2012.. عام هلاك الصحافيين

منوعات

قتل على الأقل 17 صحافيا و44 فردا يعملون في ما يسمى بـ«صحافة المواطن» و4 مساعدين إعلاميين عام 2012 في سوريا. لقد كان عام 2012 هو الأكثر وبالا على الصحافيين بحسب كل من المعهد الدولي للصحافة، ومنظمة «مراسلون بلا حدود» التي تتخذ من باريس مقرا لها.

ورغم عدم اتفاق الاثنين على إجمالي عدد القتلى بسبب اختلاف المعايير لدى كل منهما، للقصة القدر نفسه من المأساوية. وقد ذكرت إحصاءات «رصد الوفيات» في تدوينة خلال الأسبوع الماضي.

وبإلقاء نظرة على إحصاءات منظمة «مراسلون بلا حدود» التي تقدم عرضا تفصيليا عن الاعتداءات التي وجهت ضد الصحافيين وما تلقوه من تهديدات خلال عام 2012، يتضح أن الإحصاءات المجردة الكاشفة تظهر مقتل 88 صحافيا (بزيادة نسبتها 33 في المائة عن العام السابق)، كذلك قتل 47 شخصا يصنفون ضمن فئة «المواطن الصحافي»، مع 6 من المساعدين الإعلاميين مما يجعل الرقم الإجمالي 141. وبعد ذلك تم إلقاء القبض على 879 صحافيا، فضلا عن 144 مدونا ومواطنا صحافيا. وتلقى 1993 صحافيا تهديدات بالقتل أو تعرضوا للاعتداء، في حين تم اختطاف 38 صحافيا وهرب 73 خارج البلاد.

ومن أكثر المناطق التي شهدت هذه الممارسات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي شهدت مقتل 26، وآسيا التي شهدت مقتل 24، وأفريقيا جنوب الصحراء التي شهدت مقتل 21. ولم ينخفض عدد القتلى من صفوف الصحافيين إلا في النصف الغربي من الكوكب.

وتعد هذه الأرقام هي الأسوأ مذ بدأت منظمة «مراسلون بلا حدود» عملية الرصد السنوية عام 1995. وبلغ عدد الصحافيين، الذين قتلوا عام 2011 نحو 67، و58 في عام 2010، و75 في عام 2009. وكان آخر رقم تم تسجيله عام 2007 نحو 87 قتيلا.

وفقد الـ88 صحافيا، الذين قتلوا في عام 2012، حياتهم أثناء تغطية حروب أو تفجيرات، أو قتلوا على أيدي جماعات على علاقة بالجريمة المنظمة من بينها تهريب المخدرات، أو على أيدي جماعات مسلحة إسلامية، أو بأوامر من مسؤولين فاسدين. ولا يزال قتل الصحافيين واحدا من أكبر التهديدات التي تواجه حرية التعبير. وفي ما يلي الدول الخمس التي شهدت مقتل أكبر عدد من الصحافيين.

* سوريا: مقبرة لناقلي الأخبار في خضم الصراع قتل 17 صحافيا على الأقل، و44 من «الصحافيين المواطنين» و4 مساعدين إعلاميين عام 2012 خلال الصراع الذي تدور رحاه بين نظام بشار الأسد ومجموعات الثوار المختلفة. ونكلت سوريا بناقلي الأخبار بقسوة لأنها لا ترغب في شهود على الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام وجماعات المعارضة المسلحة. وبسبب استقطاب مصادر المعلومات، والتلاعب بالأخبار، والدعاية الإعلامية، والقيود الفنية، والعنف الشديد الذي يتعرض له الصحافيون والمواطنون الذين يمارسون العمل الصحافي، يجب أن يتمتع أي شخص يحاول جمع أو نشر أخبار ومعلومات في سوريا بنوع من الحس المهني.

* الصومال: سنة سوداء شهدت مقتل 18 صحافيا تضاعف عدد الصحافيين الذين قتلوا عام 2012 عنه في عام 2009، لذا يمكن القول إن عام 2012 كان هو الأكثر دموية بالنسبة للإعلاميين. وكان النصف الثاني من شهر سبتمبر (أيلول) بوجه خاص دمويا، حيث تم قتل سبعة صحافيين، اثنان منهم في غضون أربع وعشرين ساعة. وتم استهداف أكثر الضحايا في عمليات قتل أو قضوا في تفجيرات. من كان وراء عن هذا العنف إما جماعات مسلحة، مثل حركة شباب المجاهدين، وإما مسؤولون حكوميون محليون يريدون إخراس المنابر الإخبارية.

من أسباب عمليات القتل المحزنة غياب حكومة مستقرة في هذه الدولة الفاشلة على مدى العشرين عاما الماضية، والعنف المتوطن، والإفلات من العقوبة.

* باكستان: مقتل صحافي كل شهر تقريبا قتل عشرة صحافيين ومساعد إعلامي، أكثرهم بسبب العنف المتوطن في بلوشستان وعمليات الانتقام التي ترتكبها حركة طالبان. وكانت باكستان من أكثر الدول خطرا على رجال الإعلام منذ عام 2009 إلى 2011، وما زال إقليم بلوشستان واحدا من أكثر الأماكن خطرا. وتعد دولة باكستان، بسبب مناطق القبائل وحدودها مع أفغانستان والتوتر مع الهند والتاريخ السياسي المضطرب، من أكثر البلدان تعقيدا في التغطية الإخبارية بين دول العالم. وكثيرا ما تمثل التهديدات الإرهابية، وعنف الشرطة، والشخصيات المحلية النافذة التي لا حدود لسيطرتها، والصراعات الخطيرة في المناطق القبلية، عراقيل مهلكة في سبيل الصحافيين.

* المكسيك: الجريمة المنظمة تستهدف الصحافيين تم قتل ستة صحافيين في ظل استمرار العنف الذي تغذيه تجارة المخدرات في المكسيك. وازداد العنف بشدة خلال العمليات الفيدرالية ضد عصابات المخدرات على مدى الأعوام الستة الماضية. ويتم استهداف الصحافيين الذين تواتيهم الجرأة على تغطية مجموعة من القضايا، مثل تهريب المخدرات والفساد واختراق الجريمة المنظمة لهيئات الحكومة المحلية والفيدرالية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها مسؤولون في الحكومة.

* البرازيل: كشف تهريب المخدرات مهنة تؤدي بصاحبها إلى الهلاك قتل خمسة صحافيين. ويبدو أن لتجار المخدرات، الذين يعملون على حدود باراغواي، علاقة مباشرة بمقتل اثنين من الخمسة الذين قتلوا بسبب عملهم في البرازيل عام 2012. لقد كشف الاثنان قضايا مخدرات. الاثنان الآخران من الضحايا كانا من الصحافيين أصحاب المدونات. وكثيرا ما كانا يكتشفان أن أقل انتقاد لمسؤولين محليين يعرضهم للخطر.

 المصدر: صحيفة الشرق الأوسط