فارس الهمزاني
فارس الهمزاني
كاتب سعودي

العنصرية.. هل يقلّصها الابتعاث!

آراء

من أهم المفاهيم الإدارية التي يحتاجها القائد لاتخاذ القرار، وعمل التطوير والتجديد في العمل، مفهوم ومنهج إدارة التغيير، وهو أسلوب إداري يسعى إلى تحقيق أهم الأهداف عبر تقليل آثار التغيير على المنشأة أو المجتمع المحيط.

ما علاقة الابتعاث بالعنصرية والتغيير! إن أهم أداة قامت بها الدولة في عصر رائد التطوير والتجديد الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – لإدارة عملية تغيير المجتمع نحو الأفضل وقبول الآخر هي الابتعاث.. هذا المشروع التنويري المعرفي وضع بذرة التغيير خصوصاً في التعامل مع الآخر بكل جوانب الاختلاف.. أن يعود المبتعث وهو يعرف معنى قيمة البقاء في دولة بتأشيرة، ويعامل الناس سواسية دون تمييز أو محاباة، وأن عامل الكفاءة والمهنية والاحتراف هو المعيار الأساسي للاختيار، وأن أي ممارسة عنصرية أو كراهية هي بمنزلة خرق للقانون، قد تقود إلى المحاكمة وربما العقوبة.. كل ذلك سيكون له دور إيجابي في رفض العنصرية في المجتمع، ولكن… إن المبتعثين لا يشكلون سوى أقل من واحد بالمائة من سكان المملكة!

إن انتشار العنصرية في مجتمعنا أمر خطير، والتمادي في ممارستها دون رقيب أو حسيب، خصوصاً في مواقع التواصل الإلكتروني، يشكل منعطفاً قد يؤدي إلى الانزلاق في ممارسات لا تحمد عقباها.. إن وجود نظام صارم يجرم العنصرية، ويحاربها في شتى مجالاتها، أصبح أمرا جوهريا، وإذا لم يتوفر فإن ابتعاث مواطن من كل أسرة سيفي بالغرض نحو التغيير الإيجابي!

المصدر: الشرق