الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة ويؤكدون التمسك بحق العودة

أخبار

أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى ال68 للنكبة. وشارك المئات في مسيرات نظمتها فصائل وهيئات شعبية مختلفة، ومعارض فنية، أظهروا من خلالها الواقع الصعب الذي يعانيه الفلسطينيون منذ وقوع النكبة وحتى الوقت الحالي، وتأثيراتها على مختلف مناحي حياتهم، وقال الرئيس الفلسطيني إن فصول النكبة مستمرة وتتراكم بالمزيد من العذاب، وشددت منظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطينيان أنه لا تنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين،

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن فصول النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني مستمرة لا بل تتراكم بالمزيد من العذاب في كل بقعة من الوطن والشتات. وقال في كلمة متلفزة «ما زلنا نعاني من الإجحاف بحقوقنا وتجاهل معاناتنا والتغاضي عن العدوان المستمر على الإنسان الفلسطيني فوق ترابه الوطني وفي مخيمات الشتات».

وأضاف «فلسطين.. نحن مغروسون في صخورها وترابها وجبالها منذ بداية الحضارة والكتابة واختراع الأبجدية الكنعانية الفلسطينية قبل أكثر من ستة آلاف عام». وأكد عباس أنه ومع استمرار التجاهل للقضية الوطنية وما يتعرض له الشعب على أرضه وفي مخيمات الشتات «سنسعى إلى تدويل قضيتنا وإعادتها إلى الأمم المتحدة وها نحن الآن نتطلع لعقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية آملين أن يتمخض عن إطلاق عملية سياسية حقيقية.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن الأصولية الصهيونية تحاول استكمال النكبة، وتهويد ما تبقى من فلسطين، مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على ايقاف النكبة المستمرة التي تمارسها «إسرائيل» ضد الشعب الفلسطيني الأعزل منذ ما قبل العام 1948. كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية في إجلاء الاحتلال.

وطالب المجلس الوطني الفلسطيني، الأمم المتحدة بالعمل على تنفيذ القرار رقم (194) وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لديارهم التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948 ووضع حد لعنجهية الاحتلال.

وأكد أن «الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه في العودة». 

وأكدت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان، أن حق العودة سيبقى أحد الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا تنازل عنها، وهو حق تاريخي وقانوني مقدس غير قابل للتصرف، حسب القانون والشرعية الدولية من خلال القرار رقم 194 الصادر عن الامم المتحدة والذي اكدته قرارات القمم العربية المتعاقبة.

وشددت على ضرورة انهاء معاناة اكثر من 5.59 مليون لاجئ فلسطيني، مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إضافة لمئات الآلاف ممن هجروا بعد العام 1948، وبفعل حرب العام 1967، لم يتم تسجيلهم، يعيشون في 58 مخيما داخل وخارج دولة فلسطين هجروا قسرا من وطنهم بفعل الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحقهم في عامي 1948 و1967، وطالبت بعودتهم الى ديارهم او تعويضهم عن معاناتهم المتواصلة.

وقالت الدائرة إن «ذكرى النكبة تمر وشعبنا يتعرض لشتى أنواع القمع والقهر من قبل دولة الاحتلال»، مشيرة إلى الأوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وما يتعرضون له من حرب إبادة وحصار وتهجير جديد، داعية إلى توفير الحماية لهم.

ودعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» القيادة المتنفذة في منظمة التحرير إلى التراجع عن نهج التسوية الذي أضر بحقوق الشعب، والاعتراف بفشل هذا النهج وما ترتب عليه من مفاوضات واتفاقيات وفي مقدمها اتفاق أوسلو.

وقالت «يجب الحفاظ على الذاكرة الجمعية الفلسطينية متقدة ضد كل محاولات تزييف وعيها أو شطب ذاكرتها، وإبقائها حاضرة بين مختلف الاجيال الصاعدة». 

ودعت الشعبية إلى التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ورفض كل المخططات التي تهدف إلى توطينه وشطب حقه في العودة إلى أرض وطنه، أو تهجيره مجدداً كما يجري في مخيمات سوريا ولبنان، أو تعميق الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقالت حركة «فتح» إن حق العودة «كالحق في الحياة والحرية»، وهو حق مقدس لا تنازل عنه أو تفريط فيه.

وأضافت «فتح» في بيان، «أن دولة الاحتلال التي خدعت العالم بمقولة الديمقراطية هي التي تعيش النكبة الحقيقية، لإصرارها على نكران وجود وحق الشعب في وطنه فلسطين، وتسييد الحرب والاحتلال والاستيطان، والتمييز العنصري كاستراتيجية للبقاء».

وطالبت «فتح»، بريطانيا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني التاريخي في وطنه فلسطين، باعتبارها دولة الانتداب التي أرهصت لإنشاء «إسرائيل»، والاعتراف كذلك بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية، كمرحلة أولى وكتعبير عن رغبة صادقة في تصحيح خطيئتها التاريخية.

وأكدت حركة «حماس»، أنها لن تعترف بدولة الاحتلال «الإسرائيلي»، مشددة على أنها لن تتنازل عن ذرة تراب من الأرض الفلسطينية.

وقالت «حماس» في بيان، إن الشعب الفلسطينى ومقاومته الحية سيظلان رأس الحربة في مشروع التحرير، لافتة إلى أن الأمة العربية والإسلامية ستظل العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية.

ودعت الدول والشعوب المؤمنة بالحرية إلى عزل الاحتلال والضغط على قيادته لوقف حصاره وعدوانه على قطاع غزة، ووقف الإعدامات الميدانية في الضفة الغربية والقدس، وكف يد الاحتلال عن الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1948م.

المصدر: الخليج