علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

“الحرس الدعوي” لفضيلة الشيخ

آراء

أحمد لأخي الكريم (وبلدياتي) النبيل، عائض بن عبدالله القرني، أنه تصرف بحضارة وشيمة إنسانية وهو يجتهد كي يحصل على رقم زميلنا، مراسل “الوطن”، عبدالمحسن الفاران، ثم يتصل به معتذراً لما حصل عليه من اعتداء من قبل أحد مرافقيه بعد سؤال اعتيادي لا مشاحة فيه، لكن تقديري لأبي عبدالله لن يمنعني من الطلب إليه أن يمتحن صدى رسالته الدعوية الوسطية المتسامحة التي كنا نظن (معه) أنها ستصل إلى عشرات الآلاف من محبيه، فإذا بها لم تصل إلى أقرب من يسير معه في الركب والرفقة، وإذ بالمرافق يستخدم الشتم والدفع لأن (واحداً) رمى بسؤال مختلف إلى فضيلة الشيخ.

ومن تجربتي، فلا شيء يسيء لصورة الكبار من ميدان العمل الدعوي بأكثر من هؤلاء الجنود المتطوعين من كتائب (الحرس الدعوي) الذي يرافق في العادة فضيلة أي شيخ، دائماً تجدهم متجهمين (متحشرين)، وطابوراً مرتصاً وكأنهم ذاهبون لغزوة تنتشل الفضيلة من براثن الرذيلة.

وذات (مقال) كتبت محاوراً شيخاً علماً لا يعرف هذا (الحرس الدعوي) ما بيننا من المودة والعلاقة الأخوية الدافئة، وظهر اليوم التالي تلقيت اتصالاً من أحد جنود هذا (الحرس الدعوي) شاتماً معنفاً لأنني كتبت اسم (صاحبي) بلا ألقاب الزمان المترادفة قبل اسم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور الداعية. ولما اتصلت بالشيخ نفسه ضحك وهو يذكرني أن كتب الحديث الشريف تنقل رواياته مجردة (عن جابر بن عبدالله، عن عمر، وعن سهيل بن عمرو، وعن أبي هريرة) بلا لقب إضافي، وهم الصحابة الذين يستحقون بتوصيف هذا الزمان أرقى الأوصاف والقلائد والأوسمة.

وذات مرة شاهدت كتائب هذا (الحرس الدعوي) يدخلون مع شيخهم إلى عيادة طبية خاصة وصغيرة وبمثل هذا الحشد الاستعراضي، تفرغ له الطبيب طوال الليلة من العيادة إلى المختبر للأشعة إلى باب المشفى الخاص ثم عاد إلينا مجدولاً مواعيدنا لمرة قادمة، لأن (الموكب الدعوي) لهذا الحرس قد أخذ كل حقوقنا بالإبهار حد الدهشة.

وحتى في التواجد الإلكتروني لهذا (الحرس الدعوي) اقرؤوا تغريدات هذه الكتائب (في نصرة) محمد العريفي على عادل الكلباني لتعرفوا الفوارق ما بين (الشيخين) وبين الحواريين. كانا في قمة النضج والرقي في أدب الاختلاف، بينما تبدو اللغة المتواضعة واضحة في ردود هذا الحرس الدعوي. هنا يبدو واضحاً ضآلة (موكب) الكلباني في وجه الطابور الطويل للأنيق محمد العريفي.

المصدر: الوطن اون لاين