهم بريطانيين وعرباً. وفي استمارات الإحصاء السابقة لم يكن ممكناً للبريطانيين من أصول عربية أن يسجّلوا أصلهم «العربي» في خانة الإثنيات التي يتحدرون منها، وكان الخيار المتاح أمامهم تسجيل أنفسهم تحت خانة إثنية مختلفة أو وضع علامة في خانة «الإثنيات الأخرى» غير المدرجة في الاستمارة. ووفق إحصاء العام 2011 سجّل 230.600 بريطاني أنفسهم بأنهم «عرب».

وأشادت البارونة وارسي في نقاش أمام مجلس اللوردات، بعد ظهر الأربعاء، بمساهمة البريطانيين العرب على اختلاف أصولهم ومذاهبهم في إثراء الحياة العامة في المملكة المتحدة، وسمّت تحديداً الدكتور هاني البنا أحد مؤسسي «الإغاثة الإسلامية» الخيرية والحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، والجرّاح العالمي المتخصص في زرع الأعضاء السير مجدي حبيب يعقوب، ورياضي التجديف الحائز على ميدالية أولمبية ذهبية محمد صبيحي. وأعلنت ترحيبها بتعيين عضو من الجالية البريطانية العربية في مجلس اللوردات الذي يضم 760 عضواً.

وكانت البارونة وارسي ترد على سؤال في مجلس اللوردات طرحه اللورد ليا (عن قرية كروندال بمقاطعة هامبشاير، جنوب إنكلترا) عن خطط الحكومة في شأن تعزيز مشاركة العرب في الحياة العامة في بريطانيا.

وقالت البارونة وارسي: «لسنوات عديدة، لعب أفراد الجالية العربية على إختلاف أصولهم وأديانهم دوراً كبيراً وإيجابياً في هذا البلد، وحققوا أعلى الدرجات في الطب، والأعمال، والأكاديميا، وأيضاً في الرياضة والترفيه، وفي شكل متزايد في السياسة المحلية وفي مجتمعاتهم الأوسع». وقالت: «هذا البلد هو مكان معظم سكانه يتعايشون مع بعضهم بعضاً على ما يرام. لكننا واعون أيضاً أن بعض المجتمعات والأماكن ما زال يواجه تحديات وتوترات وفرصاً ضائعة».

وأوضحت وارسي «أن سياسة الحكومة في شأن الإندماج تركّز على القيم البريطانية التي نتشارك فيها، وعلى ما يجمع بيننا عوض على ما نختلف حوله، وعلى المسؤوليات المترتبة علينا تجاه الآخرين وتجاه المجتمع». وتابعت أن هذه السياسة «تعطي الفرصة للناس للإجتماع مع بعضهم، وللعب دور إيجابي، وإسماع صوتهم وأخذ القرارات، والأهم أيضاً ضمان أن التهديدات، سواء كانت ناتجة عن تمييز أو تطرّف أو خلل في النظام، يتم التصدي لها بحزم».

وعندما سأل اللورد ليا عن انعدام مشاركة البريطانيين العرب في مجلس اللوردات بالمقارنة مع جاليات أخرى، ردت وارسي قائلة: «سأرحب بعضو من الجالية العربية ليكون عضواً في هذا المجلس».

وعلى رغم أن العدد الرسمي للبريطانيين العرب بات اليوم يبلغ أكثر بقليل من 230 ألفاً، إلا أن ذلك لا يمثّل سوى 0.4 في المئة من مجموع السكان. وهذا الرقم يشمل فقط إنكلترا وويلز، في حين أن اسكتلندا وإيرلندا الشمالية لهما حكومة محلية تُجري إحصاء خاصاً بكل منهما.

وأظهر إحصاء 2011 أن غالبية الجالية البريطانية العربية (46 في المئة) تقيم في لندن، ثم في شمال غربي إنكلترا (11 في المئة)، ويوركشاير وهامبر (10 في المئة)، وجنوب شرقي إنكلترا (9 في المئة). والنسبة الأدنى هي في جنوب غربي إنكلترا وبلغت 3 في المئة.

 المصدر: صحيفة الحياة – لندن