«الجزيرة» نَبْت خبيث.. و«الرأي الآخر» هشّ وشاذ

أخبار

نبت خبيث غامض، منذ أن تنامى قبل نحو عشرين عاماً، تبنّت شعاراً فضفاضاً ثبت فيما بعد أنه كاذب، لا يمتّ إلى مضمونه بصلة، وهو «الرأي والرأي الآخر»، فكان رأي «الجزيرة» الأقوى، و«الآخر»، من الشُذّاذ الضعيفي الرأي والحجة والمنطق، فيكون خداع الناس أكبر، وتجرّعهم للفكر السام أمضى. مصنع من مصانع الفتن وبثّ الكراهية وداعم للإرهاب، هذا ما أكدته شخصيات خلال استطلاع ل«الخليج».. كثُر دائماً يتساءلون لماذا تدافع الجزيرة باستماتة عن السياسة الإيرانية في المنطقة ؟ ولماذا تقف محامياً ل«الشيطان» في دفاعها عما يُسمى «الربيع العربي»؟ ولماذا تدعم مواقف تهدد أمن واستقرار عدد من دول المنطقة، وتسهم في تعقيد الأزمات؛ بل وتختلقها في كثير من الأحيان.. الإجابة الكاشفة عن كل هذه التساؤلات ترصدها «الخليج» على لسان أكاديميين وخبراء ومتخصصين في السطور التالية.

أشعلت الفتنة

أكد الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد في أبوظبي، أن دور قناة الجزيرة القطرية، في المنطقة العربية وشبه الجزيرة على الأخص، هو إشعال الفتنة والتحريض، لتنفيذ مخططات خارجية، مستغلة في ذلك الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى أن قنوات الجزيرة تدعي باستمرار مساندة مطالب الشعوب العربية؛ لكنها في حقيقة الأمر تنشر الفتن، لتقسيم دول المنطقة عن طريق الأخبار الكاذبة والملفقة. وقال: «إن «الجزيرة» هي مصنع من مصانع الفتن، تبثّ من خلالها التحريض لشق الصف العربي الواحد، والشعوب على الثورات، وتفسدها بعدما كانت آمنة ومستقرة؛ حيث أفسدت منذ إنشائها علاقات استراتيجية بين دول وأخرى.

عزلة إقليمية ودولية

أكد أحمد محمد الأستاذ المدير العام ل«المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية» في أبوظبي، أمس، أن السياسات والمواقف التي تتبناها قطر في هذه المرحلة لا تخدم العمل الخليجي المشترك، وتصب في مصلحة أطراف خارجية تسعى إلى إثارة الخلافات والانقسامات بين الدول الخليجية والعربية، وعلى قطر أن تلتزم بمبادئ الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي. وأضاف: «إن التصريحات التي أدلى بها أمير قطر، في أعقاب القمة العربية الإسلامية – الأمريكية، التي انعقدت في الرياض، الأسبوع الماضي، وأعرب فيها عن اعتزازه بالعلاقات مع إيران، باعتبارها دولة ذات ثقل إقليمي وإسلامي، وانتقاده لمواقف كثير من الدول الخليجية والعربية، إنما تعبر عن ثوابت السياسة القطرية، التي تظهر جلية في مواقفها المثيرة للجدل إزاء أزمات المنطقة المختلفة، وتدفع جميعها في اتجاه إثارة الخلافات والانشقاقات، ودعم الجماعات المتطرفة، وبالتالي إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في عموم المنطقة وأمنها الإقليمي».

إثارة الرأي العام العربي

قالت مها الميسري، تربوية في إحدى مدارس أبوظبي: إن السياسة الإعلامية، التي تنتهجها «الجزيرة» تستهدف إثارة الرأي العام العربي، مشيرة إلى أنها تدعم الإرهاب؛ لتحقيق مصالحها مع الدول التي ترعى الإرهاب، ومنها إيران، وكذلك مصالحها مع «إسرائيل»، لتفتيت الوحدة العربية، وشق الصف العربي، وينبغي إغلاق هذه القناة في كل الدول العربية، فالجميع يجزمون بأنه أينما وجد الإرهاب فابحث عن «الجزيرة»، فهي المحرك والممول، لا بل هي الإرهاب بعينه. وتدعم «داعش» وتطلق عليها مسمى «الدولة الإسلامية»، ولم تترك طرفاً إقليمياً إلا قوته ودعمته ضد العرب، ودعمت إيران و«حزب الله»، وحالياً تدعم الجماعات المتطرفة الإسلامية؛ حيث ثبتّ تواصلها مع الإرهابيين في مصر وسوريا بشكل مباشر، والحصول على دعم مادي وشراء أفلام وكاميرات لمصلحتها. و«الجزيرة» الإنجليزية تشوّه سمعة الدول العربية.

فارقت المهنية

قال الدكتور مرتضى الغالي الأستاذ الجامعي في كلية الإعلام في أبوظبي، «الجزيرة» منذ مرحلة مبكرة فارقت المهنية في تناولها للقضايا العربية، عبر الانتقائية التي تمارسها في اختيار المواضيع والأحداث، وتبنيها نهجاً واضحاً يعكس رؤية «الإخوان المسلمين»، ما يقدح في دورها وسيلة إعلامية كان يفترض أن تلعب دوراً محايداً يحمل هموم الأمة العربية، ويسهم في توحيد الرؤى.

وأضاف: واقع القناة لا يبشر بدور إيجابي، وإنما هدفت من خلال الحوارات والأفكار التي تطرحها إلى صبّ المزيد من الزيت على النار، فإذا كان هنالك أفراد يناصرون «الإخوان» ويناهضون الحكم في مصر، تتحول الصورة إلى نهج شعبي تريد به «الجزيرة» أن تنفذ مخططها «الإخواني» في تكبير حجم تلك الصورة، إلى جانب ذلك فإن تناولها أحداثاً معينة لا يأتي من باب المصادفة، وإنما هو نهج منظم يهدف إلى خلق الفوضى وتشويش الصورة الإعلامية العربية.

دأبت على تأجيج الرأي العالمي

أكد علي الراشدي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في «جمعية الشارقة الخيرية»، أنه في ظل التصريحات التي خرجت بها مؤخراً، وأعلنت خلالها انشقاقها عن الصف العربي والخليجي المتحد لمواجهة كل أنواع الإرهاب والتطرف، كانت «الجزيرة» بوقاً إعلامياً لها، ودأبت على تأجيج الرأي العالمي على كل من يقف ضد قطر، وها هي تنشر سمومها وأكاذيبها، وتزرع الفتنة والحقد، وتلفق التهم على دول الخليج؛ لكن بمواجهتها بالأدلة الدامغة والحقائق المثبتة عرّيت وفضحت أمام الجميع.

أفسدت استقرار دول وخرّبتها

حذر الإمام والخطيب أحمد موسى من الاستماع للشائعات المغرضة، التي تبثها قناة الجزيرة، ووصفها بأنها مصنع الفتن؛ لأنها تسعى إلى التفريق بين الدول الصديقة، والتحريض على ولاة الأمر، فهي من حرضّت على القيام ب«الثورات»، التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين.

وقال: إن الحكماء والعقلاء من أهل العلم حذروا من الجزيرة، التي أفسدت الاستقرار داخل الكثير من البلاد، وحولتها إلى خراب، عبر إثارة الرأي العام وتأليبه بما يخدم سياسات الجهات التي تمولها، مشيراً إلى أنها أول قناة استضافت غلاة المتطرفين، وهي الوحيدة التي تسمي «داعش» ب«الدولة الإسلامية».

العالم يفضحها

وقال الناشط الاجتماعي علي الحمادي، إن قطر على لسان الجزيرة تكذب والعالم يفضحها، مشيراً إلى أنها أم الفتن، ولها أذرع من القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية والصحف تساعدها في مخططاتها وتدعمها.

وأضاف، أن الجزيرة بوق السياسة القطرية كانت تخطط لإشاعة الدمار في الوطن العربي، قبل «ثورات الربيع العربي»، وتمهد لما سيحدث من دمار وحروب؛ إذ إنها لم تتوقف عن مهاجمة الدول والحكومات، مثل مصر والإمارات، وتنشر الأكاذيب تماشياً مع السياسة القطرية.

منصة رموز الإرهاب

وقال الناشط الإماراتي يعقوب الريسي: إن «الجزيرة» معروفة باستقطاب رموز الإرهاب على شاشاتها، لإبرازهم بأنهم رجال دين وسياسة، فهي منصتهم لإيصال صوتهم إلى الشعوب، مشيراً إلى أنها تستخدمهم لأجندة خبيثة تخدم حزب «الإخوان» الإرهابي، الذي يسعى إلى تدمير الشعوب العربية، لرسم السياسات التي تقررها قطر في العالم العربي، ليكون لها دور محوري؛ لكن على أساس التحريض ونشر الشائعات والأكاذيب في موادها الإعلامية، ضارباً مثلاً على استضافتها للجولاني الإرهابي زعيم «النصرة»، والسعودي سعد الفقيه المعروف بمعارضته لولاة الأمر، وتكفيره للحكام، وهي تبرزه على أنه معتدل.

وأضاف: «رأينا دورها في ما يسمّى ب «الثورات العربية» التي حرقت الأخضر واليابس؛ لذلك فإن علاقتها مع الإرهاب علاقة «توأمة» والتدخل في الشؤون التي لا تعنيها؛ لذلك فقد باتت من الأدوات الخطرة التي تهدد الأمن القومي العربي.

أفعى والخليج لا يُلدغ مرتين

قال الكاتب الإماراتي محمد تقي، إن «الجزيرة» منذ تأسيسها قامت على أساس خلق وهم وفقاعات إعلامية بأنها قناة «الرأي والرأي الآخر» والصدقية والحقائق، إلا أنها خدعت الناس؛ لأن لها أجندات سياسية، واستضافت صنّاع الفتنة والدمار، أمثال القرضاوي الذي استخدمها منصة لإطلاق فتاواه ونشرها، فضلاً عن إساءاتها المتكررة للإمارات والسعودية ومصر والبحرين.

وأشار إلى أنها تسير وفق خطوات محكمة رسمتها لها الخارجية القطرية؛ حيث احتوت تنظيم «القاعدة» و«حزب الله» و«حماس» وكلها أحزاب إرهابية، مضيفاً أنها تنشر الأكاذيب عن قوات التحالف والإمارات. وشاهدناها تكشر عن أنيابها، خاصة بعد أن شعرت قطر بأنها أصبحت مهمّشة سياسياً، في ظل الظهور القوي للمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر؛ لذلك حجبت من كثير من الدول، لمنعها من مواصلة بثّ سموم الفتنة والدمار.

مثال للتحريف والانتقائية

قال فضيلة الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي: «إننا من متابعتنا الطويلة لسنوات في عدد من برامجها وما تبثه من مواد إعلامية، تأكد لكل ذي بصر وعقل أن «الجزيرة» – وهي غامضة النشأة – لديها خط واضح وراسخ في الانتقائية للمواد التي تبثها وللأشخاص الذين تقدمهم متحدثين أو معلقين أو أصحاب برامج، وهي في هذا تتقلب تقلب الحرباء التي لا تريد أن يكتشف أمرها ولا أن تدرك غايتها، وإن إحصائية متتابعة ضمن تحديد الفترات، تؤكد أن نوعية الذين تقدمهم يسيرون في الخط الغامض، والأهداف الملتوية التي ترومها الجزيرة وتعمل لها دون كلل».

المصدر: الخليج