القرق: «دبي العطاء» تستهدف 20 مليون مستفيد في 51 بلداً بحلول 2020

أخبار

أفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي العطاء، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، طارق القرق، بأن المؤسسة خصصت 33% من نفقاتها، خلال العامين المقبلين، للتعليم في حالات الطوارئ، كما تستهدف رفع أعداد المستفيدين من برامجها بحلول عام 2020، لتصل إلى 20 مليون مستفيد، في 51 بلداً حول العالم، وأكد أن «دبي العطاء» أسهمت بشكل أساسي في خفض نسب الأطفال المتسربين من التعليم عالمياً بنسبة 50%، منذ بداية عمل المؤسسة.

وقال القرق، في حوار خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن المؤسسة وضعت، ضمن خطتها للعامين المقبلين، تخصيص 33% من نفقاتها لتعزيز التعليم في حالات الطوارئ، لتشمل برامجها مساعدة المتضررين من الكوارث والأزمات في أي مكان في العالم، وذلك ترسيخاً لأهداف المؤسسة الإنسانية، التي قامت على أساسها منذ البداية.

وأكد أن «دبي العطاء» تكثف جهودها لدعم التعليم في الدول النامية والفقيرة، حيث تستهدف برامجها 20 مليون مستفيد، في 51 بلداً حول العالم، بحلول عام 2020، وذلك في الوقت الذي بلغ فيه عدد المستفيدين حتى الآن من برامجها 14 مليون مستفيد، في 42 بلداً، موزعين على أربع قارات.

آلية خاصة

ولفت إلى أن «دبي العطاء» تعتمد آلية خاصة في اختيار البلدان التي توجه لها برامجها، حيث تستهدف البلدان الأقل نمواً في العالم، استناداً إلى الإحصاءات المستمدة من شعبة الإحصاءات بالأمم المتحدة، وتركز على المؤشرات الأساسية ومؤشرات التعليم، التي تتضمن على سبيل المثال «مؤشر التنمية البشرية»، الذي يتم إصداره من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، الذي يتم إصداره من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إضافة إلى معدل انتشار الفقر المدقع، والمرافق الصحية المحسنة ومعدل انتشار سوء التغذية، وصافي معدل الالتحاق بالمدارس ونسبة الحضور بمدارس التعليم الأساسي، ومؤشر المساواة بين الجنسين في مدارس التعليم الأساسي، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة. وأشار إلى أن المؤسسة تتعامل بالدرجة الأولى مع الدول ذات الحكومات المترابطة، كذلك تستعين المؤسسة بالشركاء الاستراتيجيين من المنظمات الدولية في اختيار الدول الأكثر حاجة للمساعدة. وذكر أن 75% من البرامج التعليمية، التي تقدمها «دبي العطاء» قائمة على دلائل علمية، ناتجة عن دراسات وأبحاث. وذكر أن المؤسسة خصصت ميزانية للبرامج التعليمية للعام الجاري، بقيمة 180 مليون درهم، موزعة على عدد من البرامج التعليمية والتدريبية.

تحديات

وذكر القرق تحديات عدة تواجه «دبي العطاء» في تنفيذ رسالتها التعليمية حول العالم، أبرزها تغير الحكومات في الدول المشمولة ببرامج المؤسسة، حيث تنجز الاتفاقات بين المؤسسة وحكومات، لتأتي بعد ذلك حكومات أخرى باستراتيجيات وقرارات جديدة، تتطلب جهداً آخر لإنجاح البرامج المتفق عليها. وأضاف: «تعتبر الكوارث الطبيعية ضمن أبرز التحديات التي تواجهها (دبي العطاء) في كثير من الدول، والتي تضطرها إلى تغيير خططها وبرامجها كلياً في هذه الدول، بناء على ما بها من متغيرات تتطلب التكيف معها». وتابع: «تعد البنية التحتية في بعض الدول تحدياً كبيراً تواجهه (دبي العطاء) في كثير من الدول، حيث يصعب الوصول إلى كثير من المناطق التي تحتاج إلى برامج تعليمية، بسبب عدم وجود بنية تحتية نهائياً، أو تكون متهالكة في كثير من الأحيان، ومن ثم يواجه فريق (دبي العطاء) صعوبات كثيرة لتنفيذ برامجه في هذه المناطق، يتم التغلب عليها في النهاية». وأشار إلى وجود تحدٍّ آخر يواجهه فريق «دبي العطاء»، يتمثل في معتقدات بعض المجتمعات التي طالتها برامج المؤسسة، حيث لا تعترف بعضها بتعليم الإناث نهائياً.

نفقات

وأوضح أن نفقات «دبي العطاء» تنفق في أوجه عدة، أبرزها إعداد وتصميم البرامج التعليمية، وبناء مدارس في مناطق متضررة في العالم، وترميم مدارس أخرى، وتوفير مياه صحية للشرب في مدارس، كذلك بناء مرافق وخدمات أساسية تحتاجها مدارس في الدول المستهدفة.

وأضاف القرق: «تنفق المؤسسة أيضاً على تجويد التعليم في الدول المستهدفة، وعمل على تطوير مناهجها لدى وزارات التربية والتعليم، لتتناسب مع التطورات والمستجدات العالمية، كذلك إضافة أساليب تعلم حديثة، تمكنهم من إعداد أجيال قادرة على العطاء». وتابع: «تنفق المؤسسة أيضاً على تدريب المعلمين في المدارس المستهدفة، إضافة إلى إخضاع ذوي الطلبة أيضاً لبرامج تدريبية وتأهيلية، تمكنهم من متابعة أبنائهم والمذاكرة لهم، لكي تتم العملية التعليمية بشكل تكاملي».

وأكد القرق أن برامج «دبي العطاء» ساعدت على رفع نسب تعلم الفتيات في الدول المستهدفة بمعدلات كبيرة، من خلال تخصيص برامج تعليمية خاصة بهم، كذلك تراجع نسب التسرب من التعليم وإعداد طلاب قادرين على الالتحاق بمرحلة التعليم الأساسي بكفاءة وقدرة عاليتين.

سياسة الابتكار

وقال القرق إن المؤسسة تعمل على تحصيل الأثر من برامجها في أسرع وقت، من خلال تطبيق سياسة الابتكار لإعداد وتصميم برامجها، حيث عملت على إعداد برامج مطورة مبنية على أدلة وأسس علمية، وقواعد تناسب البيئة التي ستطبق بها، من خلال تنفيذ عدد من الزيارات الميدانية، تشمل البلدان التي ستطبق بها هذه البرامج. وأشار إلى أن «دبي العطاء» تعتمد على البحث العلمي في تنفيذ وتطبيق برامجها، حيث أنفقت نحو 500 ألف دولار على الأبحاث منذ نشأتها، كذلك تتعامل مع جامعات عالمية لإجراء وإنجاز هذه الأبحاث، وتشمل الأبحاث البلدان والبرامج، وقياس أثر البرامج التي طبقتها المؤسسة، وإبراز جوانب القوة والضعف بها، فضلاً عن تقديم التوصيات اللازمة لتطوير هذه البرامج، ولفت إلى أن «دبي العطاء» نفذت عدداً من الأنشطة والفعاليات لتوعية المجتمع بأهمية وضرورة التبرع، وتقديم الأعمال التطوعية لمساعدة الغير، منها طلاء مدارس غير ربحية، وتنفيذ مسيرة سنوية بمشاركة كل فئات المجتمع، إضافة إلى إقامة فعاليات تحث على التطوع عالمياً.

المصدر: الإمارات اليوم