«التعاون الإسلامي» تطالب بوقفة دولية ضد اعتداء الحوثي على مكة

أخبار

أقرّ الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد أمس، في مكة المكرمة بشأن إطلاق ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة تشكيل فريق عمل من الدول الأعضاء في اللجنة التنفيذية للنظر في اتخاذ خطوات عملية على وجه السرعة، تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة، من بينها توجيه رسالة إلى الأمم المتحدة تطالب بوقفة جادة لمنع مثل هذه الاعتداءات، كما انتخب الاجتماع الطارئ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أميناً عاماً للمنظمة بالإجماع، بناء على ترشيح السعودية.

وشارك الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الاجتماع. وجدد، في كلمته أمام الاجتماع الذي عقد برئاسة عبدالعزيز كاميلوف، وزير خارجية أوزبكستان، رئيس الدورة ال43 لمجلس وزراء خارجية المنظمة، إدانة دولة الإمارات لمحاولة الاعتداء الآثم لميليشيات الحوثي وصالح على حرمة بيت الله الحرام، وذلك بتوجيه صاروخ باليستي باتجاه مكة المكرمة، والذي تم اعتراضه بحمد الله، بواسطة الدفاعات الجوية السعودية بنجاح، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعد تصعيداً خطراً غير مسبوق وإفلاساً أخلاقياً لهذه الميليشيات، ويؤكد أن لا حدود دينية أو أخلاقية تردعهم عن إجرامهم واستفزازهم لمشاعر المسلمين حول العالم.

وقال قرقاش «إن استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي يعد أعلى درجات الاستفزاز والاعتداء السافر على أطهر بقاع الأرض، وعلى المقدسات الإسلامية ولمشاعر جميع المسلمين حول العالم، ويتجاوز كل الحرمات، ويتعدى كل الحدود، حيث إن هذا العمل الإجرامي الدنيء يكشف الوجه الحقيقي والنوايا الحقيقية لهذه الميليشيات والمتحالفين معها والذين يقفون على تزويدهم بالسلاح، فمصدر السلاح الباليستي يتحمل مسؤولية مشتركة مع الذي أطلقه في انتهاك صارخ للمحرمات».

وأكد أن هذا العمل الإجرامي يكشف مجدداً طبيعة التمرد الحوثي ودورها المتآمر على منطقتنا واستقرارها، ويؤكد صواب موقفنا ضد التمرد والانقلاب على الشرعية في اليمن الشقيق، ويزيدنا عزماً وإصراراً على النجاح في مهمتنا، وقال «إن الإدانة والاستنكار لا تكفي أمام هذا الاعتداء الخسيس وموقف التضامن ضد من يقف خلف هذا العمل الآثم هو الحد الأدنى في نصرة مقدساتنا ورفض استهدافها».

وأضاف: إن دولة الإمارات إذ تحيي يقظة القوات السعودية الشقيقة في التصدي للعدوان الآثم على مكة المكرمة وبيت الله الحرام، يحتم على العالم الإسلامي التكاتف والتعاضد للتصدي لهذا التصعيد الخطر، وأن تتضافر جهودنا في موقف موحد قادر على ردع أعداء الإسلام والأمة الإسلامية لحماية أمننا ومقدسات المسلمين. وأعلن الدكتور أنور بن محمد قرقاش، دعم دولة الإمارات ترشيح السعودية للدكتور يوسف بن أحمد العثيمين لمنصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وتوجه بالشكر والامتنان للمملكة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مثمناً جهود الأمانة العامة المتواصلة المبذولة لتحقيق تطلعات وأهداف المنظمة وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية، وقال «إنه لشرف كبير لنا أن نجتمع (اليوم) في المدينة المقدسة مكة المكرمة بالقرب من بيت الله الحرام، قبلة المسلمين في صلواتهم بشتى أنحاء العالم».

وقرر الاجتماع اعتماد البيان الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري الذي عقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة في الخامس من نوفمبر/‏تشرين الثاني الجاري، والذي طالب الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الآثم، ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح باعتباره شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي، وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية وداعما أساسياً للإرهاب. كما قرر الاجتماع توجيه رسالة من اللجنة التنفيذية باسم الدول الأعضاء في المنظمة إلى الأمم المتحدة، لاتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة على مكة المكرمة وبقية الأراضي الإسلامية المقدسة داعياً أمين عام المنظمة لتنفيذ هذا القرار، ورفع ما تم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن، لمجلس وزراء الخارجية.

وأكد الوزراء الالتزام بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وخاصة تلك المتعلقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو مجدداً التزام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تعزيز وحدتها وتضامنها وتطوير علاقات تعود بالنفع على الجميع، صوناً للسلم والأمن وتحقيقاً للاستقرار والازدهار داخل الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها، وذلك انطلاقاً من روح الدين الإسلامي الذي يعتبر رحمة للعالمين. (وام)

المصدر: الخليج