الخلافات تدفع صالح لسحب قواته من صعدة وتعز لمواجهة الحوثيين في صنعاء

أخبار

تصاعدت الخلافات العاصفة بطرفي الانقلاب في صنعاء، والتي كان أحدثها توجيهات أصدرها المخلوع صالح لقواته في جبهات صعدة وتعز بالانسحاب، والتوجه إلى صنعاء لتأمينها من الميليشيات الحوثية، فيما تمكنت وحدات الجيش اليمني، مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، من تحرير مواقع جديدة بمحافظة الجوف، في عملية عسكرية واسعة لاستعادة مديرية خب الشعف.

وفي التفاصيل، ارتفعت حدة الخلافات بين طرفي الانقلاب الحوثي – صالح في صنعاء، حيث أصدر الأخير، على خلفية تزايد التوترات بين الطرفين، توجيهات لقواته في جبهات محافظتي صعدة وتعز بالانسحاب، والتوجه إلى صنعاء لتأمينها من الميليشيات الحوثية، في حين أعلنت القوات الأمنية الموالية له حالة العصيان المسلح، والنزول إلى الشوارع للتظاهر والمطالبة بصرف مرتباتهم الموقفة من ثلاثة أشهر.

وفي جبهات القتال، شهدت جبهة نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، معارك عنيفة مع الميليشيات التي فرت بأعداد كبيرة من مواقعها في جبال يام، التي تمكنت قوات الشرعية من تأمينها بالكامل، وتطهيرها من القناصة والألغام في أقل من ثلاث ساعات، وفقاً لمصادر عسكرية في المنطقة.

وأكدت المصادر أن قوات الشرعية انتشرت على امتداد محيط مديرية أرحب من جهة جبال يام في نهم، وباتت تشرف على السلسلة الجبلية الفاصلة بين المديريتين، واقتربت كثيراً من مفرق أرحب ونقيل ابن غيلان الاستراتيجي الفاصل بينها وبين قاعدة الصمع العسكرية المطلة على مطار صنعاء.

وأشارت المصادر العسكرية في قوات الشرعية إلى أنها في انتظار الأوامر والتوجيهات من القيادات العسكرية والسلطة الشرعية لبدء الزحف نحو العاصمة ومعاقل الميليشيات في صعدة وعمران وحجة وذمار، وعبر جبهات متعددة ومتنوعة، وسط عمليات عسكرية سيتم الكشف عنها عند إعلان ساعة الصفر.

وشهدت مناطق التماس في جبهات نهم معارك عنيفة، أمس، وسط مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في المنطقة وفي ضواحي العاصمة صنعاء، مستهدفة جبل الطويل شمال شرق صنعاء، الذي دوت فيه انفجارات ضخمة، كما استهدفت الكلية الحربية وقاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة، واستهدفت تعزيزات للميليشيات في نقيل مناخة غرب العاصمة صنعاء، كانت في طريقها إلى الحديدة.

وشنت مقاتلات التحالف غارات محكمة على تعزيزات عسكرية في منطقة «جردان» في سنحان مسقط رأس المخلوع صالح، كانت في طريقها إلى صرواح في مأرب، ودمرتها بالكامل، واستهدفت تعزيزات مماثلة في منطقة كحلان عفار بمحافظة حجة، كانت في طريقها إلى جبهتي ميدي وحرض الحدوديتين.

وفي الجوف شرق صنعاء، نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة، عن مصدر عسكري، أن الجيش دحر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وتمكن من تحرير موقعي الخرشة وجبل كحيل في مديرية خب والشعف، بعد معارك عنيفة، استخدم فيها مختلف أنواع السلاح، وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الميليشيات.

وشن طيران التحالف العربي غارات استهدفت مواقع وتجمعات وتعزيزات تابعة للميليشيات الانقلابية في منطقة صبرين بمديرية خب والشعف.

وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مديرية المتون، التي تستعد قوات الشرعية لتحريرها بالكامل، مستهدفة تعزيزات للميليشيات في تخوم مزرعة الورش، ما أسفر عن تدمير عربة عسكرية وثلاث عربات عسكرية محملة بالأفراد والعتاد، ومقتل وإصابة من كانوا على متنها، وفقاً لناطق المقاومة في الجوف عبدالله الأشرف.

وأشار الأشرف إلى أن مقاتلات التحالف نسفت تجمعاً للميليشيات في منطقة مزرعة القاضي في المتون أيضاً، ما أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات، وتدمير آليات عسكرية كانت في المنطقة.

وفي مأرب، أكد مصدر في المقاومة بدء تنفيذ استراتيجية عسكرية جديدة من قبل قوات الشرعية من الجيش والمقاومة في جبهات صرواح غرب المحافظة، بالتنسيق الكامل مع قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، مشيراً إلى أن تلك الاستراتيجية بدأ العمل بها منذ مطلع الأسبوع الجاري، وحققت تقدماً نوعياً، وكبدت الميليشيات عشرات القتلى والجرحى.

وفي تعز، أكد قائد الجبهة الغربية عبده حمود الصغير، لـ«الإمارات اليوم»، استمرار المعارك، والتقدم في جبهات المدينة وضواحيها من قبل قوات الجيش والمقاومة، مشيراً إلى أن قوات الشرعية نجحت في عملياتها الأخيرة في جبهات الصلو وبيحان، والتي اتبعت استراتيجية استدراج الميليشيات إلى مناطقها، ثم الإجهاز عليها، وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وقال الصغير إن قوات الجيش والمقاومة نفذت عمليات نوعية خلال الأيام القليلة الماضية في جبهتي الصلو وحيفان، وحققت تقدماً كبيراً، وسيطرت على أكثر من ستة مواقع استراتيجية، وحافظت عليها، رغم الحشد والتعزيزات التي استقدمتها الميليشيات إلى تلك الجبهات، إلا أن الميليشيات فشلت في استعادة أي موقع خسرته في المنطقة.

وأضاف أن جبهات المدينة في جميع الجهات مشتعلة، فيما تسجل قوات الشرعية انتصارات متتالية على حساب الميليشيات المنهارة، حسب وصفه، موضحاً أن هناك استراتيجية مختلفة تم رسمها لقوات الجيش والمقاومة من قبل قيادة محور تعز بقيادة اللواء الركن خالد فاضل، وهي تحقق إنجازات نوعية على مستوى الجبهات.

وأكد الصغير وجود استعدادات كبيرة من قبل قوات الشرعية من الجيش والمقاومة على مستوى جبهات تعز للمعركة الفاصلة، كما أكد وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات في الجبهة الشرقية للمدينة في معارك أمس، وأن حالات من الانهيار الكامل تشهدها صفوف الميليشيات في تلك الجبهات التي تلقت كمائن نوعية من قبل المقاتلين التابعين لقوات الجيش والمقاومة، الذين استدرجوا الميليشيات إلى أحياء ثعبات وحسنات، وطوقوها وباشروها بإطلاق النار عليها من مختلف الجهات، مشيراً إلى أن هناك عشرت الجثث والمصابين في تلك الأحياء، تم إحصاء 16 جثة لعناصر الميليشيات، فيما العدد يفوق ذلك بكثير، حسب قوله.

وكانت الميليشيات قصفت أحياء عدة في تعز بشكل عشوائي من مواقع في الحوبان وتبتي السوفتيل والسلال، ما أسفر عن إصابة سبعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

المصدر: الإمارات اليوم