البنتاغون «يشن حربا» على سمكة صينية

منوعات

بدأت فرقة عسكرية أميركية من سلاح الهندسة بتنفيذ خطة بكلفة 15 مليار دولار لوقف «غزو سمك الكارب الآسيوي»، الذي يهدد التوازن البيئي في المياه العذبة، كما كشفت صحيفة «ميلواكي جورنال سنتنال»، التي تصدر في ميلواكي بولاية ويسكونسن، التي تقع على بحيرة ميتشيغان، واحدة من البحيرات الخمس المهددة في وسط الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة بأنها حصلت على تقرير من عشرة آلاف صفحة، عن مشاريع فرقة المهندسين العسكرية لإعادة فصل مياه بحيرة ميتشيغان عن نهر شيكاغو، الذي يصب في نهر الميسيسيبي، وذلك بإصلاح وترميم قنوات عملاقة مضت على بنائها مائة سنة. وأيضا، لتنقية الماء، وتصريف مياه الأمطار، ومعالجة مياه القاذورات.

رغم أن هذه الخطة قديمة، استعجل في تنفيذها 16 في مجلس الشيوخ (يمثلون ولايات المنطقة)، وذلك لوقف هذا النوع من الأسماك العملاقة، الذي انتشر خلال العشرين سنة الماضية، بسبب توالده السريع وازدياد أعداده في أنهار أميركية كثيرة، منها نهر شيكاغو. ويخشى هؤلاء من انتقال الأسماك الصينية إلى بحيرة ميتشيغان.

وربما لن تمضي سنوات كثيرة حتى تسيطر هذه الأسماك على البحيرات الخمس، وتعيق الملاحة والصيد والسياحة.

تبلغ قيمة اقتصاد صيد الأسماك في البحيرات الخمس سبعة مليارات دولار في العام.

ويقول الخبراء بأن لهذه الأسماك عادة غريبة، إذ تطير فوق سطح الماء وتهاجم الصيادين والسياح.

وانتقلت المشكلة إلى المحاكم، وإلى تعريف عبارات أساسية في الحوار القائم. وحسب قانون نظافة البيئة الفيدرالي، واعتبار هل الأسماك الصينية خطرا بيئيا، فإن إدارة البيئة الفيدرالية (إي بي إيه) تتحمل نظافة الأنهار والبحيرات منها. لكن هل تقتصر مهمة الفرقة تحويل الأنهار، أم يشمل التخلص من الأسماك الصينية أيضا؟

وتساءل تقرير أصدره مركز لمراقبة الكونغرس في واشنطن، قائلا هل أعضاء الكونغرس من ولايات المنطقة يبالغون في تصوير خطر الأسماك الصينية بهدف تخويف الناس، وبهدف زيادة اعتمادات الصرف الفيدرالي في ولاياتهم؟ وحسب معلومات نشرتها وزارة المصادر الطبيعية في كندا فإن هذا السمك يهدد بحارها وأنهارها.

ما هو سمك «الكارب» الصيني؟ ومتى، وكيف، جاء إلى أميركا؟

في الأساطير الصينية القديمة، لا تقل أهمية هذا السمك عن حيوان التنين العملاق. منذ أسرة «هان»، قبل ألفي سنة تقريبا، إذ تقول واحدة من هذه الأساطير بأن سد «دراغون غيت» (بوابة التنين) على نهر يالو (النهر الأصفر) بني لوقف زحف سمك «الكارب». وإذا استطاعت أي سمكة من هذا النوع أن تطير فوق السد، تتحول، في الحال، إلى تنين. يستورد المهاجرون الصينيون هذا السمك، وذلك لأنه طعام هام على المائدة الصينية. ويعتقد رجال صينيون أن أكل قلب السمكة يزيد شهوتهم الجنسية. وأيضا، يحتفظ الناس بالسمك للترفيه عن الأطفال، حيث يوضع في أحواض مائية. لكن، عندما يكبر الأطفال، أو يكبر السمك، يتخلص الآباء والأمهات منه برميه في مجاري الأمطار.

وفي الثقافة الصينية يشبه «التلميذ يوم الامتحان مثل سمكة الكارب التي تستعد لاختراق بوابة التنين على نهر يالو». ويقول مثل آخر بأن شخصا قفز وكأنه سمكة «كارب». وفي منافسات الألعاب الأولمبية في الصين قبل ست سنوات، أطلق الصينيون اسم سمك «الكارب» على لاعبيهم في رياضة القفز بالعمود. بإمكان السمكة أن تقفز ما بين 8 و10 أقدام (2 و3 أمتار). وينمو نوع من هذه الأسماك ليصير وزنه 45 كيلوغراما (100 رطل).

وبسبب انتشار الطعام الصيني في الولايات المتحدة، بنت شركات صيد بحيرات صناعية على نهر الميسيسيبي لتربية «سيلفر كارب» (النوع الفضي الذي لا يؤذي). وليس «بلاك كارب» (النوع الأسود المؤذي). لكن، طبعا، ليس سهلا التمييز بين سمكة وسمكة في عالم الحياة تحت سطح الماء.

وأخيرا، تدخل الرئيس باراك أوباما الذي يتحدر من ولاية شيكاغو في الحرب ضد هذا السمك الصيني، ولوبي صيادي الأسماك يضغط عليه، ولأن نظافة البيئة جزء هام في برنامجه الانتخابي، وأغلبية أعضاء الكونغرس من ولايات البحيرات الخمس من الحزب الديمقراطي. وعندما كان أوباما سيناتورا عن ولاية اللينوي دعا إلى ترميم القنوات المائية التي تربط نهر شيكاغو وبحيرة ميتشيغان. وكان قد دعا إلى تمويل مشروع لكهربة جزء من نهر شيكاغو (عندما يقترب من بحيرة ميتشيغان). وفعلا يوجد اليوم على النهر سلك كهرباء على مسافة 35 ميلا من البحيرة. كلف المشروع 100 مليون دولار. ويكلف يوميا ثلاثين ألف دولار، وذلك بسبب الإجراءات الاحتياطية لمنع صعق الناس بالتيار الكهربائي. وخلال كل حملة انتخابية خاضها أوباما سابقا كرر وعد وقف غزو السمك الصيني للبحيرة.

لكن، يبدو أنه لا يقدر على ذلك، كما كتبت صحيفة «ميلواكي جورنال سينتينال» في افتتاحيتها في صورة خطاب إلى أوباما. وقالت فيها: «منذ المناظرة الانتخابية مع الحاكم ميت رومني (مرشح الحزب الجمهوري الذي فاز عليه أوباما في انتخابات 2012)، ينتظر الناس تنفيذ وعدك بوقف زحف السمك الصيني نحو بحيرة ميتشيغان. ومنذ أن قررت المحكمة العليا في واشنطن، التي تفسر الدستور، ألا تتورط في الموضوع، صارت المسؤولية تقع على عاتقك».

المصدر: الشرق الأوسط